السفير تنشر مقابلة العميل حامد عمّار، الذي قال إن عزيز كلفه بأعمال "قذرة"..! | صحيفة السفير

السفير تنشر مقابلة العميل حامد عمّار، الذي قال إن عزيز كلفه بأعمال "قذرة"..!

ثلاثاء, 01/09/2020 - 15:20

حامد عمار، صاحب مؤسسة أمنية خاصة في مالي، وعميل استخبارات كان ينشط لصالح السلطات الموريتانية ما بين السنوات 2005-2007.خلال إقامته الحالية بآبيدجان، التقيناه بوصفه أحد الماليين المنحدرين من سكان الشمال. فتحدث لنا خلال هذه المقابلة حول الحرب في مالي، كما استعاد ماضيه في خدمة موريتانيا كعميل سـري.

حامد عمار، أنت أصيل شمال مالي، ما رأيك في الحرب الجارية هناك؟

أشكركم على منحي هـذه الفرصة، التي سأنتهزها كــي أتعرض للفصول الدرامية التي شهدها بلدي جراء احتلال الشمال من قبل قوات الحركة الوطنية لتحرير أزواد( MNLA)، والحركات الإرهابية الأخرى مثـل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة أنصار الدين، وحركة الدعوة والجهاد في غرب أفريقيا وغيرها. أنا أحيـي بحـرارة الحرب الدائرة حاليا ضد هـؤلاء الإسلامييــن، الــذي بغـوا في أرضنا أشهرا عديدة في حين وجد الأهالي أنفسهم فجأة في منطقة غير خاضعة للقانون، قبل أن يجري حشدهم لطرد الحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى خارج الحدود، لقد رفض السكان أن تحتل هذه الحركة المتمردة، والحركات الإرهابية الأخــرى شمال مالي. ان حركة MNLA الانفصالية هي الناقل الأساسي لمظاهر عدم الاستقرار الحاصل في الشمال. كما أن هذه الحركة هي التي عززت من تواجد الإرهابيين في مناطق الشمال وذلك من خلال بيع وتوزيع الأسلحة عليهم بعد عودة عناصرها من ليبيا. و إلى جانب ذلك، أنا لا أفهم المجتمع الطارقي، الذي يمثل ما نسبته 12 إلى 15% من سكان الشمال وهو مع ذلك الواقع الديمغرافي يحاول أن يفرض على الآخرين الاستقلال.

حول تداعيات الأزمة في مالي، فقد ذكر النائب الفرنسي نويل مامير، أن هؤلاء الجهاديين يمكنهم العثور على ملجأ في موريتانيا. طبعا برضا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وانه هو "عراب المخدرات" في المنطقة. ولقد كنت تعرفه قبل تسلمه السلطة، فكيف يمكنه الرد على ما مير؟

أنا، لا أستطيع أن أقول أن الرئيس ولد عبد العزيز هو "عراب المخدرات" كما يزعم النائب في الجمعية الوطنية الفرنسية، ومع ذلك، فأنا اقدر على القول بأنني كنت أعرف هذا الرجل عندما كان قائدا للحرس الرئاسي في ظل نظام ولد الطائع (الرئيس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع، أطاح به الجيش في 3 أغسطس 2005)، ولقد كلفني ببعض الخدمات غير المشروعة إلى حد ما.

كيف تعرفت على العقيد ولـد عبد العزيز؟

تعرفت على الرجل في وقت سابق، حين كان الرئيس ولد الطائع في سدة السلطة، وكان هو قائدا لأمنه الرئاسي، وذلك بفضل أحد عناصر المخابرات الموريتانية يدعى سيدي ولد الهيبة، وهــو يعمل لصالح الملحق العسكري في السفارة الموريتانية في باماكو، وحينها كلفوني بمتابعة المعارضين الموريتانيين في مالي و في المنطقة عموما و بصفة خاصة تنظيم "فرسان التغييـر" .

إذا أنت ساعدت فـي مطاردة "فرسان التغيير"؟

في تلك الفترة حددنا مكان البعض من عناصر "فرسان التغييـر" فــي ("فالادييه" faladiè)، وهـي المنطقة التي كنت اسكنها من باماكو، وفيها ربطت العلاقة بسيدي ولد الهيبة والذي كنت أشرت آنفا على أنه هو الذي جعلني على صلة بالملحق العسكري بالسفارة الموريتانية بباماكو، الأمر الذي خول لي إجراء اتصالات هاتفية مع قائد كتيبة الحرس الرئاسي، والذي لم يكن سوى العقيد عزيز، وقـد عرض علي في ذلك الاتصال أن اعمل على مساعدته في جمع المعلومات الكافية حول عناصر "فـرسان التغيير"، ثم خاطبني قائلا ستقدم خدمات كبيرة للشعب الموريتاني ولا يمكننا أن ننساها أبدا.

