!! ..فساد الجمارك..الحلقة الرابعة | صحيفة السفير

!! ..فساد الجمارك..الحلقة الرابعة

سبت, 11/03/2017 - 15:07

العين بالعين.. والسن بالسن.. والبادي أظلم..!!   
يقول  أحمد المسلماني : فاسدون ضد الفساد، وأغبياء ضد الجهل، ومنحرفون ضد الرذيلة؛ تلك معالم مشهد بات يتكرر بانتظام..!! 
للتذكير !!
بعد أكثر من ألفي عام قدم صائغ تاجا من الذهب الخالص إلي ملك سيراكوس لكن هذا الأخير شك بأن التاج مغشوشا فأسند مهمة الفحص دون إتلافه للعبرقي أرخميدس ورغم صعوبة المهمة بسبب الزخاريف والتعاريج .. إلا أنه وبينما كان في حوض السباحة لاحظ أن جسمه يزيح الماء وأن مستوي الماء في الحوض يرتفع.. فقفز وخرج يركض.. يوريكا..يوريكا .. أي..وجدتها.. وجدتها..وبعد تجربة الوعائيين المعروفة .. أكتشف أن الصائغ  قد خدع وغش الملك .. ونال العقاب الذي يستحقه ..!!  من هنا بدأت أكبر نظريات القوي  الفيزيائية .. ومن هنا أيضا بدأ ذالك الحصان يأخذ طريق التعرجات الوعرة ودخول عتمات الأنفاق  المظلمة والبحث عن الذات برموز مغرفة و زخاريف  بالية .. سقط قناع الحصان  ــ التاج ــ  علي سراب الصحراء ليلتقطه هذا القلم .. حالة طارئة.. صفارات الإنذار ..من الأسود الحالك والمشع معا إلي فسحات من نور .. وماكان أديم تلك الأرض إلا من تلك الأجسام ..!!.
 مُحصلة قلم !!
يقول ــ  لينكولن ـــ يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت !!
 من هنا فقط أترك الحرية لقلمي وأرخى له العِنانَ علي طلاسم القناع ليقرأ وليفكك الأقواس ويحدد المجاهيل..ليتوقف قليلا ليفحص حبره ..نافضا غبار الصمت فرحلة التحقيقات عادة ماتبدأ بخطوة صغيرة تدفعنا إلي الغوص في معالم كبيرة داخل عالم يقسوا يوما بعد يوم .. لكن اللغة التحدي بالأيادي البيضاء ستجعل الآخرين يسحقون أفكارهم إلي حيث مربط الجرائم الاقتصادية ، من أجل ذالك يستأنف القلم عنانه  من جديد – بعد جراحة التاج ــ ليستعرض فيلما.... حينما كان يفتخر الجنرال وأعوانه تحت خيمة العار ــ عيد الجمارك ــ  بحصيلة مليارات علي الأوراق في خزينة الدولة ،كان الأجدر بهم أن يٌحدثونا عن حكاية مليارات أخري تم تحصيلها مختفية تحت غطاء الخزينة الموازنة الجمارك وأعني هنا تلك الضريبة الخارجة عن المساطر الجمركية و  المفروضة علي كل حاوية تخرج من الميناء وتختلف قيمتها من حيث الإتجاه من أربعين الف إلي ثمانين الف اوقية  لكل حاوية وهي سارية المفعول حتي كتابة هذه السطور.. وهنالك ضريبة عشرة آلاف للأوقات الإضافية .. تٌري أين تذهب تلك المليارات .. هل إلي مركز الأيتام والفقراء والمساكين ؟؟ أم أنها تدخل في مشاريع الدولة لمكافحة  الرشوة والتسيب والفساد وأشياء أخرى  ؟؟ أم أنه حقٌ مغصوب من الحمالة جهارا .. أم أنكم دولة داخل دولة وبالتالي لا يجوز لمس الجروح أم أنكم  معفوون من المساءلة أمام القانون ؟؟ ، وإذا مارجعنا بالذاكرة إلي الوراء  قليلا فإننا سنحصل علي حصيلة مليارات أخري في حقبة زمنية تنتمي إلي تاريخكم .. وأعني هنا تلك الغرامات التي تتراوح بين مئتين ألف إلي اربعمئة ألف أوقية  التي فرضتموها علي أصحاب الحاويات من تجار ورجال أعمال والتي تدخل في إطار مايسمي اعتمــــاد الهـــــوية الضــــريبية  وهي  عشرات الآلاف من الحاويات وإذا ماقمنا بعملية حسابية بسيطة ستكون المحصلة أيضا الكثير من المليارات..حينها  سندرك حتما حجم الفساد و الإستهتار والنهب والظلم وأشياء أخرى ليس هنا مجال لحصرها، لتتوالد لدينا مجموعة من التساؤلات كسابقاتها ربما يمكن لطفل لايزال يعانق الطبشور والسبورة الإجابة عليها ببساطة ، لكنه ربما يستغرب حينما يري ادارتكم تغرم السيارات ذات الدفع الرباعي بمئتين ألف أوقية من أجل جمركتها وهي ذات سن المتجاوزة القانون وخمسون ألف اوقية لفاقدة الحزام.. ومع ذالك تزرعون العدالة بهذه الأدوات الفتاكة فتستحقرون  أحاسيس البشر وتندفعون في بحر من الظلم والجبروت !! أما أنا فصفعة الإنتباه عندي أحتفظ بها لنفسي إلي حين وهي أكبر بكثير والتي ستجعلكم تطاردون الدخان..وتبحثون على أمل استعادة شيء من ماء الوجه المهدور، و يرتد الأمر إليكم بالفشل تلو الآخر..فينفك الحديد ويعلوا زئير الدببة !! وقبل ذالك أردد ما قاله المسلماني : يا لها من مفارقة.. لصوص يهاجمون السرقة .. وحمقي يطاردون الجهل .. وعصاة يدعون إلي مملكة الجنة ..!! ولا أبالغ هنا حين أقول ان الهفوة الكبرى  في هذا القطاع لا يمثله فساد الكبار فتلك معركة قد أحسمها في أشواطها الأولي بإمتياز ..لكن المأزق  الأخطر هو ذالك الإتحاد القائم بين بشمركة الصحافة المرتزقة وقطاع الجمارك .. من هنا تخطوا المأساة إلي مدي أبعد  فحينما ينشر أحدهم خبرا يتعلق بهذا القطاع .. وبعد مرور دقائق معدودات يٌحذف .. عندها تتضح الأمور ..فعندما تٌستخدم الأموال المنهوبة لتثبيت أسس تلك المملكة المغشوشة وإستمراريتها بطمس الحقائق  ودفع مهما كلف الثمن .. فأعلم بأنك مطالب بترتيب الأوراق من جديد.. ذالك أن الغطاء الإعلامي البشمركي يلعب دورا موازيا لذالك القطاع في فساده وهو موروث من الأحكام السابقة وقد أستفحل اليوم بسبب وجود الخلل العقابي والرقابي .. وهناك العديد من الأسباب و البراهين يمكن سوقها في هذا المجال لكن ابرز سبب هو التصرف الفرعوني لهذه الإدارة وهذا ماجعل الممتتبع للأحداث والفاحص يصاب بالإحباط ويستسلم ليكتفي بالنظر من منزله إلى الأوضاع و مافيات وحشية تفتك في جسد الوطن الضعيف أصلاً  منتظرا حدوث معجزة لقلب الطاولة!!.. لكنني لن أكون كذالك .. فسأحارب هذا الأخطبوط بكل  ما أوتيت من قوة  وشعاري هو التوكل علي الله  و إنطلاقا من مبادئ  راسخة  وثابتة ومن أجل مساعدة الدولة في محاربة الفساد بتتبع جميع وجوهه البشعة، ما خفي منها وما علم، ما صغر منها وما كبر٬ وعلي الرغم من غيابي  وقد  تعرضت ملفاتي لكثير من المضايقات والظلم الخطير كان آخرها  بضاعة وزنها طن  فكتب عليه رئيس تفتيش المكتب بحروف مذبوحة من  لغة  مولر ثلاث مئة وخمسون ألف أوقية .. علي حين يضع بنفس الحروف علي نفس البضاعة  أربعون الف اوقية .. وكأنه بذالك قد شفى غليله .. و طبق المساطير التي لم يعرف يوما حرفا منها .... لا انت واهم فمحدثك لا يهتم كثيرا بالمال بقدر مايهمه القانون وانت جنيت علي نفسك بنفسك  بالضبط كما فعلت براقش بأهلها !! وألف منك لايستطيعون إرغامي وإخداعي..والقوة والمحسوبية التي تستمدهما من جنرالك لاأعيرها أي إهتمام .. ليس هذا ذالك الزمن الذي تغتصب فيه الحقوق ويتطاول فيه العصاة .. لذالك سأقول لهم ادفعوا  ما كتبه  خريج مدارس الأزهر وسربون!! لكن آخرون سيسألونك في قادم الأيام  من أين أتيت بهذا القانون ..وينفضون الغبار عن الملفات المنزوية والإتصالاتية.. عندها فقط  ستدرك أن لون ربطة العنق لا تتناسب كثيرا مع باقي الثياب !!  ..  لذا سأواصل السير والولوج ودق أبواب هذا  الفساد البشع  علي ميدان قلب الأحداث ولن أستسلم هكذا وارمي أسلحتي بهدوء .. وسأظل أطارد هذا الأخطبوط رغم كثرة سمومه المرسومة فوق جسده المعتل وقد أمتدتْ أذرعه إلي جميع الإتجاهات ليوصل عدواه إلي كثير من  القطاعات الأخرى وكأنه موازيا للحديث الشريف ( إياكم وخضراء الدمن، قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله، قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء)  وعلي هذا النحو أزداد الفساد الإداري المستشري في قطاع الجمارك في السنوات الأخيرة بصورة مطردة داخل جسمه المنكوب بعوامل خطيرة ويشبه إلي حد كبير تلك الأسلحة الكيميائية  المحرمة في كل المساطير والقوانين والشرائع والأديان وهو الذي يجعل هذه الإدارة تسيء إساءة  واضحة لمعادلة التطور ومكافحة الرشوة والفساد وهي في حد ذاتها خائنة للعهود والتشريعات وحتي الثقة .. وبعيدة كل البعد عن المساءلة  لذالك يتحرر فسادها لا الحصر .. الرشوة و الإبتزاز والظلم البين وإستغلال النفوذ والمحسوبية والمحاباة.. كل ذالك يضعف وينهك المواطنة الحقة ويشوه مبادئها  ونتائجها و الخاسر الأول و الأخير هي الخزانة  والمواطن الذي أنهكته القوانين المجحفة و تعود على الظلم  والجحف به ولسان حاله يقول ..ان من تعود على الظلم لا يستطيع أن يفهم العدل!! في المقابل تفتح الأبواب للقادمين من الخلف من جهلة رجال الأعمال  ووسطاء ونواب ومرتزقة الصحافة ..المتخرجون أصلا من شوارع الصدف والجهل المركب .... حد الإخلال بالمساطر في الإجهاز علي إقتصاد وطن صمته صارخ وأنينه صامت وبين هذا وذلك خيط رفيع إسمه..الإنفجار !! ..وكما يقال.. على الباغي تدور الدوائر!!..يتواصل..

 

القاظي مولاي أحمد