"السفير" تحاور شيوخ قبائل الصحراء بجنوب المغرب (الحلقة الثانية) | صحيفة السفير

"السفير" تحاور شيوخ قبائل الصحراء بجنوب المغرب (الحلقة الثانية)

أربعاء, 19/09/2018 - 13:34

موفد السفير: محمد عبد الرحمن ولد الزوين/ مع مرور أزيد من ثلاثة عقود على بروز قضية الصحراء تعيش الأقاليم الصحراوية في الجنوب المغربي نهضة عمرانية واقتصادية ضخمة مكنت من إذابة الفوارق بين مدن الأقاليم الصحراوية ومدن المملكة الأخرى..

وشهدت الثلاثون سنة المنصرمة مسارا متكاملا لدمج السكان المحليين في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.

ويرى عدد من شيوخ قبائل الصحراء أن السكان في الأقاليم الجنوبية اندمجوا بشكل كامل في النسيج المغربي الذي هم جزء منه، حسب قولهم.. وأوضح هؤلاء أثناء لقاءات أجرتها معهم "السفير" أن الحل النهائي لملف الصحراء بات بيد الأمم المتحدة، وأن تصريحات المبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة الأممية، بيترفان والسوم مؤخرا بخصوص قضية الصحراء، تؤكد أن المطالبة باستقلال الصحراء عن المملكة المغربية غير واقعية ومستحيلة.. وهو ما يرون أنه يبرهن على أن كل المؤشرات تؤكد الرؤية المغربية القائلة بمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا ضمن السيادة المغربية..

ويؤكد ممثلو قبائل الصحراء أن دول الجوار -خاصة موريتانيا والجزائر- تضطلع بدور مهم في تسوية الملف الصحراوي الذي يعوق مسيرة اتحاد المغرب العربي.. معتبرين أن على الدول المغاربية واجبا أخلاقيا في إنهاء ما يسمونه معاناة إخوتهم في مخيمات لحماده؛ وهو واجب يقع كذلك -حسب طرحهم- على عاتق منظمات حقوق الإنسان العالمية وهيئة الأمم المتحدة..

ويسود الاعتقاد في أقاليم جنوب المغرب بأن مقترح المغرب منح هذه الأقاليم حكما ذاتيا موسعا، يشكل أفضل خيار أمام السكان لتجاوز الوضع الراهن؛ خاصة وأن المقترح المذكور يحظى بقبول معظم قبائل الصحراء، ويدعمه جل دول العالم؛ وخاصة القوى الدولية ذات التأثير في الساحة العالمية..

وهو تصور يدعمه التحاق العديد من مؤسسي وقادة ونشطاء جبهة البوليساريو بالمملكة المغربية وإعلانهم تبني مبدأ مغربية الصحراء الغربية..

الشيخ سيدي بكر محمد (الشرفاء فيلاله):

أود أولا وقبل كل شيء أن أرحب بجريدة "السفير" في مدينة لعيون وفي الأقاليم الصحراوية.. وأغتنم هذه الفرصة لأقدم المعلومات والإيضاحات المتعلقة بالوضع الراهن عموما، وموضوع الحكم الذاتي بشكل خاص..

نحن نعتبر أن الحكم الذاتي الذي اقترحه جلالة الملك محمد السادس أدام الله عزه، هو الحل النهائي والإيجابي للأقاليم الصحراوية..

هذا الحكم الذاتي -الذي نؤيده طبعا- نطالب بأن تكون بدايته وأولويته العودة السريعة لكل الإخوة الموجودين خارج الأقاليم، بمن فيهم الموجودون في مخيمات تندوف، وكذلك الموجودون في موريتانيا وفي أوروبا وغيرها؛ لكي يلتحقوا بالوطن ويشاركوا في هذا الحكم الذاتي..

