"الأولويات".. إعادة الأمل | صحيفة السفير

"الأولويات".. إعادة الأمل

خميس, 30/01/2020 - 17:05

خطوات حثيثة ومتسارعة لإستعادة التوازن وضبط البوصلة ليتسنى البدأ فعلياً في برنامج "تعهداتي" الذي نال ثقة اغلب الشعب الموريتاني وعهد من خلاله إلى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بقيادة سفينة البلاد.

ولأن البلد يعاني مخلفات عشرية اتسمت بالارتجالية وسوء التسيير وضبابية التدبير، فقد شرع الرئيس منذ يومه الأول في تشخيص الحالة المزرية للقطاعات الخدمية خصوصا وأعطى تعليماته بالبدأ فورا في إصلاحها، دون تردد، باعتبارها أولوية الأولويات. فكان للتعليم والصحة الاهتمام الأكبر من خلال إشرافه شخصيا على افتتاح العام الدراسي، ووضع الوسائل اللوجستية والكادر البشري تحت تصرف قطاع التربية باعتباره الرافعة الأولى للشعوب.

لم تكن إعادة هيكلة قطاع الصحة، ومجانية الإسعافات الأولية والشروع في محاربة مزوري الادوية وتفعيل القوانين الناظمة للصيدليات في المدن الكبرى، إلا دليلا آخر على أن الدولة بدأت في استعادة كامل سيادتها بفرض تطبيق القوانين والنظم على جميع المواطنين دون محاباة او تمييز، و لتضع بذلك حدا لسنوات الفوضى واللامبالاة.

مشاريع متزامنة

دخلت حكومة الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد بده التاريخ من أوسع ابوابه، وهي تطلق لأول مرة مشاريع متزامنة هي الأولى من نوعها منذ إعلان الدولة الموريتانية بغلاف مالي يزيد على 41 مليار اوقية قديمة وبتمويل خالص من الخزينة العامة، اطلق عليه اسم: الأولويات ليكون بذلك اضخم برنامج تنموي رغم مرور أقل من ستة اشهر على تشكيل الحكومة.

هذا المشروع الذي يضم في رزنامته تحسين التغطية الصحية والدخل المباشر للأسر الأكثر احتياجا، و بنى تحتية للتعليم، يعنى كذلك بتحسين المحيط البيئي وتمويل الأنشطة المدرة للدخل بالإضافة الى تأهيل الطرق الرئيسية في مقاطعات انواكشوط باستثناء تفرغ زينة.

ولم يتأتى أمل الشارع الموريتاني في إحداث تغيير جوهري على تسيير الشأن العام من فراغ، ذلك أن إرساء ثقافة التشاور بين الفاعلين السياسيين والجمعويين وإعطاء نسق جديد لتعاطي السلطات مع كافة القوى الحيًة، وتجسيد سياسة خارجية تقوم على احترام المعاهدات الدولية وعدم الزجً بالبلاد في قضايا تمسُ من سيادة الدول الشقيقة و الصديقة وتقويم المصالح العليا للبلد على أساس السيادة اولاً، فقد اتسمت الأشهر الأولى لحكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بحركية ديبلوماسية تجسدت في حضوره شخصياً لقمم إقليمية ودولية ولقاءات جمعته بمستثمرين وممثلي المنظمات الدولية الوازنة بما في ذلك البنك وصندوق النقد الدوليين، وتميزت كلها بإشادات بشخص الرئيس حكمة وتواضعا، وحرصه الواضح على أن تتبوأ موريتانيا مكانها في المشهد الدولي والمنطقة.

ولن ننسى في هذا الصدد تأكيد موقف موريتانيا الثابت والداعم للشقيقة فلسطين، ولمساعيها لإيجاد حل سلمي بين الفرقاء الليبيين، وإحداث سلام دائم في دول الساحل.
 

 

السفير