قمة مجموعة السبع تنتهي بخلاف حول المناخ | صحيفة السفير

قمة مجموعة السبع تنتهي بخلاف حول المناخ

سبت, 27/05/2017 - 23:39

دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت تعهدا بمحاربة إجراءات الحمائية التجارية بضغوط من حلفاء بلاده لكنه رفض التصديق على اتفاق عالمي حول التغير المناخي وقال إنه بحاجة للمزيد من الوقت لاتخاذ قرار بشأنه.

ووضعت قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى ترامب في مواجهة قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واليابان بشأن عدد من القضايا مما تسبب في شعور دبلوماسيين أوروبيين بالإحباط لاضطرارهم للعودة لقضايا كانوا يأملون أنها حسمت منذ فترة طويلة.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للصحفيين "المناقشات عن المناخ بأكملها كانت صعبة جدا يمكن أن نقول إنها كانت غير مرضية جدا... ليس هناك إشارات عما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى في اتفاق باريس أم لا".

لكن خرجت القمة بارتياح نسبي بسبب موافقة ترامب على صياغة في البيان الختامي للقمة الذي تعهد بمحاربة إجراءات الحماية التجارية ويلزم الجميع بنظام تجاري دولي مؤسس على قواعد.

وقال دبلوماسي أوروبي طلب عدم ذكر اسمه "في النهاية أقنعناهم بوضع محاربة إجراءات الحماية التجارية في البيان الختامي وكان ذلك خطوة للأمام".

وقال قادة دول المجموعة في البيان الختامي لقمتهم "نكرر التزامنا بإبقاء أسواقنا مفتوحة ومكافحة الحمائية، مع البقاء حازمين حيال الممارسات التجارية السيئة".

وكانت إيطاليا الدولة المستضيفة للقمة تأمل في أن تركز على أزمة الهجرة في أوروبا والمشكلات في أفريقيا المجاورة.

لكن الانقسامات الداخلية بين دول المجموعة والتفجير الانتحاري الذي استهدف مانشستر في بريطانيا يوم الاثنين وقتل 22 شخصا جعلت موضوعات أخرى تطغى على جدول الأعمال الإيطالي. لكن قادة خمس دول أفريقية انضموا اليوم السبت للقادة العالميين لمناقشة إمكانيات قارتهم.

وحث محمد إيسوفو رئيس النيجر المجموعة على اتخاذ إجراءات عاجلة لحل الأزمة في ليبيا وهي نقطة انطلاق مئات الآلاف من المهاجرين الطامحين لحياة أفضل في أوروبا. وانتقد أيضا القادة لعدم وفائهم بتعهدات بتقديم مساعدات لمحاربة الفقر في مناطق الغرب الأفريقي. وقال "بالتنمية فقط سنمنع الهجرة غير الشرعية".

وجاء البيان الختامي في ست صفحات فقط مقارنة ببيان العام الماضي الذي جاء في 32 صفحة إذ قال دبلوماسيون إن القادة أرادوا وثيقة مبسطة لمساعدتهم في الوصول إلى عدد أكبر من الناس.

وبعد مناقشات مطولة شمل البيان تهديدا منفصلا ورد في بيان العام الماضي باتخاذ إجراءات إضافية ضد روسيا إذا اقتضت الحاجة لتدخلها في أوكرانيا.

وقال دبلوماسيون إن توافقا أكبر ظهر بين قادة المجموعة بشأن قضايا دولية أخرى مثل سوريا وكوريا الشمالية.

ماكرون يأمل بدعم ترامب لاتفاق المناخ

وقال ترامب، الذي وصف ارتفاع درجة حرارة الأرض من قبل بأنه خدعة، في تغريدة على تويتر إنه سيتخذ قرارا بشأن اتفاق باريس للمناخ الموقع في 2015 للحد من انبعاثات الكربون الأسبوع المقبل وذلك بعد أن أجرى مناقشات مطولة مع شركائه في مجموعة السبع.

من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت إنه يأمل في أن يدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية المطاف اتفاق باريس للمناخ الموقع في 2015 على الرغم من رفضه ذلك خلال قمة لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في صقلية.

