الأسد: "داعش والنصرة" ورقة تستعملها الولايات المتحدة لتحقيق أجندتها الخاصة | صحيفة السفير

الأسد: "داعش والنصرة" ورقة تستعملها الولايات المتحدة لتحقيق أجندتها الخاصة

خميس, 22/09/2016 - 22:42

 

أكد الرئيس بشار الأسد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تمتلك الإرادة للعمل ضد تنظيمي”جبهة النصرة” و”داعش” لأنها تعتقد أن هذه المجموعات الإرهابية ورقة في يدها تستطيع استعمالها لتحقيق أجندتها الخاصة مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للانضمام إلى روسيا في محاربة الإرهابيين في سورية.

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس إن الهجوم الذي شنه “التحالف” على موقع للجيش العربي السوري في دير الزور كان متعمداً لافتاً إلى مزاعم البيت الأبيض حول مهاجمة قافلة الهلال الأحمر مؤكداً أن كل ما قاله المسؤولون الأمريكيون عن الصراع في سورية ليس له أي مصداقية وكل ما يقولونه هو مجرد أكاذيب أو لنقل فقاعات لا أساس لها من الصحة على الأرض.

 

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

الصحفي: سيادة الرئيس.. شكراً جزيلاً لكم لإتاحة هذه الفرصة بمنح هذه المقابلة للأسوشيتد برس.

الرئيس الأسد: أهلاً وسهلاً بكم في سورية.

السؤال الأول: سأبدأ بالتحدث عن وقف إطلاق النار في سورية.. روسيا والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى تقول إنه يمكن إعادة إحياء وقف إطلاق النار رغم أحداث العنف الأخيرة وتبادل الاتهامات.. هل تتفقون مع هذا التقييم… وهل أنتم مستعدون للمحاولة من جديد؟

الرئيس الأسد: لقد أعلنا أننا مستعدون للالتزام بأي وقف للعمليات.. أو إذا شئت تسمية ذلك وقفاً لإطلاق النار.. لكن الأمر لا يتعلق بسورية أو روسيا.. بل بالولايات المتحدة والمجموعات الإرهابية المرتبطة بـ “داعش”و”النصرة” و”القاعدة”.. وبالولايات المتحدة وتركيا والسعودية.. لقد صرح هؤلاء علناً أنهم غير ملتزمين.. وهذه ليست المحاولة الأولى للوصول إلى وقف للعمليات في سورية.. المحاولة الأولى كانت في شهر شباط الماضي وفشلت بسبب الولايات المتحدة حسب رأيي.. باعتقادي أن الولايات المتحدة ليست صادقة بالتوصل إلى وقف للعنف في سورية.

السؤال الثاني: هل تعتقدون أنه من الممكن التوصل إلى حالة من الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا ضد المجموعات المسلحة كما نص عليه الاتفاق بينهما؟

الرئيس الأسد: مرة أخرى أقول إن هذا ممكن من الناحية العملية.. لكن في الواقع لن يكون ممكناً لأن الولايات المتحدة لا تمتلك الإرادة للعمل ضد “النصرة” أو حتى “داعش”.. لأنها تعتقد أن هذه المجموعات ورقة في يدها تستطيع استعمالها لتحقيق أجندتها الخاصة.. إذا هاجمت “النصرة” أو”داعش” فإنها ستخسر ورقة مهمة جداً فيما يتعلق بالوضع في سورية.. ولهذا فإنني لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للانضمام إلى روسيا في محاربة الإرهابيين في سورية.

السؤال الثالث: هذا الأسبوع.. قالت الولايات المتحدة إن الهجوم الذي شنه التحالف على القوات السورية كان حادثاً.. هل تقبلون هذا التفسير؟

الرئيس الأسد: لا..هذا غير صحيح.. لأنه لم يكن حادثاً ارتكبته طائرة واحدة ولمرة واحدة.. لقد شارك في الهجوم أربع طائرات استمرت بمهاجمة موقع القوات السورية لمدة ساعة تقريباً أو أكثر من ساعة بقليل.. إنك لا ترتكب خطأً لأكثر من ساعة هذا أولاً.. ثانياً لم تهاجم هذه الطائرات مبنى في شارع محدد.. بل هاجمت منطقة واسعة تتكون من العديد من التلال.. ولم يكن هناك إرهابيون على تماس مع القوات السورية في تلك المنطقة.. في الوقت نفسه شن مقاتلو “داعش” هجوماً مباشرة بعد الضربة الجوية الأمريكية.. كيف تمكنوا من معرفة أن الأمريكيين سيهاجمون ذلك الموقع وبالتالي القيام بتجميع مقاتليهم للهجوم مباشرة والاستيلاء عليه بعد ساعة من الضربة الجوية وبالتالي فإن الهجوم كان متعمداً بالتأكيد وليس غير مقصود كما زعموا.

