ترامب في أول امتحان له أمام نواب الكونغرس الأمريكي | صحيفة السفير

ترامب في أول امتحان له أمام نواب الكونغرس الأمريكي

أربعاء, 01/03/2017 - 00:05

يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الثلاثاء أول خطاب له أمام الكونغرس الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، من دون أن يعني هذا أن أعضاءه سيتجاوبون على الفور مع إصلاحاته.

وعلى غرار الرؤساء السابقين في الفترة نفسها من السنة، يلقي ترامب عند الساعة 21:00 (02:00 ت غ) كلمته في الكابيتول بحضور النواب وأعضاء مجلس الشيوخ والوزراء وقضاة المحكمة العليا وغيرهم من المسؤولين الأمريكيين.

وسيحاول الرئيس رسم الخط السياسي والتشريعي للعام المقبل، وتبرير الأولوية العسكرية في الموازنة، وإعطاء دفع لإصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية.

إلا أن الخلافات تظهر في الأفق خصوصا في ما يتعلق بالصحة. إذ يتعرض النواب الجمهوريون في دوائرهم لضغوط من الناخبين القلقين إزاء التعديلات الجذرية التي لوح بها ترامب على صعيد التغطية الصحية.

فقد تعهد ترامب والجمهوريون بإلغاء إصلاح نظام الصحة الذي يشكل أحد إنجازات الرئيس السابق باراك أوباما والمعروف باسم "أوباماكير" والذي أتاح حصول أكثر من 20 مليون أمريكي على ضمان صحي. لكن السؤال يظل بماذا يريدون استبداله؟

توترات بشأن الميزانية

تتسع الهوة في الحزب الجمهوري بين الجناح الليبرالي الذي يؤيد إبطال العمل بإصلاح نظام الصحة والبراغماتيين الذين يترددون في تفكيك نظام ساعد الملايين من الناخبين رغم عيوبه.

وترامب نفسه متأرجح في مواقفه. فقد قال الاثنين "لا أحد يعلم مدى تعقيد الأمر". ومن المتوقع أن يصدر مشروع قانون عن رؤساء الكتل البرلمانية في الأيام المقبلة بشأن هذه النقطة.

والتوتر الذي لا يزال قائما حاليا في الكواليس بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، يمكن أن يزداد خلال المفاوضات حول موازنة العام 2018.

وكان ترامب قد أعلن الاثنين أن "هذه الميزانية ستكون ميزانية الأمن العام والأمن الوطني". وسيكرس معظم خطابه لتبرير أولوياته.

ويريد ترامب زيادة النفقات العسكرية بـ9% وإجراء اقتطاعات في وزارات عدة.

وأثار القرار قلق مئة من كبار المسؤولين العسكريين المتقاعدين، من بينهم الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه". وطلب هؤلاء في رسالة إلى الكونغرس والبيت الأبيض من ترامب عدم الاقتطاع من الميزانية المخصصة للدبلوماسية وللمساعدات الدولية.

إلا أن ترامب يرفض المساس بالضمان الاجتماعي الذي يمتص ثلثي النفقات الفدرالية، في حين يريد الرئيس الليبرالي جدا لمجلس النواب بول راين إجراء اقتطاعات

للمزيد: الولايات المتحدة الأمريكية: قرارات الرئيس تقلب المقاييس !

ولدى سؤاله بشأن صعوبة تدبير أكثر من 50 مليار دولار إضافية ستزاد على النفقات العسكرية، راوغ ترامب في الإجابة وأكد فقط أنه يعول على نمو اقتصادي أفضل.

وقال الثلاثاء لقناة فوكس نيوز "نحن على الأرجح عند رقم يزيد قليلا عن 1 بالمئة (نمو)، إذا تمكنت من رفع هذا الرقم إلى 3 بالمئة وحتى أكثر، سنكون إزاء وضع مختلف تماما".

"فجوات على الطرقات السريعة"

وإذا كان البيت الأبيض قد أعلن أن الكلمة ستركز على "تجديد الروح الأمريكية"، فإن ترامب يفضل التأكيد على شعاره القومي "أمريكا أولا".

وقال ترامب الاثنين "ننفق ستة آلاف مليار دولار في الشرق الأوسط، وهناك حفر في كل مكان على طرقاتنا وطرقاتنا السريعة".

ولم تنتظر المعارضة الديمقراطية الخطاب للتنديد بنفاق الرئيس على حد تعبيرها.

وقال تشاك شومر رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب إن "الرئيس سيلجأ إلى الخطاب الشعبوي القديم نفسه، لكن كلماته ستكون جوفاء"، مضيفا "يتكلم كما لو أنه سيساعد العمال بينما أفعاله تتعارض مع مصالحهم. سينتهج خط اليمين المتطرف".

ويشدد الديمقراطيون على أنهم سيقفون جبهة موحدة لإبطاء أو عرقلة بعض الإصلاحات.

ولا يتجاوز هامش الجمهوريين المقعدين في مجلس الشيوخ و22 في مجلس النواب وهو عدد غير كاف لضمان موافقة مريحة على كل قرارات الرئيس الأمريكي الجديد الذي سيتعين عليه إثبات قدراته على التفاوض.

 

فرانس24/ أ ف ب