وفــي المحصلة، تم رصــد و اعتقال هؤلاء بناء على المعلومات التي كنتم توفرونها ؟

أود أن أقول بأنه لم يكن لدي ما يكفي من المعلومات عن هؤلاء. لقد بحثنا، ولكن يبدوا أن تنظيم"فرسان التغيير"، لم يكن سهل التعقب. كنا متواجدين للقيام بالمهمة ولكن لم نأتي بنتيجة إيجابية.

وماذا حصل بشأن علاقتك مع المدعو سيدي ولد الهيبه؟

لقد استمر التعاون بيننا إلى حين الاتصال الذي ربطني بالعقيد محمـد ولد عبد العزيز، ومن حينها اقتصر الاتصال بيني مع العقيد الذي ظل يطلب مني الخدمات.

أي نــوع من الخدمات كان يطلب منك؟

على سبيل المثال؛ طلب مني العقيد عبد العزيز، أن أجد له حيوانات مثل الأيِل (les biches) والطاووس (les paons)لأنه؛ كما قال، لديه مزرعة في موريتانيا. وهـو ما كنت أقـوم به بالفعل عبر السفير الموريتاني في باماكو. بعد ذلك طلب مني أمور أخـرى ..

ثــم ماذا حصــل بعد ذلك؟

في مسـاء الــ15 من ديسمبر2006، بين السابعة مساءً والثامنة مساءً، اتصل بي العقيـد عـزيز ليطلب مني القيام بمهمة لصالحه في غانا، كان يتوجب علي لقاء مُواطن عراقي اسمه عثمان العلوي سيتعامل معه. وبمجرد الانتهاء من ذلك، كان علي الانتظار هنالك للحصول على تعليماته فيما يخص الخطوة الموالية. في الواقع؛ كان الاثنان على اتصال خلال الوقت الذي كان فيه الرئيس ولد الطايع في السلطة وفي الفتـرة نفسها سبق لهما وان تفاوضا حول صفقة فشلت لأسباب غير معروفة بالنسبـة لي. ولكـن مع نجــاح الانقـلاب على الـرئيس معاويـة ولد سيد احمد ولد الطايع وحلول العقيد عزيز في صدارة الحكــم خلال الفترة الانتقالية، سعـى لإعادة الاتصال بعثمان العلوي من أجل إبرام اتفاقهما القديم في النهاية.

كانت مهمتي تقتضـي العثور على هذا الرجل في أكرا، بينما لم تكن لدي سابق معرفــة به.عدا رقم هاتفه الذي أعطاني إياه عزيز، وصلت إلى أكرا، لأستقر في QuassHotel، على الطريق المؤدي إلى تاكوراديTakoradi لأنه قيل لي أن الرجل الذي كنت أبحث عنه يمكن أن يكون هناك.في نفس الليلة، وجدت الشخص الذي يُدعى عثمان العلوي، وهكــذا تمكنت في النهايـة من إجراء أول اتصال هاتفي بينه وبيــن العقيد عزيز. يجب أن أشير إلى أنه عندما وصلت إلى أكرا، لم يكن لدي أي فكرة عن القضية التي كان من المفترض أن أضع من أجلها عثمان العلوي على اتصال مع العقيد عزيز. وهكذا اكتفيت بتنفيـذ المهمة و إظهار طاعتي العمياء، مع احترام عميق توجبه علي مراعاة مرتبته الاجتماعية. في أكرا، بدأت أفهم أن العملية التي جرني عزيز إليها كانت صفقة غير قانونية، لا تليق بذلك الشخص ولا برتبته.

ما علاقة ذلك بالاتهامات التي وجهها نويل مامير ضد العقيد عزيز؟

ما أردت نقله هو محاولة قصدت من خلالها أن أكشف لكم ما يجري في الفناء الخلفي لمن يحكموننا. هنالك أشياء ليست معروفة دائمًا لعامة الناس وما كنت لأعلم بها لولا انهم استخدموني، في وقت من الأوقات، كعميـل استخبارات لأولئك الذين يديرون السلطة في موريتانيا. وهل لهذا الأمـر علاقة بحديث النائب الفرنسي الذي يتهم الرئيس عبد العزيز بأنه عراب للمخدرات؟ الأمر متروك لكم ولقرائكم لتقرروا بأنفسهم. ما أريدك أن تفهمه هو أن بعض حكامنا يستخدمون مواقعهم للانخراط في بعض الأعمال القذرة.

________________

أجرى الحوار: الحسن نيادا

لصالح جريدة l’INTER الايفوارية

العدد 4439 الصادر بتاريخ الاربعاء 20 مارس 2013 الصفحة 8

الترجمة : مدونة JEREFUSEETTOI