السؤال الرابع: هل قامت سورية أو روسيا بمهاجمة قافلة الهلال الأحمر هذا الأسبوع… وهل ينبغي تحميل المسؤولية لموسكو كما قال البيت الأبيض؟

الرئيس الأسد: لا.. أولاً لقد كان هناك عشرات القوافل ربما من مختلف المنظمات من سائر أنحاء العالم تأتي إلى مناطق مختلفة في سورية على مدى السنوات القليلة الماضية.. هذا لم يحدث من قبل.. فلماذا يحدث الآن… سواء من قبل الروس أو السوريين لا.. إنه مجرد ادعاء.. فيما يتعلق بمزاعم البيت الأبيض بالأمس واتهام السوريين أو الروس بما حصل فإنني أقول إن كل ما قاله المسؤولون الأمريكيون عن الصراع في سورية بشكل عام ليس له أي مصداقية.. كل ما يقولونه هو مجرد أكاذيب أو لنقل فقاعات لا أساس لها من الصحة على الأرض.

السؤال الخامس: إذاً ما الذي حدث لهذه القافلة… لمن ينبغي تحميل المسؤولية؟

الرئيس الأسد: تلك القوافل كانت في منطقة المجموعات المسلحة.. المنطقة الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.. ينبغي توجيه الاتهام إلى هؤلاء أولاً.. المجموعات المسلحة والإرهابيين المسؤولين عن أمن هذه القافلة.. بالتالي ليس لدينا أي فكرة عما حدث.. كل ما رأيناه هو مقطع فيديو لسيارة محترقة.. وشاحنات مدمرة وليس سوى ذلك.

السؤال السادس: شهود عيان عدة تحدثوا للأسوشيتد برس عن عشرين صاروخاً أطلقت على القافلة وهناك مقاطع فيديو لأجساد محترقة.. لا يبدو أن هذا يمكن أن يكون إلا هجوماً من الجو.. كما يتحدث شهود عيان عن براميل متفجرة وكما تعلمون.. فقد اتهمت إدارتكم باستخدام البراميل المتفجرة في مثل هذه الظروف.. هل تعتقدون رغم ذلك بأن هذا كان هجوماً برياً من قبل المجموعات المسلحة؟

الرئيس الأسد: أولاً.. حتى الأمم المتحدة قالت إنه لم تكن هناك ضربات جوية على القافلة..كان هذا بالأمس ثانياً.. وفي نفس وقت الحادث كان الإرهابيون يهاجمون القوات السورية بالصواريخ.. هم الذين شنوا الهجمات الصاروخية ونحن لم نرد ثالثاً.. لا يمكن التحدث عن شهود عيان لإصدار مثل هذا الحكم أو الاتهام.. ما هي مصداقية أولئك الشهود ومن هم …إننا لا نعرف.

السؤال السابع: لدينا شهود عيان من الأقارب.. ولدينا “القبعات البيض”.. ولدينا العديد من الأشخاص الذين يقولون بأنهم شاهدوا طائرات مروحية في الجو.. السوريون والروس وحدهم لديهم طائرات مروحية.. هل تقولون إن هذا محض اختلاق؟

الرئيس الأسد: أولئك الشهود يظهرون فقط عندما يكون هناك اتهام ضد الجيش السوري أو ضد الروس.. أما عندما يرتكب الإرهابيون جريمة أو مذبحة فإنك لا ترى أي شهود.. ولا تسمع عن تلك “القبعات البيض”.. يا لها من مصادفة.. في الواقع ليس لدينا أي مصلحة في فعل ذلك لسبب أساسي.. لأننا إذا هاجمنا أي قافلة متوجهة إلى المدنيين فإننا نقدم بذلك خدمة للإرهابيين وسيصب ذلك وبشكل مباشر في مصلحتهم.. إن قيامنا بذلك يعني أننا ندفع المدنيين نحو الإرهابيين وإلى أحضانهم ونوفر حاضنة جيدة للإرهابيين وهذا شيء لا نفعله هذا أولاً.. ثانياً.. نحن كحكومة.. كمسؤولين.. ملتزمون أخلاقياً بالشعب السوري.. ملتزمون أخلاقياً ودستورياً وقانونياً بمساعدتهم من كل النواحي بتلبية احتياجاتهم الأساسية وتوفير مصادر رزقهم.

