تفاصيل القاء القبض على منفذ هجوم الملهى الليلي في إسطنبول | صحيفة السفير

تفاصيل القاء القبض على منفذ هجوم الملهى الليلي في إسطنبول

أربعاء, 18/01/2017 - 11:46

 أعلنت السلطات التركية الثلاثاء أن مشتبها به أوزبكيا أوقفته اجهزة الامن في اسطنبول اعترف بأنه منفذ الاعتداء على الملهى في المدينة ليلة رأس السنة والذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية واودى بحياة 39 شخصا، كما كشف والي إسطنبول واصب شاهين تفاصيل مثيرة إثر اعتقاله في مجمع سكني فاخر في المدينة ليل الإثنين – الثلاثاء أن الإرهابي الأوزبكي «تسلل إلى تركيا عبر الحدود الشرقية»، في إشارة إلى إيران، وأنه قاتل في سورية وأفغانستان مع تنظيمي “الدولة الاسلامية” و”القاعدة”.
وبعد أسبوعين من المطاردة، اعتقلت السلطات التركية المشتبه به عبد القادر ماشاريبوف صباح الثلاثاء في شقة بحي اسنيورت في الشطر الأوروبي من اسطنبول بعدما رصدت الشرطة قبل ثلاثة أيام من ذلك مخبأ المشتبه به وتبعته للتعرف على شركائه.
وقال محافظ اسطنبول واصب شاهين للصحافة “اعترف الإرهابي بجريمته” مشيرا إلى أنه ولد في اوزبكستان عام 1983.
وتابع “تدرب في أفغانستان وهو يتكلم أربع لغات. إنه إرهابي مدرب بشكل جيد”.
وصادرت الشرطة خلال عملية المداهمة 197 الف دولار واسلحة.
وكانت وكالة دوغان ذكرت أن المشتبه به الذي كان فارا منذ الهجوم الدموي على ملهى “رينا”، معروف في تنظيم الدولة الاسلامية باسمه الحركي ابو محمد الخراساني.
وأكد المحافظ انه “من الواضح أن الهجوم نفذ باسم داعش،” مضيفا أن قوات الامن اعتقلت كذلك في الشقة نفسها عراقيا وثلاث نساء، يتحدرون من إفريقيا ومصر ويشتبه بارتباطهم بالتنظيم الجهادي.
ونشرت وسائل اعلام محلية صورة للمشتبه به، يظهر فيها وجهه مدمى ويرتدي قميص “تي شيرت”، فيما يمسك به شرطي من عنقه.
واشاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالقبض على المتهم وهنأ قوات الامن.
وقال “من الاون فصاعدا لن يفلت اي شخص في هذا البلد بفعلته .. وتتم محاسبة الجميع في اطار القانون”.
وبعدما أفادت وسائل الإعلام في وقت سابق أن الرجل كان برفقة ابنه البالغ من العمر أربع سنوات عند اعتقاله، أكد المحافظ أن الطفل لم يكن في الشقة عند مداهمتها.
وتابع شاهين أنه تمت تعبئة حوالى ألفي شرطي في إطار العملية، بدعم من أجهزة الاستخبارات.
ولفت إلى أن الشرطة دهمت 152 عنوانا وأوقفت خمسين شخصا.
واثار تواجد قاتل مدرب طليقا في انحاء اسطنبول مخاوف لدى سكان المدينة التي تعرضت لسلسلة هجمات دامية العام الماضي.
ويعتبر القبض على المهاجم على قيد الحياة نصرا كبيرا لقوات الامن التركية حيث قد يقودهم للعثور على خلايا اخرى على صلة بتنظيم الدولة الاسلامية في المدينة.
وشكر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو “باسم الوطن” الشرطة ووزير الداخلية سليمان سويلو، في تغريدة على موقع تويتر.
اما رئيس الوزراء بن علي يلدريم، فقال للصحافيين ان “الأهم هو القبض على منفذ هذا الهجوم الشنيع وكشف القوى التي تقف خلفه. هذا تطور مهم بالنسبة لنا”.
وكان بين قتلى الهجوم على ملهى “رينا” الليلي 27 أجنبيا يتحدرون خصوصا من لبنان والسعودية والعراق والمغرب واسرائيل. وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاعتداء.
– موجة اعتداءات –
وعمدت السلطات منذ الاعتداء إلى تعزيز التدابير الامنية على الحدود لمنع خروج المهاجم من البلاد فيما اشارت معلومات إلى أنه لم يغادر اسطنبول.
وكانت الشرطة اعتقلت ما لا يقل عن 35 شخصا على ارتباط بالاعتداء قبل تنفيذ العملية خلال الليل، وفق وكالة الأناضول.
وقالت الوكالة أنه تم اقتياد الموقوف إلى مقر شرطة اسطنبول لاستجوابه، فيما قامت الشرطة بعمليات أخرى في المدينة، من دون كشف أي تفاصيل أخرى.
وذكرت وسائل الإعلام التركية أن المهاجم مدرب على اطلاق النار حيث قاتل في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا واصبح خبيرا في استخدام الأسلحة.
كما أفادت عدة وسائل إعلام أن المشتبه به أقام في تشرين الثاني/نوفمبر في قونيا بوسط تركيا مع زوجته وابنيهما لدى عودته من سوريا، حتى لا يثير الشبهات، الا ان معلومات أفادت بانه تسلل عبر الحدود الإيرانية وصوّر الملهى بطائرة من دون طيار دون ان ينتبه اليه احد.
وشكل الهجوم على ملهى “رينا” بداية سنة دامية في تركيا بعدما شهد هذا البلد عام 2016 سلسلة اعتداءات نفذها جهاديون أو متمردون أكراد ومحاولة انقلاب اعتقل على اثرها المئات.
وحذر اردوغان بأن هدف الاعتداء هو “اثارة الانقسام والاستقطاب في المجتمع″، بعدما وردت رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد نمط حياة ضحايا الهجوم في الملهى.
وتواجه تركيا اتهامات من حلفائها الغربيين بأنها لم تبذل جهودا كافية للتصدي لتصاعد مخاطر تنظيم الدولة الاسلامية، وهي اتهامات ترفضها السلطات التركية مشيرة إلى أنها أدرجت التنظيم الجهادي على قائمتها للمنظمات الارهابية منذ 2013.
في بيان التبني، أخذ تنظيم الدولة الاسلامية على تركيا تدخلها في سوريا ومشاركتها في التحالف مع “النصارى” في الحرب عليه، في اشارة الى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يقود المواجهة ضد التنظيم الجهادي.
وتشارك تركيا في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. وبدات في آب/اغسطس الماضي هجوما واسعا في شمال سوريا على مواقع التنظيم الجهادي اضافة إلى وحدات حماية الشعب الكردي المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبية “مجموعة ارهابية”.
وردا على الموقف التركي، دعا تنظيم الدولة الاسلامية مرارا الى ضرب المصالح التركية.