طبعا كل الساكنة هنا في الأقاليم الصحراوية في ظروف ممتازة -والحمد لله- على كافة المستويات، وتمارس حياتها وأعمالها المختلفة ضمن أفضل الظروف.. ونحن كلنا نعمل بجد وإخلاص من أجل إنجاح مسار الحكم الذاتي الذي يلاقي تجاوبا وارتياحا كاملين، ويحظى بإجماع كل سكان الأقاليم المعنية..

وكل ما نطلبه اليوم ونتمناه هو أن يلتحق بنا جميع إخوتنا وأهلنا في تندوف لنعيش معا فوق أرضنا بعد أن افترقنا لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وبذلك نعيد صلة أرحامنا ونتفرغ لتنمية وطننا العزيز ورفاهيته..

عبدي ولد سلامه ولد النفاع (الركيبات لعيايشه)

بدوري أرحب ببعثة "السفير" في بلدها الثاني؛ قبل الحديث عن الحكم الذاتي يبدو لي أن من الوارد التطرق إلى مشكل الصحراء الذي سبق موضوع الحكم الذاتي، وسبب الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

أنا شخصيا سأركز على الجانب الإنساني أكثر من الجوانب الأخرى التي تحدث عنها الإخوة..

من الناحية الإنسانية نحن ليست لدينا أية مشكلة في مجال العيش والظروف الحياتية الطبيعية، وأنتم خير شاهد على ذلك؛ لأنكم جئتم وتشاهدون بأنفسكم وليس من رأى كمن سمع.. لكن المشكلة تكمن في المأساة التي يعيشها إخوتنا في مخيمات لحماده.. تصوروا معي أن هناك الكثير من الشباب ولدوا في المخيمات وهم اليوم في بداية ربيعهم الرابع أو الثالث.. أكثر من ثلاثين سنة من العيش في مخيمات.. لم يروا أرض وطنهم منذ ولدوا! وهم مع ذلك يعتصرهم الشوق لهذه الأرض ولهذا المحيط.

ذات مرة كنت أحضر مناسبة اجتماعية لبعض الأقارب في مدينة ازويرات بشمال موريتانيا، وكان ضمن الحضور قريب لي قادم من مخيمات لحماده لحضور ذات المناسبة، فقال خلال جلسة شاي جمعتنا بعدد من الإخوة إن كل ما يتمناه في حياته هو أن يأتي إلى لعيون ويستنشق نسيم بحرها وتطأ قدماه شاطئها لتلامس رجلاه أمواج البحر.. وليمت بعد ذلك!

هذا جانب.. الجانب الآخر من الصورة هو إنسان صحراوي عاش في مخيمات لحماده ووافاه الأجل هناك.. بطبيعة الحال سيدفن في أرض غير أرضه ولا أرض آبائه وأجداده، وبالتالي لن يجد من يترحم عليه ويقرأ على قبره الفاتحة.. نحن شعب واحد ولنا عقيدتنا الواحدة أواصر الرحم التي تربطنا ولنا عاداتنا وتقاليدنا الخاصة بنا..

إذن هذه مأساة إنسانية مؤلمة سببها الصراع المفتعل حول الصحراء..

بخصوص الحكم الذاتي، أنتم تعلمون أنه مبادرة جاءت بعد أن اصطدم مسار تنظيم الاستفتاء بعقبة صلبة لأن المملكة المغربية ونحن كصحراويين رعايا هذه المملكة، لا يمكن أن نقبل أو نسمح بأي استفتاء أو تعبير عن رأي حول مصيرنا، دون أن يشمل كافة الصحراويين في مختلف بقاع العالم.. نحن مشتتون بين إسبانيا والجزائر والمغرب وموريتانيا، ودول عديدة عبر العالم..

وكما لاحظتم جميعا، فقد أكد بيترفان والسوم، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، مؤخرا أن استقلال الصحراء أمر غير ممكن وغير واقعي..