السؤال الثامن: لقد أنكرت إدارتكم استخدام الأسلحة الكيميائية.. والبراميل المتفجرة رغم الشهادات ومقاطع الفيديو ونتائج تحقيق الأمم المتحدة.. كما أننا نسمع إنكارات مماثلة حول الضربات الجوية ضد المدنيين والعاملين الصحيين..هل يمكن أن تكون كل هذه ادعاءات زائفة من قبل خصومكم؟

الرئيس الأسد: أولاً.. كان أول حادث لاستخدام الغاز في سورية في حلب قبل أكثر من ثلاث سنوات.. وكنا نحن من دعا الأمم المتحدة لإرسال وفد للتحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية.. الولايات المتحدة هي التي اعترضت وعارضت ذلك الإجراء لسبب واحد وهو أنه إذا أجريت تحقيقات فإنهم سيكتشفون أن الإرهابيين هم الذين استخدموا الغاز وليس الجيش السوري.. وفي تلك الحالة لن تكون الولايات المتحدة قادرة على اتهام سورية.. ولهذا السبب عارضوا إرسال ذلك الوفد.. في كل حادثة وقعت طلبنا من الأمم المتحدة إرسال وفد.. ولا زلنا نصر على ذلك الموقف على أنه ينبغي إرسال وفود لإجراء تحقيقات.. لكن الولايات المتحدة تعارض ذلك.. لو كنا نحن من يستخدم الغاز لما كنا نطلب إجراء تحقيق في ذلك.

السؤال التاسع: من وجهة نظر المجتمع الدولي.. يبدو وكأن أياً من هذه الادعاءات أو الاتهامات صحيحة.. وأنه يتم إنكار كل شيء.. وأن كل شيء على ما يرام بالنسبة لإدارتكم.. ألا تشعرون بأن ذلك يقوض المصداقية… في حالات أخرى.. اعترف الأمريكيون بأن مهاجمة الجيش السوري كانت خطأً.. أما أنتم فلا تقبلون ذلك.. كل ما يسمعه المجتمع الدولي من الإدارة السورية هو الإنكار..

الرئيس الأسد: فيما يتصل بأي قضية؟

السؤال العاشر: فيما يتصل بالاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان.. والبراميل المتفجرة.

الرئيس الأسد: إذا أردت التحدث عن أخطاء.. فكل دولة ترتكب أخطاء.. ولكل حكومة أخطاؤها.. ولكل شخص أخطاؤه.. في حالة الحرب يحدث عدد أكبر من الأخطاء ..هذا طبيعي..إلا أن الاتهامات الموجهة لسورية لا أساس لها من الصحة.. عندما يتحدثون عن براميل متفجرة.. ما هي البراميل المتفجرة… إنه مجرد عنوان يستخدمونه لعرض شيء شرير جداً يمكن أن يقتل الناس دون تمييز.. كما قلت.. فإن الإعلام يبحث عن العناوين الرنانة.. إنهم لا يتحدثون عن قنابل.. بل يسمونها براميل متفجرة.. القنبلة قنبلة.. ما الفرق بين الأنواع المختلفة من القنابل… جميع القنابل تقتل.. لكن المسألة تتعلق بكيفية استخدامها.. عندما تستخدم سلاحاً فإنك تستخدمه للدفاع عن المدنيين.. تقتل الإرهابيين من أجل الدفاع عن المدنيين.. هذا هو الدور الطبيعي لأي جيش في العالم عندما يكون لديك إرهابيون.. فإنك لا ترمي عليهم البالونات ولا تستخدم العصي المطاطية على سبيل المثال.. عليك أن تستخدم الأسلحة إذاً فالمسألة لا تتعلق بنوعية السلاح.. بل بكيفية استخدامه.. وهم يريدون استخدام ذلك لاتهام الجيش السوري بقتل المدنيين.. إننا لا نقتل المدنيين وليس لدينا الدافع الأخلاقي ولا المصلحة بقتل المدنيين.. إنهم شعبنا.. من سيدعمنا لو أردنا قتل الشعب السوري.. من سيدعمنا كحكومة.. وكمسؤولين.. لا أحد.. في الواقع.. لا يمكنك الصمود لأكثر من خمس سنوات ضد كل تلك الدول.. الغرب.. ودول الخليج.. والبترودولارات.. وكل هذه الحملة الدعائية.. وأقوى المؤسسات الإعلامية في العالم.. لو لم تكن تتمتع بدعم شعبك.. هذا يتنافى مع الواقع..وبالتالي فإننا لا نستخدمها.. مرة أخرى أنا لا أقول إننا لا نرتكب الأخطاء.. هناك أخطاء ارتكبت من قبل أفراد.. لكن هناك فرقاً بين ارتكاب خطأ.. أو حتى جريمة.. من قبل فرد.. وبين سياسة إجرامية تتبناها أو تنفذها حكومة.. نحن ليس لدينا مثل هذه السياسة.

