موريتانيا تشارك في اجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش | صحيفة السفير

موريتانيا تشارك في اجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش

خميس, 08/06/2023 - 17:03

شارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، اليوم الخميس، في أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة داعش، المنعقد بالرياض في المملكة العربية السعودية.

وقد ألقى الوزير أمام المشاركين خطابا بيّن خلاله "المقاربة الموريتانية المندمجة لمواجهة الإرهاب، ورؤيتها لأولويات مواجهة الإرهاب في منطقة الساحل".

وهذا نص الخطاب:

“أود أولا، أن أتقدم بجزيل الشكر وعميق الامتنان لأخي وصديقي ، سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظينا بها، أنا والوفد المرافق لي، منذ حلولنا بالمملكة، وأن أشيد بجودة تنظيم بلاده وحسن إعدادها لهذا اللقاء الدولي الهام.

كما أشكر صاحب المعالي السيد أنتوني بلينكنْ على الدعوة الكريمة لحضور هذا المحفل المتميز الملتئم لتدارس واحد من أعتى التحديات التي تواجه عالمنا اليوم.

أصحاب السمو،

أصحاب السعادة،

أيها الحضور الكريم؛

لقد أدركت الجمهورية الإسلامية الموريتانية – التي عانت في الماضي القريب نسبيًا من الإرهاب – حجم الخطر الذي يمثله الإرهاب والتطرف العنيف فجعلت مكافحتهما من أولوياتها الإستراتيجية، واعتمدت في ذلك مقاربة شاملة مندمجة تراعي، في الوقت ذاته، الضرورات العسكرية والأمنية والحاجات التنموية ومتطلبات حقوق الإنسان، ذلك أن الإرهاب – رغم كونه عابرا للحدود – لا يمثل تهديدا جديا للبلدان إلا بقدر ما تتوفر له ظروف ملائمة نتيجة للفقر والجهل واليأس وسوء الحكامة وغياب الحقوق والحريات.

من أجل ذلك، كانت قناعتنا بأن مواجهة الإرهاب يجب أن تنطلق، أولا، من تعزيز دولة القانون وحماية الحريات الفردية والجماعية، وتحييد كل أشكال الغبن والإقصاء، وذلك ما حدا بفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى اتخاذ هذه المبادئ مرتكزات لتعهداته أمام الأمة خلال المأمورية الجارية.

أصحاب السمو،

أصحاب السعادة،

أيها الحضور الكريم؛

إن النتائج الطيبة التي تمخضت عنها مقاربتنا لمحاربة الإرهاب، على الصعيد الوطني، لا يمكن أن تخفي عنا حجم المخاطر التي نواجهها، بحكم انتمائنا لمنطقة تحرز التنظيمات الإرهابية فيها كل يوم مكاسب جديدة وتحتل مواقع متقدمة على حساب الحكومات والمجموعات المحلية. وأنتم على علم بما تشهده منطقة الساحل وبحيرة تشاد من تنامٍ سريع للمجموعات الإرهابية وتسارع ملحوظ في هيمنتها على هذا الفضاء الاستراتيجي الشاسع.

وما من شك أن المسؤولية عن هذا التدهور تعود إلى عوامل هيكلية كثيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية، وأخرى عرضية كآثار (كوفيد 19) وتبعات الحرب في أوكرانيا.

غير أنه من المشروع اليوم، أن نبدي مخاوفنا – مع تطورات الوضع في السودان الشقيق، حفظه الله – من تفاقم أكبر للإرهاب في المنطقة الإفريقية جمعاء، بتوفر منابع جديدة لتمويله، واتساع مجال نشاطه ما بين ضفاف البحر الأحمر وخليج غينيا مما يدعونا، أكثر من أي وقت مضى، إلى التمعن في الآليات المعتمدة لمحاربة الإرهاب، لاستكشاف مواطن الخلل فيها، وزيادة مقومات الكفاءة والفاعلية.

أصحاب السمو،

أصحاب السعادة،

أيها الحضور الكريم؛

رغم الجهود الذاتية لدول المنطقة، والجهود الإقليمية والأممية المعتبرة، ما يزال الإرهاب والتطرف العنيف يمثل تحديا جوهريا لدول المنطقة وللعالم أجمع.

من هنا يكون من الضروري التفكير في وضع آلية ناجعة للمواجهة، عبر تنسيق هذه الجهود والسعي بها قدما نحو مشروع شامل، يصون كرامة الإنسان، ويحقق الاستقرار والسلم ويرسي أسس التنمية، انطلاقا من تشاور واسع يستقرئ خصوصيات المنطقة ويستجيب لحاجاتها البشرية.

ولا يفوتني، في الختام، أن أؤكد أمام جمعكم الموقر الطابع الاستعجالي في منطقة الساحل، بالنظر إلى التدهور المتنامي للوضع الإنساني، جراء انعدام الأمن والاستقرار ، وتغيرات المناخ، وانسداد آفاق التنمية غير أني على يقين أن الإرادة الصادقة التي عبرت عنها مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، والجهود الطيبة التي تبذلها، قادرة، بحول الله، على رفع التحديات ومواكبة المنطقة نحو غد مشرق، تتمتع الشعوب فيه بحريتها وكرامتها في ظل الأمن والاستقرار ، وتحقق مطامحها في التقدم والرقي والازدهار.

وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

حضر الاجتماع إلى جانب معالي الوزير، وفد هام ضم أصحاب السعادة سيدي عالي سيدي عالي سفير بلادنا المعتمد لدى المملكة العربية السعودية ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، والسيد محمد بن تتا السفير المستشار المكلف بالاتصال الناطق الرسمي باسم الوزارة، والسيد محمد الأمين الشمرة السفير مدير الأمريكتين بالمديرية العامة للتعاون الثنائي، والسيد محمد اعل محمود السفير مدير التشريفات بالوزارة، والسيد عبد الرحمن داداه المستشار بسفارة بلادنا في المملكة العربية السعودية.