الحل الأنسب والملائم والمتسم بالوسطية بحيث يضمن مبدأ "لا غالب ولا مغلوب" هو الحكم الذاتي.. ونحن كقبائل شاركنا في تصوره وصياغته ووضع أسسه.. فالمملكة المغربية قدمت مقترحا بهذا الخصوص وأشركتنا في تحديد مساره وسبل إنجاحه بكل تلقائية، وتبنت جميع آرائنا ومقترحاتنا بهذا الخصوص.. وطرحت الموضوع على المجلس الملكي الاستشاري الذي قدم رأيه حوله، وعرضته على المجتمع المدني الذي أبدى رأيه أيضا؛ وبالتالي فمقترح الحكم الذاتي لم يقدم للأمم المتحدة إلا بعد أن عرض علينا وقدمنا آراءنا وملاحظاتنا عليه..

خلاصة القول هي أن ما نطالب به -نحن قبائل الصحراء- هو أن يتخلى العالم عن تلك السياسات التي لا تخدم مسار الحل النهائي ووضع حد نهائي لهذه الوضعية المفتعلة، وأن يتعامل مع أهل الشأن وأصحاب الحق الذين هم نحن سكان الأقاليم الصحراوية بدلا من الاهتمام بموقف ورأي الجزائر وغيرها..

وأدعو الله أن تتحقق للأخ الذي ذكرته آنفا أمنية المجيء إلى لعيون وملامسة هذا البحر واستنشاق نسيم هذه الأرض الساحلي ويمد الله في عمره بعد ذلك.. فما نتمناه جميعا هو أن يجمع الله شملنا مع جميع إخواننا على أديم وطننا الغالي.

وأشكركم مجددا..

محمد نافع ولد محمد فاضل (مجموعة الزرقيين)

ما أود الحديث عنه هو هذه القضية التي مر عليها أكثر من ثلاثين سنة وأثارت الكثير من الجدل والأخذ والرد، لدرجة أن كل أحد فهم ملابساتها وأبعادها الحقيقية..

علاج هذه القضية الذي لا ينبغي تجاهله ولا إطالة الجدل بشأنه هو الحكم الذاتي؛ لأنه الحل الأنسب والطريقة الأمثل لتجاوز هذه الوضعية التي طال أمدها.. وإذا كان لدى الجزائر مشكلة مع المغرب، فإنها تجد في صيغة الحكم الذاتي فرصة للتخلص من الصحراويين الذين تحتجزهم منذ أزيد من ثلاثة عقود، وتسلبهم حرية الاختيار والرأي، وتفرض عليهم رأيها ومواقفها، وتستغلهم كورقة ضغط وابتزاز.. لقد آن للجزائر أن تدرك أن هذا الأمر لم يعد ينطلي على أحد، ولم يعد العالم مستعدا للاستمرار في هذه اللعبة.. كما يجب أن يفهم إخوتنا في المخيمات أن البقاء في هذا الشقاء والبؤس طيلة ثلاثين عاما لم يمكنهم من الوصول إلى شيء سوى سلب حريتهم واستغلالهم لأغراض تجاوزتها الأمم والشعوب.. ولا تمت لمصلحتهم بأية صلة.

أقول لإخواننا في المخيمات إن الإنسان حين يمضي ثلاثين عاما دون أن يحقق أي هدف، يجب عليه أن يراجع نفسه ويحكم ضميره، وينطلق من مبدأ "الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل" ويدرك أن الانصياع للإرادة الجزائرية لا يفضي لشيء سوى إطالة أمد المعاناة والتشريد..

والحقيقة التي يبدو أن الكثيرين لا يجرؤون على قولها صراحة، رغم إيمانهم بها، هي أننا نحن قبائل الصحراء، لم نسمع عند آبائنا ولا أجدادنا بأي حديث عن المطالبة بإقامة كيان مستقل في الصحراء؛ بل ورثنا منهم القتال ضد الاستعمار الإسباني والاستعمار الفرنسي من أجل الاستقلال كجزء من المملكة المغربية، وكمواطنين مغاربة..