السؤال الحادي عشر: رغم ذلك.. هناك مئات آلاف السوريين الذين يهربون من البلاد.. والعديد منهم يغرقون خلال قيامهم بذلك.. كثيرون يقولون بأنهم يهربون من قواتكم.. ما الذي يهربون منه بالتحديد إذا كان لا وجود لهذه الحملة.. حملة العنف العشوائي ضدهم؟

الرئيس الأسد: عليك أن تنظر إلى الواقع في سورية.. كلما حررنا مدينة أو قرية من سيطرة الإرهابيين فإن المدنيين يعودون إلى تلك المدينة أو القرية.. في حين أنهم يهربون منها عندما يهاجم الإرهابيون تلك المنطقة.. أي أن العكس هو ما يحدث إنهم يهربون قبل كل شيء من الحرب نفسها.. يهربون من المنطقة التي تخضع لسيطرة الإرهابيين.. يهربون من الأوضاع الصعبة التي تسبب بها الحصار الذي فرضه الغرب على سورية.. العديد من الناس لا يهربون من الحرب نفسها.. بل من تبعات الحرب.. لأنهم يريدون أن يعيشوا.. ولأنهم يريدون الحصول على الاحتياجات الأساسية للحياة.. والتي لا يمتلكونها.. يفرض عليهم الهروب من هذه الظروف وليس بالضرورة من الوضع الأمني بحد ذاته..

هناك أسباب مختلفة تدفع الناس أو اللاجئين لمغادرة سورية.. كثيرون جداً منهم أيدوا الحكومة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة رغم وجودهم في بلدان مختلفة.. ليس صحيحاً أنهم غادروا سورية بسبب الحكومة.. وذلك الاتهام يعني أن الحكومة تقتل الشعب.. بينما يقوم الإرهابيون وبشكل أساسي القاعدة والنصرة والمنظمات والمجموعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة.. بحماية المدنيين.. أهذا هو الاتهام… في الواقع لا يمكن لأحد أن يصدقه.

السؤال الثاني عشر: دعنا نتحول إلى الأشخاص الذين لا يستطيعون الهرب.. أولئك الموجودين في المدن المحاصرة في سورية.. في حلب.. على سبيل المثال.. بالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار كان يفترض دخول المساعدات إلى المدينة.. لكنكم لم تلتزموا بجانبكم من الاتفاق.. ما سبب ذلك… وكيف يمكنكم تبرير منع المساعدات من دخول المدن…

الرئيس الأسد: مرة أخرى.. إذا تحدثنا عن السنوات القليلة الماضية.. فإن العديد من قوافل المساعدات دخلت إلى مختلف المدن.. لماذا تمنع الحكومة السورية قافلة من الوصول إلى حلب.. على سبيل المثال.. بينما تسمح لقوافل أخرى بالوصول إلى مناطق أخرى.. هذا تناقض لا تستطيع تفسيره.. هذا غير مقبول.. هذا أولاً..ثانياً إذا نظرت إلى المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الإرهابيين سترى أننا لا زلنا نرسل اللقاحات من موازنة الحكومة السورية.. وأننا لا زلنا نرسل الرواتب للموظفين من موازنة الحكومة السورية.. إذاً.. كيف يمكن أن نفعل هذا وفي الوقت نفسه ندفع الناس نحو الموت جوعاً في مناطق أخرى… الأهم من ذلك هو أن الإرهابيين الذين غادروا المناطق المحررة بموجب ما يمكن تسميته مصالحة أو اتفاقيات معينة في مناطق مختلفة.. ذهبوا للقتال مع إرهابيين آخرين في سورية بينما أرسلوا عائلاتهم للعيش تحت إشراف الحكومة.. لماذا لم نجوع هذه العائلات… إذاً.. ما تقوله يتناقض مع الواقع.. أما نحن فلا نناقض أنفسنا.

