أوباما يكافئ 'ويكيليكس' بخفض عقوبة جندي سرب لها وثائق سرية | صحيفة السفير

أوباما يكافئ 'ويكيليكس' بخفض عقوبة جندي سرب لها وثائق سرية

أربعاء, 18/01/2017 - 11:28

خفض الرئيس باراك أوباما الثلاثاء بشكل كبير عقوبة السجن 35 عاما إلى 7 أعوام بحق الجندي السابق برادلي مانينغ الذي سرب وثائق سرية الى موقع ويكيليكس والذي تحول في السجن الى امرأة تدعى تشيلسي مانينغ.

وبذلك ستخرج مانينغ من السجن في 17 ايار/مايو بموجب قرار رئاسي أصدره أوباما في آخر أيام عهده وشمل العفو عن 64 شخصا وتخفيف الأحكام الصادرة بحق 209 آخرين.

وأدينت الجندية السابقة في آب/اغسطس 2013 بجريمة تسريب 700 إلف وثيقة سرية دبلوماسية وعسكرية تتضمن سجلات عسكرية من حربي العراق وأفغانستان وبرقيات تتضمن تقارير دبلوماسية حساسة وأحيانا محرجة عن قادة العالم وإحداث عالمية.

وحاولت مانينغ التي بقيت معتقلة في سجن للرجال وأحيانا في زنزانة منفردة الانتحار مرتين وسط انتقادات من ناشطين اعتبروا أن عقوبتها مفرطة في قسوتها نظرا لضعف حالتها النفسية.

واعتبر تشايس سترانغيو من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أن قرار تخفيض العقوبة "يمكنه فعليا إنقاذ حياة تشيلسي".

ويمكن للرئيس بموجب الدستور إما العفو عن محكوم أو تخفيض عقوبته، وهو حق استخدمه العديد من الرؤساء الأميركيين قبل خروجهم من البيت الأبيض.

إلا أن البيت الأبيض استبعد خلال الأسابيع الماضية تخفيض أحكام أو إصدار إعفاءات وهو ما جعل من قرار أوباما مفاجئا خاصة وانه فرض مؤخرا عقوبات على أجهزة الاستخبارات الروسية التي اتهمها بقرصنة رسائل الكترونية للحزب الديمقراطي نشر موقع ويكيليكس بعضا منها.

وفي هذا السياق، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست الى الفرق الشاسع بين مانينغ التي حوكمت وأقرت بفعلتها وقضية عميل الاستخبارات الأميركية السابق ادوارد سنودن الذي فر إلى هونغ كونغ ومن ثم روسيا في 2013 بعدما سرب آلاف الوثائق السرية للصحافة كشفت عمليات مراقبة واسعة تقوم بها الأجهزة الأميركية للاتصالات الخاصة بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2011.

ورغم غياب اسمه عن قائمة الإعفاءات وتخفيض العقوبات إلا انه توجه إلى أوباما عبر تويتر مغردا "فلنقلها بجدية وعن طيب خاطر: شكرا أوباما".

اما موقع ويكيليكس فأعلن "الانتصار" بعد تخفيض عقوبة مانينغ وشكر كل من شارك بالحملات المطالبة بإطلاق سراحها.

وقبل أيام، أكد مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج الذي لجأ إلى سفارة الإكوادور في لندن استعداده لتسليم نفسه الى الولايات المتحدة إذا ما وافق أوباما على العفو عن الجندية السابقة.

إلا انه لم يتطرق إلى الأمر مجددا الثلاثاء فيما نفى البيت الأبيض أي علاقة بين قرار تخفيض عقوبة مانينغ وعرض اسانج.

ومن ناحيتهم، عبر الجمهوريون عن غضبهم من قرار أوباما الذي وصفه رئيس مجلس النواب بول راين بأنه "شائن". "خيانة تشيلسي مانينغ عرضت حياة الأميركيين للخطر وكشفت بعضا من أكثر أسرار بلدنا حساسية".

وأضاف راين أن "الرئيس أوباما يترك الآن سابقة خطيرة، فالذين يقوضون أمننا الوطني لن تتم محاسبتهم على جرائمهم".

وعبر السناتور الجمهوري توم كوتون، المرشح لقيادة الحزب مستقبلا عن غضبه من قرار اوباما قائلا "ليس علينا أن نعامل الخائن معاملة الشهيد لا أفهم لماذا قد يشعر الرئيس بتعاطف خاص تجاه من عرض حياة قواتنا ودبلوماسيينا ومسؤولي استخباراتنا وحلفائنا للخطر".

وضمن من خفضت أحكامهم الثلاثاء البورتوريكي أوسكار لوبيز ريفيرا الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في السجن لتهم متعلقة بالإرهاب.

وعفا أوباما كذلك عن الجنرال السابق جيمس كارترايت الذي أدين بالإدلاء بإفادة كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي خلال تحقيق حول تسريبات تتعلق بهجوم معلوماتي أميركي استهدف البرنامج النووي الإيراني عام 2010.

ويتوقع مسؤولون صدور لائحة جديدة يوم الخميس ينتظر كثيرون معرفة أن كانت ستضم اسم الجندي الأميركي بو بيرغدال الذي كان أسيرا لدى طالبان لمدة خمس سنوات قبل الإفراج عنه بصفقة تبادل أسرى حيث يحاكم حاليا بتهمة الفرار من الجيش.

وأشارت تكهنات الى آن أوباما قد يصدر عفوا عن حليفته هيلاري كلينتون التي تواجه اتهامات حول استخدامها خادما خاصا لبريدها بينما كانت وزيرة للخارجية لتفادي ملاحقتها قانونيا خلال ولاية ترامب الذي يتسلم مهامه الجمعة.