وقال ماكرون للصحافيين "قلت لدونالد ترامب إن من الضروري أن تبقى الولايات المتحدة مشاركة بالكامل في اتفاق باريس لتغير المناخ" مضيفا أن الاتفاق ضروري لمصالح وسمعة الولايات المتحدة.

وتابع ماكرون في تصريحات أدلى بها في ختام قمة مجموعة السبع إنه سيناقش الأزمة السورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات مقررة بينهما في قصر فرساي خارج باريس يوم الاثنين.

وقال ماكرون إنه يريد عقد قمة قريبا مع قادة روسيا وألمانيا وأوكرانيا بشأن الأزمة الأوكرانية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثا حول مناقشة اتفاق باريس للمناخ خلال قمة السبع

استعداد لفرض عقوبات إضافية على روسيا

كما أكدت مجموعة السبع أنها مستعدة لفرض عقوبات إضافية على روسيا، مشيرة إلى "مسؤوليتها" في النزاع الأوكراني، حسب ما ورد في البيان الختامي.

وقال البيان بلهجة حازمة إن "العقوبات يمكن أن ترفع عندما تنفذ روسيا التزاماتها. لكننا مستعدون لاتخاذ إجراءات تقييدية إضافية ضد روسيا إذا لزم الأمر".

وعلقت مشاركة روسيا في مجموعة الثماني بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 وفرضت عليها عقوبات اقتصادية لضلوعها في النزاع في شرق أوكرانيا والذي خلف أكثر من عشرة آلاف قتيل في ثلاثة أعوام.

وتنفي موسكو دعمها الانفصاليين الذين يقاتلون القوات الأوكرانية.

لكن مجموعة السبع كررت اتهاماتها لموسكو في شكل واضح. وأورد البيان الختامي "نؤكد مسؤولية روسيا الاتحادية في النزاع والدور الذي ينبغي أن تؤديه لإعادة السلام والاستقرار"، مجددا تنديده بـ"الضم غير القانوني للقرم".

وتثار مسالة العقوبات على روسيا في شكل دائم، وبرزت تساؤلات حيال الموقف الأمريكي منها.

وذكرت مجموعة السبع بأن رفع العقوبات مرتبط بتنفيذ روسيا لاتفاقات مينسك للسلام التي وقعت في 2015.

القادة مستعدون للعمل مع روسيا بشأن سوريا

بالمقابل أعربت مجموعة الدول السبع عن "استعدادها للعمل" مع روسيا، الحليفة الأساسية للنظام السوري، للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري، في حال كانت موسكو "جاهزة لاستخدام نفوذها بشكل إيجابي".

وجاء في البيان الختامي "نعتقد أن هناك فرصة لإنهاء هذه الأزمة المأساوية، ولن نألو جهدا" لإنهاء هذا النزاع، مع التشديد على التمسك بـ"العملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة".

وتابع بيان القمة "في حال كانت روسيا جاهزة لاستخدام نفوذها بشكل إيجابي، فسنكون مستعدين للعمل معها لحل النزاع عبر تسوية سياسية".

وأضاف البيان "نحن مستعدون للمساهمة في إعادة الإعمار بعد إطلاق عملية انتقال سياسية ذات مصداقية".

وتشارك روسيا وإيران حليفتا النظام السوري، مع تركيا الداعمة لفصائل معارضة، في الإشراف على وقف لإطلاق النار في سوريا لا تشارك فيه الدول الغربية.

وفي موازاة ذلك تجري مفاوضات سياسية بين أطراف سوريين في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.

ودعت قمة مجموعة السبع إلى "الالتزام بوقف فعلي لإطلاق النار ووقف استخدام الأسلحة الكيميائية، وإفساح المجال فورا لإيصال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأشخاص المحتجزين بشكل تعسفي، إضافة إلى التمكن من الدخول إلى سجون" النظام.

وأوقعت الحرب في سوريا منذ عام 2011 أكثر من 320 ألف قتيل وتسببت بنزوح ملايين الأشخاص.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز