موريتانيا: انتقادات واسعة لتصريحات تؤكد بقاء النظام في الحكم | صحيفة السفير

موريتانيا: انتقادات واسعة لتصريحات تؤكد بقاء النظام في الحكم

جمعة, 26/05/2017 - 14:06

وجه حقوقيون ومدونون موريتانيون أمس انتقادات لاذعة لتصريحات نسبتها مؤخراً مواقع إخبارية موريتانية لكل من رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم، ورئيس الوزراءيحيى ولد حدمين مفادها أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز لن يغادر السلطة بعد انقضاء مأموريته الدستورية الأخيرة المنتهية سنة 2019.
وأكد المحامي أحمد سالم بوحبيني القيادي في المعارضة الموريتانية «أن رئيس الحزب الحاكم ورئيس الوزراءتماديا في دعم حملتهما، من أجل التصويت على التعديلات الدستورية الجائرة، بالتأكيد، بشتى الطرق، على أن النظام باق في السلطة لمأموريات أخرى، في محاولة منهما للتأثير على خيارات المواطنين استكمالاً للانقلاب الدستوري المرتقب».
ويضيف النقيب السابق للمحامين الموريتانيين «على ولد محم وولد حدمين أن يتأكدا أن الشعب الموريتاني أصبح ناضجاً لدرجة أن التلاعب به ما عاد ممكنًا؛ فالتلاعب بالرأي العام من خلال الضغط والترغيب أمور أصبحت جزءاً من الماضي، وأن عليهما أن يتأكدا من تلقاء نفسيهما، قبل أن يتكفل التاريخ بذلك، بأن الشعب هو من أضحى اليوم يقرر بنفسه من يحكمه دون أن تفرض عليه أية قرارات أو أجندات، لقد أصبح الشعب راشداً ورشيداً ومتشبثاً بحقه المطلق في أن يعيش ديمقراطية نظيفة غير ملطخة بالتجاوزات والتزويرات؛ إنه متمسك، اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحرية اختياره».
وأكد «أن على رئيس الوزراءورئيس الحزب الحاكم، أن يدركا بأن الشعب الموريتاني على يقين أن سنة 2019 ستكون مرحلة حاسمة من تاريخ البلاد التي ستودع العهود الديكتاتورية إلى الأبد، لأن الفوضى لم تعد مقبولة والبلاد لا يقرر واحد أو اثنان مصيرها، ولن تقبل، من الآن فصاعداً، بأي وصاية عليها، وبالتالي فالمأمورية الثالثة والاستخلاف والتوريث مسائل لا مجال للتفكير فيها لأنها احتقار واضح للشعب ولقوانينه ..إن على السيدين المذكورين أن يكفا عن هذا النوع من تضليل الرأي العام، كما أن عليهما الاعتذار للشعب الموريتاني».
وأدلى رئيس الوزراءالموريتاني يحيى ولد حدمين بتصريحات حول بقاء النظام بعد عام 2019، في حديث وجهه لسكان ولاية العصابة، حيث أكد لهم أن النظام الحالي باق في السلطة لأنه لن يفرط في الإنجازات التي حققها، كما أن عليه أن يكمل برنامجه الذي بدأه».
وانتقد حزب اتحاد قوى التقدم المعارض في بيان وزعه أمس جولة رئيس الوزراءمؤكداً «أنه يقوم بهذه الجولة بينما يعيش المواطن في مدينة كيفه خصوصاً وفي ولاية العصابه عموما تحت رحمة السرقة والاغتصاب، ويكتوي بلهيب العطش وارتفاع الأسعار والفقر والبطالة ويواجه سيلاً من المشاكل تحول حياته إلى جحيم».
وأضاف» ليس اختيار رئيس الوزراءمحاطًا بكل سلطات الولاية لبلدة قبلية معينة يوم أمس لسوق العشيرة إلى أهدافه إلا تجلياً خطيراً من تجليات التردي وتمزيق لحمة الشعب والإجهاز على ما تبقى من مظاهر الدولة».
هذا وقد أثارت تصريحات رئيس الوزراءنشطاء عالم التدوين، حيث كتب المحامي لو غورمو «عندما ينهي عزيز ولايته الوحيدة الحالية، فلن يكون أمامه إلا مغادرة السلطة، وانتهى الأمر». وعلق المدون جبريل دياغانا قائلاً «إذا لم تجد الطرق المرنة في صرف الرئيس عن ولاية أخرى غير دستورية، فإن القوة والشارع سينتصران في النهاية». وكتب خليل يوسف «لا فائدة من الجدل فمغادرة ولد عبد العزيز للسلطة عام 2019 أمر لا محيد عنه».
أما علي سالم فقد كتب «بين المأمول وما سيقع مستقبلاً، بون شاسع». وكتب سيدو صال «هذا الرئيس عودنا على المفاجآت ولكي يبقى في السلطة، فإنه فلن يتورع عن إدخال البلد في بحر من الدماء». وكتب الشيباني مصطفى «عزيز لن يغادر السلطة إلا إذا غادرته».
هذا وناقش موقع «28 نوفمبر» الإخباري تصريحات رئيس الوزراءوانعكاساتها على المشهد السياسي، حيث أكد «أن مخطط الخلافة والعودة إلى القصر لم يحسم بعد في مطبخ صناع القرار في البلد، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس محمد ولد عبد العزيز عدم ترشحه لولاية ثالثة يعمل «المطبخ» من جديد على خلط الأوراق وتعويم الطموح ليشمل النظام بدلاً من الرئيس وفي ذلك من الخلط ما يشفع للمهندسين والطامحين إلى بعثرة أوراق المترددين المؤمنين «غلبة» بدعم الأنظمة حسبما تظهره من قوة وقدرة على الاستمرار الطويل».
 وأضاف «لقد أرسل النظام عبر وزيره الأول المهندس ولد حدمين، رسالة أخرى مفادها أن التخلي عن المأمورية لن يكون بالطريقة السهلة التي جعلت بعض الحالمين يحزم حقائبه بحثاً عن سفينة أخرى للنجاة، وأن الرئيس باق في الحكم إما عن طريق القصر أو الحزب الحاكم!».
وتابع الموقع تحليله: إن «السناريو القديم الجديد يعمل على قطع الطريق أمام طموحات قائد الأركان اللواء ركن محمد ولد الغزواني الذي رست خيله قريباً من مظان الخلافة، فالرئيس فيما يبدو لم يعد يتحمل الحديث كثيرًا عن تركته التي شكلت عبئًا ثقيلاً على ما تبقى من ولاية وظهر ذلك جلياً في عصيان الشيوخ وبعض النواب وبروز مستوى من الثورية قد يتمدد في كامل جسم الأغلبية المتهالك خوفاً وطمعاً من تقلبات الحاضر والمستقبل».

 

»القدس العربي»