السؤال الثالث عشر: لكن العالم رأى الواقع في حلب.. كانت هناك قوافل للأمم المتحدة لم يسمح لها بالدخول إلى المدينة.. هل تنكرون حدوث ذلك…

الرئيس الأسد: الوضع على هذا الحال منذ سنوات.. لو كان هناك فعلاً حصار مفروض على مدينة حلب لكان الموجودون هناك قد ماتوا.. هذا أولاً.. ثانياً والأهم من ذلك.. فإنهم يقصفون المناطق المجاورة ومواقع الجيش السوري منذ سنوات دون توقف بقذائف الهاون ومختلف أنواع القنابل المميتة.. كيف يمكن أن يموتوا جوعاً بينما يحصلون في الوقت نفسه على الأسلحة… كيف يمكننا منع وصول الغذاء والمساعدات الطبية إلى تلك المنطقة ولا نستطيع منع وصول الأسلحة إليها… هذا غير منطقي..

السؤال الرابع عشر: ما هي رسالتكم لسكان حلب.. الذين يقولون العكس.. أي أنهم جوعى وأنهم يعانون من سوء التغذية.. وأنه لا وجود للأطباء.. وأنه تم استهداف الأطباء وقتلهم في الغارات الجوية.. وأنهم محاصرون ويموتون.. ما هي رسالتك إليهم…

الرئيس الأسد: لا تستطيع القول “سكان حلب” لأن معظم سكان حلب يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.. إذا أردت أن تتحدث عن البعض الذين يزعمون أو يدعون هذا فإننا نقول لهم.. كيف استطعتم البقاء على قيد الحياة… كيف لم ينتشر عندكم وباء.. إذا كان ليس لديكم أطباء… كيف يمكنكم أن تقولوا إننا هاجمنا”لأنهم يتهمون سورية بمهاجمة” المستشفيات… إذاً لديكم مستشفيات.. ولديكم أطباء.. ولديكم كل شيء.. كيف تمكنتم من الحصول على هذه الأشياء.. كيف حصلتم على الأسلحة… هذا هو السؤال.. كيف تستطيعون تأمين الأسلحة لجماعاتكم… إذا كنتم تدعون أن لديكم شعباً وقاعدة شعبية.. بينما لا تمتلكون الغذاء.. عليهم هم أن يشرحوا ذلك.. لا ينبغي علي أنا أن أشرحه.. الواقع هو الذي يخبرك بالحقيقة.

السؤال الخامس عشر: إنهم يقولون العكس.. يقولون إنهم ظلوا على قيد الحياة بتناولهم أي شيء يستطيعون الوصول إليه.. وبوسائل شحيحة.. وأنهم يعيشون في مدينة محاصرة..أنتم تنكرون أن حلب مدينة محاصرة وأن سكانها جوعى أو يموتون جوعاً؟

الرئيس الأسد: أكرر.. كيف لي أن أمنع وصول الغذاء دون أن أتمكن من منع وصول السلاح… كيف يمكن لذلك أن يحدث… منطقياً إذا كنت أستطيع منع وصول الغذاء فينبغي أن أكون قادراً على منع وصول الأسلحة.. إذا كنت لا أمنع وصول الأسلحة فإن هذا يعني أن كل شيء سيصل إلى حلب.

السؤال السادس عشر: هل ذهبتم إلى حلب مؤخراً… وهل ستذهبون إلى حلب؟

الرئيس الأسد: بالطبع سأذهب.

