دكتوراه فخرية من الأمم المتحدة للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي | صحيفة السفير

دكتوراه فخرية من الأمم المتحدة للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي

ثلاثاء, 06/07/2021 - 15:03

تقديراً لجهوده المتميزة في دعم الدبلوماسية الدولية، واعترافا بدوره المتميز في تعزيز السلام والوئام بين الشعوب ، وبجهوده المتواصلة من أجل محاربة الكراهية والتطرف العنيف ، منحت جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة درجة الدكتوراه الفخرية للشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى،الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. وقد تم هذا التكريم أمس الإثنين 5 يوليو 2021 في حفل بهيج أقيم بمقر جامعة السلام في مدينة جنيف السويسرية، وحضره نائب الأمين العام للأمم المتحدة ، وعدد من القيادات الدينية والفكرية والسياسية وبعض البرلمانيين من دول الاتحاد الأوروبي .وفي هذه المناسبة ، أشاد نائب الأمين العام للأمم المتحدة بالتقدير الذي يحظى به الدكتور العيسى على نطاق واسع باعتباره شخصية دولية رائدة للاعتدال الديني والفكري، مؤكدا دوره المهم في التعريف برسالة الإسلام المعتدل ، وجهوده الكبيرة في تعزيز التعايش السلمي بين الشعوب . ومن جهته أكد رئيس جامعة الأمم المتحدة للسلام أن منح درجة الدكتوراه الفخرية للدكتور محمد العيسى هو اعتراف بمساهماته الفردية وجهوده الإنسانية في مجال السلام وحل النزاعات ونشر الوئام.
وفي الواقع يعد هذا التكريم اعتراف دولي مستحق بما تقوم به رابطة العالم الإسلامي وأمينها العام من جهود جبارة في مجال نشر قيم السلام والوئام والمحبة والإخاء بين المجتمعات الإنسانية من خلال تعزيز الحوار الفعال ونشر القيم الإنسانية المشتركة وتقوية التفاهم والتسامح والتعاون بين أتباع الأديان والخروج من دائرة الانغلاق الفكري والاحتقان الثقافي والصدام الحضاري. كما يعد تقديرا أكاديميا رفيعا من مؤسسة تابعة للأمم المتحدة، واعتراف بالبعد الحضاري للإسلام وبرسالته العالمية والإنسانية السمحه. لقد ظل وما زال الشيخ العيسى يدعو في خطبه وتصريحاته الصحفية عبر العالم ، إلى توظيف الحوار من أجل نشر السلم والحد من العنف والاقتتال ، على اعتبار ذلك أضحى ضرورة قائمة وواجبا شرعيا ومطلبا حضاريا ، يتطلب ابتكار سبل جديدة واتخاذ مبادرات عملية لكي لا يكون هذا الحوار ترفا معرفيا واستهلاكا إعلاميا ، بل حوارا معززا للتعاون الدولي في إطارالنزعة الإنسانية الساعية إلى تطوير العلاقات الدولية من أجل تحقيق السلام العالمي . ومن هذا المنطلق اعتمدت رابطة العالم الإسلامي رؤية متجددة تهدف إلى توجيه الوعي الإنساني نحو المزيد من التفاهم، وبناء مجتمعات بشرية متعايشة، تربطها قيم التعاون والتسامح، وتجمعها روابط التواصل الحضاري، التي من خلالها تتمكن الأسرة الإنسانية الواحدة من تجاوز عقبات أعداء التعايش والتواصل بين أتباع الحضارات والثقافات والأديان، عبر تعزيز ثقافة التواصل والسلام.
لقد كان نائب الأمين العام للأمم المتحدة منصفا في كلمته في حفل التكريم حين أشاد بالتقدير الذي يحظى به الدكتور العيسى على نطاق واسع، وأكد أنه شخصية دولية رائدة للاعتدال الديني والفكري، وأنه يواصل العمل الجاد لإيصال رسالة الإسلام المعتدل والتعايش السلمي حول العالم، ويبذل جهوداً لتوعية الأقليات المسلمة مستعرضاً جهوده حول العالم. والأمر نفسه بالنسبة لرئيس جامعة الأمم المتحدة للسلام الذي قال في كلمته " إن منح درجة الدكتوراه الفخرية للدكتور محمد العيسى هو اعتراف بمساهماته الفردية وجهوده الإنسانية في مجال السلام وحل النزاعات ونشر الوئام" .
تجدر الإشارة إلى أن جامعة السلام للأمم المتحدة هي منظمة حكومية دولية تم إنشاؤها بموجب معاهدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1980، ويوجد مقرها الرئيس في كوستاريكا. ولديها مكاتب في روما وأديس أبابا ونيويورك وجنيف ولاهاي ومانيلا وبكين وغيرها. وتهتم الجامعة ب تعزيز روح التفاهم والتسامح والتعايش السلمي بين البشر، والعمل على تخفيف العقبات التي تعتري طريق السلام العالمي بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة . وتمنح الجامعة درجتي الماجستير والدكتوراه في القضايا ذات الصلة بالسلام والصراعات وتسوية المنازعات والقانون الدولي وحقوق الإنسان وحماية البيئة والأمن ، كما تمتلك تفويضًا عالميًا لمنح شهادات علمية معترف بها من جميع البلدان الأعضاء في الجمعية العامة، ويرأسها فخريًا الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي شهر نونبر 2020 ، أطلقت رابطة العالم الإسلامي وجامعة السلام للأمم المتحدة من مدينة جدة في السعودية، كتاباً بعنوان «تعزيز السلام وحقوق الإنسان والحوار بين الحضارات»، أنجزه 32 من كبار الشخصيات الدينية والأممية والسياسية والفكرية والإعلامية حول العالم، حيث ساهمت أفكارهم في إثراء البحث بالخبرة والممارسات ذات التنوع الثقافي بمختلف تجلّياته. وبهذه المناسبة أكد الشيخ العيسى أن رابطة العالم الإسلامي تحمل رسالة سلام تضع على عاتقها مهمة تخفيف التوترات التي تثيرها بعض المساجلات، مبرزا أنها تمكنت من تحقيق بفضل التركيز على نشر الوعي بأهمية قبول الاختلاف الطبيعي بين الأديان والأفكار والثقافات عموماً، وتعزيز الأخوّة الإنسانية والشراكات الحضارية ورفع مستوى التعاون لخدمة الإنسان والتصدي للمخاطر التي تهدد أمن واستقرار ونمو المجتمعات الإنسانية.

-------------------
د. محجوب بن سعيد
باحث في الاتصال والحوار الثقافي/ الرباط