عشر نقاط في المسألة الغامبية.. | صحيفة السفير

عشر نقاط في المسألة الغامبية..

اثنين, 23/01/2017 - 16:13

كان خيرا أن يقبل اخيرا السيد/يحي جامي بالتخلي عن السلطة للمصلحة العليا لغامبيا ،ورفضا أن تراق قطرة دم غامبية بسببه هكذا بدت تصريحات الرجل التي جنب بلده حربا لم يكن ليعلم عواقبها أحد وهو درس لكل ديكتاتور في العالم مستعد لإراقة دماء شعبه وتدمير بلاده في سبيل بقاءه من على سدة الحكم ..
ورغم عدم تفهّم البعض لموقفنا في هذه المسألة بسبب وقوفنا ضد التدخل السنغالي في غامبيا وان كان بغطاء إقليمي  لفرض أمر واقع بالقوة مهما كلف ذلك من ثمن ولو دمر غامبيا وعادت إلى الوراء 20 سنة أخرى  ..
إلا أني أود أن اسجل 10 ملاحظات بعد انتهى الكابوس الذي أثقل كاهلنا منذ يومين او أكثر
1- أن الأخطاء السياسية واردة لكن السرعة في تصحيحها هي التي قد تؤدي إلى عدم الدخول في اللامجهول؛ بارو أخطأ حين لم يسكت فريقه الذي تسبّب في تصريحات لاعتقال جامي ولم يدن تلك التصريحات ؛ مشاركته في القمة الفرانكفونية كان خطأ أكبر حيث إن جامي كان هو الرئيس حتى تلك اللحظة وكان ينبغي أن يطالب أو يستشير جامي لتهدئة أو حتى ألا يشارك اصلا في تلك القمة وعلى الأقل لشاهد وفاة ابنه الذي عضه كلب ومات على إثر ويشارك في دفنه …. هذه الأخطاء أدت إلى تأزم الموقف.
2-ابتعد السنغال عن خوض حرب كانت لها تداعياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية في الداخل السنغالي مما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي ؛وكادت تدخلها في نزيف اقتصادي هي في غنى عنه  ..
3- تخلي جامي جنب الحرب في دولة أفريقية كادت لتحصد الأرواح البريئة قبل الوصول إلى المعني ..
كما تجنب البلد من خلق أجواء شحن في الداخل الغامبي بين أنصار الرئيس بارو  بارو والسيد جامي ..الذي يعتبره الكثير في غامبيا انه زعيم إسلامي بسبب مواقفه ويعتبره الكثير بطلا قوميا بسبب مواقفه تجاه أي مساس بتراب غامبيا .. وهذا المشهد أكد لهم هذه الحقائق التي كان يذكرها جامي دائما …
4-اظهر الجانب الأسوء في تدخلنا في شؤون الآخرين لدرجة التفكير في خوض حرب بدولة جارة باسم الديمقراطية ولم نر مثل هذه الغيرة عندما حصلت انقلابات مثلما حدث في مصر وما يحدث اليوم في الكونغو الديمقراطية حيث يتلاعب كابيلا بالقوانين لتمديد فترة حكمه ..وربما سيحدث نفس الشيء حين يفكر سال في فترة رئاسية جديدة وثالثة .
5-ادخل السنغال في موقف حرج إذ أن أي اضطراب من هذا النوع في المستقبل بالمنطقة ستتجه فيها الوجوه إليها كي تتدخل في الحل ولا أعتقد أنه لن تتمكن في حال حصل في دولة كنيجيريا أو النيجر وحتى بوركينا ومالي موريتانيا  .
كما اظهر التناقض الذي أبداه الرئيس السنغالي حين دعا للحوار مع بليز كومباري في أزمة بوركينا ولم يقبل ذلك الحوار مع جامي مما يدل ان هناك حسابات سياسية .
6-ابدت فعلا أن هناك تواطؤا  من بعض الإعلام السنغالي في الحشر الإعلامي ضد سيادة دولة مجاورة مهما كان اختلافنا معها وقد تابعت حلقات وساعات في أكثر من 3 قنوات ومواقع سنغالية وهذا الموقف يجب على عقلاء السنغال مراجعته وطرحه وإدانته في حال تأكد ذلك .
7-الديبلوماسية الموريتانية والغينية أبدتا نضجا سياسيا كبيرا في تطويق الأزمة والتحرك في الوقت بدل الضائع من أجل تفادي اي كارثة سياسية في غامبيا.. وهذا الموقف يحسب لهما ..
8-يجب على مجموعة دول غرب أفريقيا الاقتصادية أن تتحرى الحذر في تعاطيها مع قضايا المنطقة وان تبدي مرونة سياسية في بعض المواقف ..
9-جنّب المنطقة أن تكون فيها دولة منكوبة أخرى في المنطقة .. فبعد تجربة التدخلات العسكرية لفرض الديمقراطية في دولنا الافريقية والاسلامية ونتائجها الكارثية يجب أن تعالج بطريقة اخرى ورؤية استراتيجية استيعابية لجميع جوانب التدخل في حال حصل ..
10-الافارقة بدؤوا بدأت تتشكل لديه رؤية سياسية وروح وطنية بحيث يرفضون اي تدخل سياسي غربي أو محلي في قضايا دولهم وهو المبدأ الذي يقام عليه جميع المواثيق الدولية ..
ارجو ان تكون هذه النقاط كافية من أجل تفهم الموقف ومن أجل أن نخرج من هذه الدوامة فسقوط اي دولة أخرى ستؤخرنا الف سنة إلى الوراء .. وهذا الوعي السياسي يجب أن يستمر …
وأخيرا …
ننوه بكل تقدير موقف يحيى جامي وإعلانه  التخلي عن السلطة ؛
وشكرا للرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز الذي سابق الزمن .
وشكرا لرئيس غينيا البروفيسور/ ألفا كوندي الذي لم يأل  جهدا في ما نحن فيه اليوم  ؛
 وشكرا للرئيس ماكي سال ألا يعود لمثله أبدا وان تكون هذه الأزمة درسا للجميع ..
والشكر أخيرا لجميع القراء والمتابعين …

 

حمدي جوارا