السؤال السابع عشر: وكيف تشعرون حيال رؤية الدمار في أجزاء مما كان يعرف في السابق بـ”جوهرة سورية”؟

الرئيس الأسد: إن الدمار مؤلم بالطبع.. لكننا نستطيع إعادة بناء بلدنا.. وسنفعل ذلك.. يوماً ما ستنتهي الحرب.. الأمر الأكثر إيلاماً هو دمار المجتمع والقتل وإراقة الدماء وهو أمر نعيشه في كل ساعة وفي كل يوم.. أما كيف أفكر بذلك فإنني أفكر عندما أرى تلك الصور بكيفية شعور المسؤولين الغربيين عندما ينظرون إلى هذا الدمار وإلى صور القتل مع معرفتهم بأن أيديهم ملطخة بدماء القتلى وأنهم هم الذين ارتكبوا هذه الجريمة بشكل مباشر بقتل أولئك الناس وبتدمير حضارتنا.. هذا ما أفكر فيه.

السؤال الثامن عشر: لكن بالنسبة للعالم الخارجي.. فإن ثمة شعورا بأن الغاية تبرر الوسيلة في حربكم على الإرهاب.. هل تقبلون ذلك؟

الرئيس الأسد: هم ليس لديهم أخلاق بالطبع.. هذا مبدأ مكيافيللي.. الغاية تبرر الوسيلة.. نحن لا نقبله لا ينبغي أن تكون السياسة مزيجاً من المصالح وكيفية الوصول إلى الغايات.. لكن على أساس القيم.. لا يجوز أن يكون الأمر أن الغاية تبرر الوسيلة وحسب لأنه بالنسبة للمجرمين فإن الغاية تبرر الوسيلة.. وبالنسبة للصوص ولكل فعل غير قانوني وغير أخلاقي فإن الغاية تبرر الوسيلة.. هذا بالتحديد ما ذكرته في سؤالك.. هذا هو أساس السياسة الغربية في سائر أنحاء العالم هذه الأيام.

السؤال التاسع عشر: ما هي رسالتكم للسوريين الذين هربوا من البلاد… بعضهم لم يصل إلى مقصده.. وبعضهم وصل.. هل تدعونهم للعودة وهل تتوقعون أن يعودوا…

الرئيس الأسد: تلك خسارة كبيرة بالطبع.. إن أسوأ خسارة لأي بلد لا تتمثل في البنية التحتية أو المباني أو الخسارة المادية.. الخسارة هي خسارة الموارد البشرية.. وهو أمر نود أن يعود إلى سورية.. وأنا متأكد من أن أغلبية السوريين الذين غادروا سورية سيعودون عند عودة الأمن وعودة الحياة إلى وضعها الطبيعي وعندما تتوافر لهم الحدود الدنيا لمتطلبات حياتهم سيعودون.. لست قلقاً بشأن ذلك.

السؤال العشرون: هل لديكم أي توقعات بشأن متى سيحدث ذلك… متى سيحل السلام في سورية إلى درجة تمكنهم من العودة…

الرئيس الأسد: إذا نظرنا إلى الأمر طبقاً للعوامل السورية الداخلية يمكن القول إن ذلك سيحدث قريباً جداً.. بعد بضعة أشهر.. وأنا متأكد من ذلك ولا أبالغ.. لكن عندما تتحدث عن هذا كجزء من صراع عالمي وصراع إقليمي.. عندما يكون هناك العديد من العوامل الخارجية التي لا تتحكم بها.. فإن الأمر سيطول ولا يستطيع أحد في هذا العالم أن يخبرك متى سيحدث ذلك سوى الدول والحكومات والمسؤولين الذين يقدمون الدعم المباشر للإرهابيين.. هم وحدهم يعرفون.. لأنهم يعرفون متى سيتوقفون عن دعم أولئك الإرهابيين.. وعندها ستتم تسوية الوضع في سورية دون عقبات حقيقية.

السؤال الحادي والعشرون: لنتوقف لحظة عند هذه النقطة.. هل تعتقد أنه خلال شهرين يمكن للوضع في سورية أن يتغير لصالحكم إلى درجة أن يتمكن اللاجئون من العودة…

الرئيس الأسد: لا.. لأنني لا أعتقد أنه خلال شهرين سيتوقف أردوغان ونظام الولايات المتحدة والأنظمة الغربية بشكل عام والسعودية وقطر سيتوقفون عن دعم الإرهابيين.. لا أتوقع حدوث ذلك خلال الشهرين القادمين.

