ترامب لم ينضم إلى “محور المُمانعة”.. دعونا من فَرط “التفاؤل” أرجوكم! | صحيفة السفير

ترامب لم ينضم إلى “محور المُمانعة”.. دعونا من فَرط “التفاؤل” أرجوكم!

جمعة, 11/11/2016 - 10:21

رغم هذا التفاؤل المُفرط، الذي “أتحفتنا” فيه بعض من أقلام محور “الممانعة والمقاومة”، وذلك بعد إعلان فوز المُرشّح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، علينا ألا نُفرط في “وردية” الأمنيات، فالرئيس الأمريكي الجديد، وإن كان من أصول سورية كما قيل، ولا نعلم مدى صحّة هذا، وإن كان مُتقارباً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصف الرئيس السوري بشار الأسد بالسيء فقط، ولم يدعو لتنحيه، فهذا لا يُغيّر من الحال كثيراً، ولن يكون ترامب بالنهاية مُمانعاً، أو مُقاوماً فالرجل كما وصفه “العدو” إسرائيل” صديق عظيم!

الأحكام حول سياسة ترامب ربما تكون واقعية، وربما يذهب سيد البيت الأبيض الجديد إلى تسويات في الشأن السوري تحديداً، كما أنه لا يُؤمن بنهج مُنافسته “المَهزومة” هيلاري كلينتون، وكان قد وصف نهجها بالتصعيدي الذي قد يذهب بالعالم إلى حرب عالمية، وهذا يعني أنه حريص على الحوار، وإنهاء أزمات الشرق الأوسط على يد روسيا التي يجد فيها قُدرة على إحداث تغيير أكثر منه في أمريكا التي يبدو أنها ستنكفئ على حل مُعضلاتها الداخلية الاقتصادية في عهده، ومع هذا تبقى هذه الأحكام أوليّة مَبدئية، وقد تُصبح مُتسرّعة، ساذجة، في حال بنينا عليها آمالنا كُلّها.

ترامب، معروفٌ بعدائه الصريح للمسلمين، ونحن كعرب قبل أن نكون مسلمين، علينا أن نضع هذا في الاعتبار، فالانتصار الذي “يُهلّل” له بعض “المُمانعين” في إطار تسوية “بوتنية ترامبية” لا يمكن له أن يكتمل، فهذا العداء الصارخ للمسلمين الذي يُعلنه الرئيس الجمهوري صراحة بوجهنا، نعتقد أنه يُشكّل حجر عثرة في طريق الانتصار الكامل، ويَضر بمبادئ عروبتنا التي ستأخذ التسوية من جانب عروبي، فنحن كعرب، ومسلمين، لا يُمكن لنا أن نُصافح شخص عُنصري، ونعتبره انتصاراً لمحورنا، وبعض من هذا المحور يتعرّض للإهانة، والشتيمة، فقط لأنه مسلم، أما في الجانب العروبي، فهو ينجح في إطار التسويات، ويُعلن انتصاره كعربي مُمانع، هذه هزيمة برأينا، وإن حققنا ما نُريده في التسويات، وحتى إن كانت السياسة لا تُدار بتلك المبادئ التي يَصفها البعض “بالسذاجة”.

من الجيّد ألا تتدخّل الولايات المتحدة الأمريكية بالصراعات، وشؤون الدول، كما يرى “رئيسها الأشقر” القادم، لكن نرى أن هذه الرؤية، تنطبق على بعض المُبالغات، فالسياسة الأمريكية تقوم على التدخلات الخارجية، وتأجيج الصراعات، كما أن “قطها” المُدلّل إسرائيل لن يكف عن “المُشاكسة”، وبالتأكيد لن يقف دونالد ترامب، إلى جانب من يُزعجون قطّه، ونحن نتحدّث بالتأكيد عن حركات المقاومة، بما فيها “حزب الله”، الذي قال عنه البعض، أنه قد يجد ضالّته بين أحضان سياسة ترامب الجديدة، ولا ندري صراحة، كيف سيأخذ كل من الطرفين بعضهما بالأحضان، وإن كنّا ستبعد ذلك بالطبع، فالعقيدة الثابتة بالنسبة لحزب الله، تقوم على أن إسرائيل “عدو”، وستبقى عدوّاً، حتى مُقابل التسويات والانتصارات على الأرض السورية.

إيران أحد أهم أضلاع مُثلّث محور “الممانعة والمقاومة”، واتفاقها النووي “التاريخي” مع الغرب، يبدو أنه على قائمة الرئيس المُنتخب دونالد ترامب أيضاً للتغيير، أو على الأقل التعديل، بحكم علاقة “الصداقة” التي تجمعه مع إسرائيل الغاضبة من هذا الاتفاق، وإن كان لن يُقدم على “جنون” إلغاء الاتفاق بالكامل، كما يتّفق الجميع، لكن تعلّمنا أيضاً أن لجنون السياسة فنون، فمن كان يُصدّق بالأساس أن “المجنون” ترامب طبعاً كما وصفوه، “سيُسمح له بالوصول إلى حكم أمريكا، حتى مراكز استطلاعات الرأي أخفقت بالتنبؤ في فوزه، فكما أحدث فوزه ذلك الزلزال، قد تَحدث زلازل أخرى، فدعونا من فَرط التفاؤل، أرجوكم!

خالد الجيوسي