وكان كل كفاحنا ضد الفرنسيين وضد الإسبان تحت الراية المغربية وبإمرة ملوك المغرب وقيادتهم وتوجيههم ودعمهم؛ وهذا ما تشهد عليه كل مناطق الأقاليم الجنوبية التي ارتوت من دماء شهداء جيش التحرير الزكية، وكانت كلها مقبرة للمحتلين الغزاة.. جيش التحرير هو الذي هزم الاستعمار وأخرجه من أرض الصحراء وليس البوليساريو ولا الجزائر.

كل المعارك التاريخية الطاحنة ضد الاحتلال الإسباني خاضها جيش التحرير الذي كان كل مقاتل فيه يعتز بكونه مغربيا، ويقاتل بسلاح مغربي، وبتوجيه سلاطين المغرب وقيادتهم.. كانت معارك من أجل تحرير أرض مغربية محتلة وليس عملا انفصاليا على الإطلاق..

وعند انتهى الوجود الإسباني في المنطقة تحت ضغط الكفاح المسلح الذي خاضه جيش التحرير المغربي، جاءت المسيرة الخضراء تتويجا لمسار اكتمال سيادة المملكة المغربية على هذا الجزء من أراضيها..

وفي المقابل عمدت الجزائر إلى نقل الكثير من الصحراويين ووضعتهم في مخيمات على ظهر لحماده بالتواطؤ مع بعض الذين صنعتهم هي نفسها.. واليوم جل الذين هجّرتهم الجزائر إلى تلك المخيمات عبارة عن شيوخ طاعنين في السن لم تعد ذاكرتهم تحفظ شيئا عن الصحراء، فالكثير منهم قضوا حتفهم ولم يبق سوى جيل ولد هناك ولا يعرف شيئا عن واقع الصحراء، أو حقيقتها التاريخية.. على أية حال نحن كشيوخ قبائل نعيش التجربة مع شعبنا ضمن تحديد الهوية -سواء هنا أم هناك- مجمعون على أن خيارنا هو الحكم الذاتي.. وهو ما كان يتمناه ويسعى إليه آباؤنا وأجدادنا، ونرفض أية دعوة أخرى لفصلنا عن وطننا العزيز؛ ألا وهو المملكة المغربية..

لقد عرفنا من يريد لنا الخير مثلما عرفنا من لا يريد لنا الخير، وهنا أشيد بموريتانيا التي من الله عليها بأن جعلها دولة إسلامية بالكامل، ونحن والشعب الموريتاني يجمعنا كثير من الروابط ونتقاسم كل الأمور.. ومقتنعون بأن موريتانيا لا تريد لنا إلا الخير والسلم، لنا نحن في الأقاليم الصحراوية وكذلك لإخوتنا في لحماده.. وعليه أؤكد من هذا المنبر أن من يريد الخير لأهل الصحراء لا بد أن يدعم خيار الحكم الذاتي؛ فهو ما يطالب به سكان الصحراء، وهو وحده ما يستجيب لواقعهم وتطلعاتهم وخصوصياتهم.. ومن يدعو إلى قيام دويلة مستقلة لا يريد الخير لنا؛ لأننا أدرى بأنفسنا وأدرى بما يتفق مع واقعنا وخصوصيتنا وإرادتنا ومصلحتنا.. الحكم الذاتي ولا شيء غير الحكم الذاتي ضمن السيادة المغربية..

محمد لغظف ولد محمد ولد عبد القادر (أهل بارك الله ولكويدسات)

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

موضوع الصحراء لم يكن موجودا قبل أن اختلقته الجزائر.. لم نسمع إلا بالمغرب الذي كان موجودا كدولة منذ قرون، قبل جيش التحرير وقبل بداية الكفاح ضد الاستعمار الإسباني، وهذه الأقاليم منذ الأزل أقاليم مغربية، وما أخر التحاقها بالسيادة المغربية هو الاستعماري الإسباني..

