ورطة عزيز! | صحيفة السفير

ورطة عزيز!

ثلاثاء, 07/07/2020 - 00:07
حبيب الله ولد احمد

هل سيحضر الرئيس السابق أمام لجنة التحقيق البرلمانية يوم الخميس القادم؟.. هل سيركب رأسه ويرفض الحضور؟.
فى كل الحالات عربة الرجل أمام حصانه وعليه اختيار أحد أمرين (احلاهما مر).
حضوره اعتراف ضمني ليس بشرعية لجنة التحقيق ولكن أيضا بمسارات الملف قيد التحقيق وبصدقية ضلوعه فى فسادمنظم طيلة حقبته المريرة وطنيا
غيابه هزيمة وانتحار سياسي لأن معناه خوفه من المواجهة وفى ذلك أيضا اعتراف ضمني بأنه ضالع فى فساد يخشى أن يكون طرفا فى كشف المزيد من خفاياه
ثم إن الغياب فيه تناقض فالرجل يدعى احترام الديمقراطية ومؤسساتها فهل يعقل أن يرفض استدعاء لجنة تحقيق برلمانية
عزيز اليوم فى مفترق طرق ف( الحلمة) بدأت تبحث عن ( اشراطة) فهل س( يشرطها) حضورا اوغيابا
يقال أنه عنيد وكارزمي تفسيرذلك أن يقف بسجاعة أمام اللجنة ويقول كلمة واحدة
( نعم أنا غارق ولامجال لانتشالى ولكن هؤلاء سيغرقون معى) ويقدم أدلة وبراهين قد تدين حتى أعضاء فى لجنة التحقيق ومنهم ضالعون فى ملفات فساد
ولكن العناد قدلايكون بحرق المراكب كلها قديكون برفض الحضور واعتبار مسار التحقيق باطلا وسيفهم ذلك على أنه هزيمة فى معركة لم تبدأ وسيحطم هالة يحاول أنصار الرجل منذظهوره احاطته بها
هل من مساحة لكاس شاي بين الحضور الصاخب والغياب المجلل بالهزيمة
نعم تلك المسافة قد تولد من طلب لتاجيل الجلسة يقدمه عزبز نفسه اوتاجيلها من طرف السلطات إذاكان هناك من لديه حبال يود رميها لإنقاذ ما يمكن انقاذه من رئيس يدينه ماضيه ويلفظه حاضره وينفض من حوله الناس
ولعل نقل الجلسة علنيا لوتم أن يكون حماقة إعلامية وغباء من السلطات فالرجل يتم استدعاؤه كمواطن موريتاني لايمنحه كونه رئيسا سابقا استثناء اعلاميا وسيكون على السلطات بث جميع الجلسات علنيا وتلك نكتة سمجة تمرغ أنف السلطات فى الوحل
حضور عزيز كما غيابه علامة فارقة فى مسار عمل لجنة التحقيق البرلمانية التى تعانى ضعفا وراثيا وسوء تغذية أخلاقي مرتبط بسوابق بعض اعضائها واسهالا سياسيا بسبب تنافرمكوناتها
كل كلمة سيقولها عزيز متشنجا هي ( حزام ناسف) قد تحرق شظاياه وزراء وضباطا وبرلمانيين من داخل اللجنة وخارجها.
وكل ملف قديقدمه هو ( احنش منت اصطيلى) الذى قضى عليها وعلى جيرانها.
وعزيز حين يكتشف أنه مستهدف و(اليابسة) بعيدة منه قديحاول حتى توريط رفيقه الرئيس الحالى ليتم استدعاؤه فياخذ الملف مسارا عاصفا شديد الحرارة والغموض.
ومهما يكن فمجرد الحديث عن استدعاء عزيز للتحقيق هو مساس بسمعته داخليا وخارجيا وانتقاص من حصانته وزخمه الإعلامي كما أنه استدعاء يساعد الحكومة على شغل الناس إعلاميا عن ( كورونا) و( البنك) وصعوبة الأحوال المعيشية
وغيرها من الملفات العالقة
فهل سيحضر عزيز أم يغيب؟..
خياران كلاهما فى صالح الحكومة وكلاهما يحرج عزيز ويضع نقطة استفهام كبرى حول مستقبله السياسي ونظرة الناس إليه محليا وعالميا.