صور ومواقف لشعراء عرب عن موريتانيا | صحيفة السفير

صور ومواقف لشعراء عرب عن موريتانيا

ثلاثاء, 03/11/2020 - 12:02

موريتانيا بلد العلماء والشعراء والصحراء (شنقيط) كما تذكر في المراجع العربية القديمة أرض المنارة والرباط.

عرفها المشارقة من خلال سفرائها الذين كانوا رسل هداية ومشاعل نور، في حواضر الحجاز والشام وأرض الكنانة.

وقد أصبحت تحمل لقب بلد "المليون شاعر" منذ  ستينيات القرن الماضي.

موريتانيا وإن نأت بها الجغرافيا عن دائرة المركز؛ لكنه قلما يزورها ضيف أو يتعرف على ناسها إلا وقع في أسرها  وأيقن أنه والآن فقط وصل المركز.

................................                                    

جاسم الصحيح

شاعر من المملكة العربية السعودية؛

ترجم له في عدة موسوعات ومعاجم عربية منها على سبيل المثال لا الحصر: معجم البابطين للشعراء العرب، الموسوعة الكبرى للشعراء العرب، التجربة الشعرية في المملكة العربية السعودية شهادات ونصوص؛

نشر عدة مجموعات شعرية من بينها: ظل خليفتي عليكم، عناق الشموع والدموع، حمائم تكنس العتمة، رقصة عرفانية، أعشاش الملائكة، كاتب الوحي الأخير، ما وراء حنجرة المغني...

فاز بالعديد من الجوائز: جائزة شاعر عكاظ 2018، جائزة السنوسي عن ديوانه (قريب من البحر بعيد عن الزرقة 2020).

الصورة الوهاجة

الحق والحق أقول إنني عرفت موريتانيا أنها (بلاد المليون شاعر) قبل أن أعرف موقعها الجغرافي على الخارطة العربية الأفريقية، وقبل أن أعرف أن عاصمتها هي نواكشوط، وقبل أن تربطني بشعرائها الكبار أي علاقة. فمنذ أن تفتَّحتُ على الحياة والقراءة، وأنا أقرأ أن الجزائر بلد المليون شهيد، وموريتانيا بلد المليون شاعر.

في العام 2007 م، ومن خلال مشاركتي في (برنامج أمير الشعراء على قناة بو ظبي) ، أعدتُ اكتشاف تلك المقولة وتصحيحها، حيث إنّني اكتشفتُ أنَّ الشعب الموريتاني الذي يتجاوز عدده أربعة ملايين إنسان، بأكمله شعراء، وليس مجرد مليون شاعر. اكتشفتُ ذلك من خلال مواقف  الجمهور الموريتاني الذي كان يتابع شعراء بلاده في الدورة الأولى من (برنامج أمير الشعراء) ، ويدعم هؤلاء الشعراء مثل الشاعر النجم (محمد ولد الطالب) ، وشيخ الشعراء في موريتانيا (الشيخ أبو شجة).

كانت نسبة المتابعة الأعلى لبرنامج أمير الشعراء تأتي من موريتانيا، وكانوا يحدثوننا عن التعبئة الجماهيرية للتصويت سواءً من جهة الموقف الرسمي للدولة أو من جهة الشعب ذاته. في موريتانيا، يمكن القول إن الجميع سواء كأسنان الشِّعرِ من فرط إيمانهم به، فهم يرون أن الشعر هو الحياة، لذلك دائما ما ينتمون إليه تعبيرا عن انتمائهم العميق للحياة.

لقد ترك الشعب الموريتاني صورة وهَّاجة له في ذاكرتي عبر اللقاءات الشخصية العديدة في المحافل الشعرية، وعبر التواصل الإلكتروني بكثير من أفراده منذ ذلك التاريخ، وعبر متابعة شعرائه المتميزين في الدورات اللاحقة من (برنامج أمير الشعراء)، فهو شعبٌ نبتت جذوره من اللغة العربية، وتشبَّثت بأرض الشعر العربي الأصيل، وسقاها القرآن الكريم شآبيب معانيه السامية.

ولا أراني أبالغ إذا قلت إن هذا الشعب النبيل ينطق في المهد شعرا، ويعيش الحياة شعرا، ويدخل دهاليز السياسة شعرا، ويتناسل شعرا; وما دامت هذه حاله مع الشعر، فسوف يبقى له المجد والألق والخلود.

ليندا إبراهيم:        

 

شاعرة سورية؛ حاصلة على جائزة نازك الملائكة وعمر أبو ريشة؛

وصلت المرحلة النهائية في مسابقة أمير الشعراء؛

عضو اتحاد الكتاب العرب ـ جمعية الشعر؛

عضو مشارك في اتحاد الصحفيين السوريين؛

تكتب قصيدة النثر والتفعلة والبحور الخليلية.

صدر للشاعرة: 
*  لدمشق هذا الياسمين
* فصول الحب والوحشة، لحضرة الرسولة، أنا امرأة الأرض، منمنمات دمشق...