القضية التي تملأ الدنيا اليوم قضية اختلقها الاستعمار الإسباني ومن بعده الجزائر.. وبطاقات التعريف التي كان يصدرها الاستعمار الإسباني لسكان الصحراء بدأت منذ 1936 وكانت كل بطاقة تعريف شخصية تحمل في بياناتها أن الجهة التي ينتمي كل حامل بطاقة تعريف شخصية هي "جنوب المغرب".. لم يضعوا فيها لا جنوب الصحراء ولا شمال موريتانيا ولا حتى عبارة "الصحراء"..

وتعلمون أن التعريف الشخصي هو أساس تحديد الهوية..

ثانيا المملكة المغربية قدمت العديد من الاقتراحات -مع أنها تملك الحق والشرعية- لكنها كانت وما تزال حريصة على السلم والاستقرار وبناء المغرب العربي، ورفاهية شعوب المنطقة المغاربية.. نحن شعوب المغرب العربي في المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا -في الواقع- شعب واحد يجمعنا نفس المحيط الجغرافي ونفس الوشائج الاجتماعية والدينية والتاريخية والثقافية واللغوية.. الخ.

يجب -على الأقل- أن نبتعد عن كل ما يعوق تكاملنا ومسيرتنا المشتركة.. لندع القيادات السياسية تتولى الشأن السياسي والأمور الدبلوماسية؛ لكن علينا أن نؤمن بضرورة التلاحم والتضامن والتكامل فيما بيننا كشعوب يجمعها مصير واحد ولا يفرق بينها أي شيء..

انطلاقا من هذه الرؤية وهذا البعد الاستراتيجي تقدم المغرب بعدة اقتراحات لتجاوز الأزمة المصطنعة في هذه المنطقة..

تقدم باقتراح سنة 1982 تمثل في دعوة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني إلى تنظيم استفتاء في الصحراء.. لم يكن دافعه إلى ذلك الخوف من الجزائر ولا من موريتانيا ولا من تونس ولا من ليبيا؛ وإنما بدافع الرغبة الصادقة في خلق ظروف تضمن قيام كيان مغاربي متماسك وقوي..

وبعد شروع الأمم المتحدة في التحضير لهذا الاستفتاء الذي جاء بمبادرة مغربية -كما أسلفت- وبعد ما تم وقف إطلاق النار، وتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة في المنطقة، وبدأت عمليات تحديد الهوية.. تبين أن هناك عقبات تعوق عملية الاستفتاء.. وللخروج من حالة الانسداد جاءت مبادرة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا..

وفي المقابل من حقنا ومن حق العالم أن يتساءل عما يقدمه الطرف الذي نتفاوض معه والقابع في لحماده؛ لماذا لا يقدم ولو مقترحا واحدا من شأنه إيجاد حل نهائي وشامل وعادل ومقبول من الجميع..

لما يتصلب هذا الطرف على شعار تقرير المصير؟ أوليس الحكم الذاتي تقريرا للمصير؟.. ما الذي يعطي المتواجدين في لحماده الحق في تحديد تقرير المصير ولا يعطيه لسكان الأقاليم الصحراوية؟

إذا كان لدى هؤلاء المنادين بشعار تقرير المصير أي مقترح أو مبادرة بناءة فليقدموها..

أما أن تظل جماعة لحماده أداة في يد دولة أخرى بحيث يلتزمون في المفاوضات بصيغة توافقية ليتنصلوا منها فور عودتهم إلى تلك الدولة، فهذا معناه أنهم لا يتمتعون بحرية الرأي أو استقلالية الموقف، ولا يتصرفون وفق قناعاتهم؛ وبالتالي من لا يملك قرار نفسه بيده لا يمكن أن يوهم الناس بالحديث عن دولة وجمهورية صحراوية ديمقراطية، يطالب العالم بالاعتراف بها.

قضية الصحراء -بكل بساطة- تنتهي بمجرد تحييد الجزائر وترك الصحراويين الذين تحتجزهم في المخيمات يتصرفون ويقررون مصيرهم بحرية وبإملاء إرادتهم..

 

السفير- العدد: 720

الصادر بتاريخ: 02 يونيو 2008