شَبحُ عزيز! | صحيفة السفير

شَبحُ عزيز!

ثلاثاء, 19/11/2019 - 19:48

الهالة التي صاحبت عودة الرئيس السابق، هدفها لفت الانتباه و إيهام الناس بأن هاجس ولد عبد العزيز ما زال يلاحقُ الرئيس غزواني، ولربما عليه إعادة النظر في كل تصرفاته وقرارات اعضاء حكومته التي اعقبت صاحب القرار وأضرت بعض مقربيه..!

فلو لُبست عودة الرئيس السابق على طهارة، لكانت الامور على طبيعتها، فما حدث هو مجرد رجوع رئيس سابق لوطنه سواءاً بهدف زيارة الاهل والاقارب او للاستقرار في بيته ومع افراد اسرته، لكن استغلال عودة الرجل بهذا الشكل يشي بوجود خلايا تعمل على إفساد ما قيم به مؤخرا بهدف لفت الإنتباه عن قضايا جوهرية وملفات كبيرة بدأت فتحها ولقيت ارتياح العدو قبل الصديق.

قبل ايام كان الرأي العام الوطني تحت نشوة الإنتصار للمواطن إثر إعلان الحرب على مودي الموت، وكان التفاعل مع تلك الهبة بحجم تطلعنا جميعا لسلطة صالحة تراعي مصالح مواطنيها، وتقف سداً منيعا امام اولئك المتمصلحين والانتهازيين ممن ماتت قلوبهم في سبيل الدراهم وعاثوا في الارض فسادا؛

كان تجاوب اعلى سلطة مع مطالب الطلبة وفتح بعض الاكتتابات امام الشباب ومصالحة الطّيف السياسي والتأكيد لرموز وطنية منحت اوصاف الإجرام والخيانة وعبث بمصالحها، أن التغيير آتٍ وأن الوطن بحاجة الى ابناءه، مؤشر إيجابي بأن ساكن القصر الجديد يريد التأسيس لقطيعة نهائية مع الممارسات الشاذة التي اتسمت بها عشرية رفيقه وإعادة ترتيب ما تم العبث به من قيّم وثقة متبادلة.

لاشك بأنه لم يعد لولد عبد العزيز من الأمر شيء، وهو يدرك في قرارة نفسه أن غالبية الشعب الموريتاني مسهم الضر في عهده، لكن عصابة القطط السّمان التي ظهرت مع حكمه، لاتريد أن تفقد بريقها أو أن تُكشف ظهورها، إن صحّ التعبير، فهي لم تزرع خيرا ولم تبخل بالظلم على أي فرد من هذا الشعب اعترض طريقها يوما..

ليس إظهار بعض الاخطاء البروتوكولية بالتزمن مع حضور الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لمنتدى داكار، وما أثير قبل ذلك حول رحابة طائرة عزيز وصغر الطائرة التي استقلها غزواني؛ ومن ثم نشر واستغلال صور لفيلا عزيز وعشاءه الفاخر، قبل إعلان تسريحُ عامل بالخطوط الموريتانية لمجرد القاط صورة مع رئيس سابق وبعلمه، وربط كل ذلك بالعنفوان والتّجبر العزيزي، سوى فرقعات يعمل على إطلاقها اشخاص استحوذوا على مقدرات البلد في غفلة من التاريخ و الجغرافيا، وهم يعلمون كل العلم بأن الشعب الموريتاني فتح عينيه ولن يقبل بهم مجددا، والأكيد الأكيد بأن مزبلة التاريخ بانتظارهم.

 

سيدي محمد صمب باي