أيام لا تنسى

لن أنسى ما حييت تلك الأيام، من ربيع وصيف العام 2013، حيث كنت أشارك في مسابقة الشعر العربية الموسومة بـ"أمير الشعراء" على أرض دولة الإمارات، وأكثر ما كان يميز ذلك الموسم (الموسم الخامس) أنه يأتي بعد اندلاع ما سمي وقت ذاك بـ"ثورات الربيع العربي" التي كشفت فيما بعد عن وجهها الرجعي الوحشي الظلامي المأزوم الحاقد على البشرية والفكر والعقل والانفتاح والاعتدال والتسامح، وكي لا أذهب مذهب السياسة في هذه العجالة، أعود لمضمار القول بأن تلك المسابقة هي التي جعلتني أحتك لأول مرة في حياتي وشخصيا بأي مواطن "موريتاني" كان ذلك عبر شعراء أتوا للمشاركة، لا أنسى بعد جلسات التعارف الأولى كيف تقدم أحد مني ليقول لي كيف حال سورية وأعلن عن موقفه السياسي آنذاك من بلدي، مع أنني لم أتعاط السياسة مطلقا وبالعموم فأنا ذاهبة لمشاركة وطنية في مسابقة شعرية أمثل فيها بلدي، لأكتشف أن ظلال الواقع السياسي قد أرخى سدوله أيضا على الشعر والشعراء والقصيدة، وجيش ما استطاع من مواقف الشعراء بل وجندهم، إن لم أقل إن قسما كبيرا منهم انبهر بها بداية وجند نفسه وقلمه وقريحته لأجل النفخ في لهيبها الذي سحر الألباب، وأعمى الأبصار في بداية استعارها، وليأتيَ الشخص نفسه بعد أشهر من المسابقة وليقدم إلي الاعتذار ومن خلالي للشعب السوري لأنه أخطأ في موقفه البدئي، وليقول لي كل ما حصل في البلاد العربية أمر ولسورية أمر آخر، إنها مؤامرة كبرى على قضية القضايا ومركز هذه القضية "سورية" وقال لو استطيع سحب قصيدتي التي أشنع فيها على نظامكم لما قصرت، ولقد انكشفت عورات هذه الثورات عن أقبح ما صاغت العقبرية الوحشية الإنسانية من ويلات وحروب، وليبقى معي أخو شاعر موريتاني آخر رحمة الله على روحه، حتى المرحلة الأخيرة من المسابقة، وبتلك اللهجة العربية الفصيحة التي تحمل في قلب حاملها حب الشعب العربي من محيطه حتى أقصى مياه خليجه، وليعبر فضلا عن أنه من بلد "المليون شاعر" بأنه عروبي في الصميم طالما يتفرد بهوية الشعر العربي (هوية العرب الجامعة) هذا ما استجمعته ذاكرتي بالرغم من الدعوات والتمنيات الصادقة من إخوة موريتانيين لزيارة بلدهم العزيز، ولا أنسى هنا أن أثبت ميلهم المطلق للقصيدة بشكلها العمودي المشطور وكيف ينظمونها بكل جدارة ومهارة...

تحياتي ومطلق الاحترام لشعب عزيز لا يزال يحافظ على هوية اللغة العربية بلغة الشعر وعلى عاطفة أخوية صادقة بالرغم من بعد الديار وشط المزار.

رجا محمد القحطاني:

شاعر كويتي حاصل على باكالوريوس في اللغة العربية ؛

عضو رابطة الأدباء الكويتيين؛

حاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب 2016 ؛

عمل مشرفا على الصفحات الأدبية في جريدة الرأي الكويتية (2001 / 2004)

شارك في العديد من الفعاليات الشعرية والملتقيات الأدبية في داخل الكويت وخارجها؛

صدر له حتى الآن: من وحي المتنبي  وسماوات لمطر أخير.

عنوان العروبة (قصيدة مهدات للأشقاء في موريتانيا)

سلام موطن المليون شاعرْ
عرفتك ما دَفعتُ إليك خطو
ومن شعراء محبوبين خلقا
موريتانيا وإن بعد مكانا
نقاءُ قلوبهم بدنيك منهم
أنستُ إلى بساطتهم وفيها
وتبهرني أصالتهم أداء
إذا عافوك حادوا عنك رفقا
وحين تنافس الشعراء نالوا
نواكشوط المآثر خبريني
تحديت الغزاة وفي التحدي
وفي شنقط رايات القوافي
هي التاريخ منذ رأت مثارا
تقوم كطائر الفينيق مهما
موريتانيا لتزدادي نهوضا
 عروبتنا توحدنا انتماء
 

وعنوان العروبة إذ تفاخرْ
عرفتك من أهاليك الأكابرْ
ومطبوعين شعرا، قول خَابــِرْ
بِفُصْحَاهُــمْ  تجملت المنابر
دنو الاشتياق إلى المسافر
رقي تصرف ونقاء خاطرْ
تجنب فطرة زيف المظاهر
وإن ألفوك أصفوك المشاعر
بـ "بمب" السبق في الحدث المباشر
بما يخفى على من المآثر
ثراء المجد لا ثروات تاجر
يباهي حين يرفعهن شاعر
"عيون الخيل" تحمل كل ثائر
تجاهلها الزمان فلن يكابر
حضاريا وتجتازي الحواضر
وحب المصطفى أقوى الأواصر
 

 

 

إعداد: محمد ولد سيدناعمر