السؤال الثاني والعشرون: إذاً.. كيف يمكنك فعلاً تحفيز السوريين على العودة خلال شهرين كما قلت…

الرئيس الأسد: أنا قلت إذا لم تكن هناك عوامل خارجية.. قلت إذا نظرت إلى القضية كحالة معزولة.. كحالة سورية.. وهي مسألة نظرية.. عندها يمكن القول إنه بالإمكان تسوية القضية خلال بضعة أشهر.. لكننا نتحدث الآن عن ساحة تشكل جزءاً من الساحة الدولية والإقليمية.. وليست ساحة معزولة.. ولهذا قلت إن لا أحد يستطيع تحديد متى ستنتهي.

السؤال الثالث والعشرون: مضى عام على تدخل روسيا في الحرب.. قبل هذا التدخل كنتم تخسرون الأراضي والسيطرة.. هل شعرتم في أي لحظة أنكم تخسرون الحرب…

الرئيس الأسد: لم ننظر إلى الأمر على هذا النحو.. أي أن نخسر الحرب.. لأنه عندما يعمل السوريون مع الإرهابيين فإن ذلك يشكل خسارة.. أما كيف نخسر الحرب.. فهذا سؤال افتراضي صراحة.. هذا لا يتعلق بالمشاعر بل بالواقع.. في الحرب..

تخسر مناطق لكنك تستعيد مناطق أخرى.. وبالتالي من الصعب تحديد ما إذا كنت تخسر أو تكسب أو في حالة جمود.. لا أحد يمتلك هذا الجواب.. لكن من المؤكد أنه بعد التدخل الروسي دعماً للجيش السوري.. وهو قانوني بالطبع.. شعرنا أننا في وضع أفضل بكثير.. استعدنا العديد من المدن الرئيسية والعديد من المواقع الرئيسية على حساب المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون.

السؤال الرابع والعشرون: حتى لو انتصرتم في الحرب.. ما الذي سيكون قد تبقى من بلدكم ومن المجتمع السوري… هل سيتوجب عليكم التفكير مرة أخرى في احتمال التقسيم في سورية…

الرئيس الأسد: لا.. لم نفكر في ذلك مطلقاً.. والغالبية في سورية لا يؤمنون بذلك.. ولا أعتقد أن الواقع.. رغم هذه الحرب الوحشية.. خلق المناخ لمثل هذا التقسيم..في الحقيقة إن الوضع الاجتماعي في العديد من المناطق أفضل بكثير من ذي قبل لأنك عندما تريد التحدث عن التقسيم فينبغي أن تجد تلك الحدود الفاصلة بين الفئات الاجتماعية.. لا يمكن أن يكون هناك تقسيم على أسس سياسية أو جغرافية وحسب.. ينبغي أن تكون تلك الأسس اجتماعية أولاً.. عندما لا تعيش الشرائح الاجتماعية مع بعضها بعضاً.. نتيجة للحرب فإن العديد من السوريين يفهمون أن الوسيلة الوحيدة لحماية بلدهم تتمثل في العيش معاً والاندماج ليس فقط من خلال التعايش.. والأكثر دقة أن نقول العيش معاً.. عندما يتفاعل الناس ويندمجون مع بعضهم بعضاً وبشكل يومي وبكل التفاصيل.. ولهذا أعتقد في هذا الصدد أنني أكثر اطمئناناً بأن سورية ستكون موحدة أكثر.. المشكلة الوحيدة التي نواجهها لا تتمثل في التقسيم بل في الإرهاب.

السؤال الخامس والعشرون: لكن لا ينظر إليكم على أنكم قوة موحدة في سورية.. يعتقد الناس أن المجتمع ممزق.. إذا أردنا استخدام مثال واحد وعلى مستوى شخصي أنت تدربت كطبيب بينما تتهم إدارتك باستهداف العاملين الصحيين وعاملي الإنقاذ في الوقت الذي يكونون فيه في سباق مع الزمن لإنقاذ حياة الناس.. كيف تتصالح مع هذا… وهل هذا مجتمع يمكنه فعلياً وبعد معاناته من تلك التبعات أن ينسى الماضي ويتقدم إلى الأمام…

الرئيس الأسد: لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال المليء بالمعلومات الخاطئة.. دعنا نصحح السؤال أولاً.. إننا لا نهاجم أي مستشفى.. وكما قلت.. فإن هذا يتعارض مع مصالحنا.. إذا وضعت الأخلاق جانباً.. وأننا لا نفعل ذلك لأسباب أخلاقية.. ولنقل إنني أتحدث على أساس أن الغاية تبرر الوسيلة..وحتى لو أردت استخدام هذا المبدأ فليس لدينا مصلحة في ذلك لأننا إذا هاجمنا المستشفيات والمدارس فنحن بذلك نقدم خدمة للإرهابيين..بالطبع.. عندما تكون هناك حرب.. فإن المدنيين والأبرياء سيدفعون الثمن.. هذا يحدث في أي حرب.. كل الحروب سيئة وليست هناك حرب جيدة.. في كل حرب يدفع الناس الثمن.. لكني أتحدث عن سياسة الحكومة والجيش.. إننا لا نهاجم أي مستشفى..لا مصلحة لنا بمهاجمة المستشفيات.

السؤال السادس والعشرون: أود أن أعقب على ما سبق.. آخرون يقولون العكس بمن فيهم العمال الصحيون وبمن فيهم “القبعات البيض” السورية.. إذا كنتم تقدرون عملهم واندفاعهم إلى موقع الحدث مهما كان في محاولة لإنقاذ حياة الناس.. هل يعني ذلك أنكم ستدعمون ترشيح “القبعات البيض” لجائزة نوبل للسلام…

الرئيس الأسد: الأمر لا يتعلق بـ “القبعات البيض” ما إذا كانوا أصحاب مصداقية أم لا.. لأن بعض المنظمات مسيسة لكنها تستعمل أقنعة ومظلات إنسانية مختلفة لتنفيذ أجندات معينة وحسب.. لكن بشكل عام.. إذا أردت التحدث عن الدعم الإنساني فكيف يمكن أن نهاجم المستشفيات بينما نقوم بإرسال اللقاحات.. على سبيل المثال.. اشرح لي ذلك… أنت تخبرني بشيئين مختلفين.. شيئين متناقضين.. الأول وهو ما أتحدث عنه هو الواقع لأن الجميع يعرفون أننا نرسل اللقاحات والأمر الآخر هو أننا نهاجم المستشفيات.. وهذان الأمران لا يتوافقان.

السؤال السابع والعشرون: هل يمكن أن تدعمهم للحصول على جائزة نوبل…

الرئيس الأسد: من هم؟

السؤال الثامن والعشرون: “القبعات البيض”

الرئيس الأسد: ما الذي حققوه في سورية… وما مدى خلو جائزة نوبل من التسييس… هذا هو السؤال الآخر.. إذا حصلت على جواب على هذين السؤالين.. أستطيع أن أجيبك.. لكني يمكن أن أعطي جائزة لأي شخص يعمل من أجل السلام في سورية.. أولاً بمنع الإرهابيين من التدفق نحو سورية وحسب.

السؤال التاسع والعشرون: سؤالي الأخير.. تفصلنا بضعة أسابيع عن الانتخابات الأمريكية.. ما الاختلاف الذي تتوقع أن تحدثه رئاسة كلينتون أو ترامب فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية حيال سورية.. وبالتحديد حيالكم شخصياً…

الرئيس الأسد: المشكلة فيما يتعلق بكل مرشح للرئاسة الأمريكية وأنا لا أتحدث عن هذه الحملة الانتخابية أو هذه الانتخابات وحسب.. بل بشكل عام إنهم يقولون شيئاً خلال الحملة الانتخابية ويفعلون عكسه بعد الحملة.. كما نرى المسؤولين الأمريكيين الآن فإنهم يقولون شيئاً في الصباح ويفعلون عكسه في المساء.. وبالتالي لا تستطيع الحكم على أولئك الأشخاص طبقاً لما يقولونه.. بصراحة لا تستطيع أن تثق بكلامهم.. إننا لا نصغي إلى تصريحاتهم ولا نكترث لها ولا نصدقها.. علينا أن ننتظر إلى أن يصبح المرشح رئيساً وأن نراقب سياسته وأفعاله وسلوكه.. ليس لدينا الكثير من التوقعات.. ولم يكن لدينا مثل هذه التوقعات في أي وقت من الأوقات.. نأمل أن نتمكن من رؤية رؤساء أمريكيين عقلانيين ومنصفين وملتزمين بالقانون الدولي ويتعاملون مع البلدان الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والندية الخ.. لكننا جميعاً نعرف أن هذا تفكير حالم وضرب من ضروب الوهم.

الصحفي: شكراً جزيلاً سيادة الرئيس.

الرئيس الأسد: شكراً لكم.