يوحنا أنور داود يكتب: العلاقات المصريّة الموريتانيّة والزّيارة المنتظرة | صحيفة السفير

يوحنا أنور داود يكتب: العلاقات المصريّة الموريتانيّة والزّيارة المنتظرة

أربعاء, 04/10/2017 - 08:58

سبعة وخمسون عاماً منذ استقلال موريتانيا من الاستعمار الفرنسيّ في 28 نوفمبر 1960، لم يحطّ أي رئيس مصريّ رحاله في زيارة رسميّة إلى نواكشوط بصفته رئيساً لجمهورية مصر العربيّة.

حيث لم يسبق لأيّ رئيس مصريّ أن زار موريتانيا من قبل سوى الرّئيس الأسبق حسني مبارك في أواخر ثمانينات القرن الماضي، ولكن بصفته وبصفة مصر رئيس الإتّحاد الإفريقي في تلك الفترة.

وذلك لتسوية النّزاع المحتدم آنذاك بين موريتانيا وجارتها الجنوبيّة السّنغال ومنها انتقل أيضاً إلى العاصمة السّنغالية داكار لتسوية الأزمة.

زيارة لا بدّ أن تأتي مهما تأخّرت خاصة بعد زيارات الرّئيس الموريتانيّ محمد ولد عبد العزيز المتعدّدة للقاهرة مؤخّراً، بدأت بحضور الرئيس الموريتاني حفل افتتاح قناة السّويس في أغسطس 2015 وتلتها زيارة في أبريل 2016.

بالإضافة إلى الزّيارة الّتي جرت مطلع العام الجاري .

تناثرت أنباء في القاهرة عن أنّ الرّئيس السّيسي لم يحضر اجتماعات القمّة العربيّة السّابقة الّتي أقيمت مؤخّراً في موريتانيا بسبب ما قيل عن خطّة لاغتياله من قبل مخابرات بعض الدول بالإضافة إلى إلغاء زيارة كانت مقرّرة الشّهر الماضي في جولة الرّئيس السّيسي إلى أفريقيا ولا أحد يعرف صحّة تلك المعلومات. لكن لا يخفى على أحد التّقارب الواضح بين البلدين منذ وصول الرّئيسين السّيسي وولد عبد العزيز إلى السّلطة.

فقد دعمت موريتانيا أثناء تولّيها رئاسة الاتّحاد الإفريقيّ بقوّة عودة مصر إلى أحضان الاتّحاد الإفريقيّ.

وذلك بعد تعليق عضويّتها بعد الإطاحة بحكم الرّئيس السّابق محمد مرسي وانضمام موريتانيا مؤخّراً إلى مثيلاتها مصر والسّعودية والإمارات والبحرين في مقاطعة النّظام القطريّ.

والحقيقة أنّ الرّئيس السّيسي ومنذ وصوله إلى الحكم وهو يولي اهتماماً خاصّاً بالقارّة الإفريقيّة بعد ابتعاد مصر عن القارّة الإفريقيّة في العشرين عاماً الأخيرة. وهو ما تجني مصر الثّمار السّلبيّة بسبب هذا الابتعاد .

فقد التقى الرّئيس السّيسي منذ تولّيه الحكم بما يقرب من خمسة عشر من زعماء القارّة الإفريقيّة. فالزّيارة المنتظرة لا شكّ أنّها ستكون بداية لشراكة حقيقيّة خاصّة اقتصاديّة بين مصر بلد التّسعين مليون وموريتانيا بلد الثّلاثة ملايين نسمة، رغم أنّ فرق المساحة بين البلدين بضعة كيلومترات فقط لصالح موريتانيا!

فالثّروة الحيوانيّة الموجودة بكثرة في موريتانيا قابلة بالتّأكيد لاستيعاب جزء منها في السّوق المصريّ كما أن الفائض الشّديد في إنتاج الأسمدة الزّراعية في مصر خاصّة المركّبة منها الّذي يصل إلى أكثر من خمسة مليون طنٍّ سنويّاً من الممكن أن يجد سوقاً له في موريتانيا.

وهو ما يساعد بدوره على مضاعفة الإنتاج الزّراعيّ والحيوانيّ هناك. كما أنّه من الممكن اعتبار موريتانيا من الدّول السّياحيّة البكر في قارّة أفريقيا لما تمتاز به من شواطئ ورمال ذهبيّة.

بالإضافة لما تتمتّع به من إرث ثقافيّ مميّز من الممكن أن يكون عامل جذب سياحيّ. وقد تستطيع مصر بخبرتها في مجال السّياحة أن تنقل لموريتانيا هذه الخبرات ومن الممكن أيضاً ضخّ استثمارات مصريّة سياحيّة عن طريق رجال أعمال مصريين.

وبالطّبع سيكون لحقول الغاز الّتي أعلن الرّئيس الموريتاني عن اكتشافها مجالاً للتّعاون بين البلدين.

فقد تستطيع مصر تقديم العديد من العمالة في القطاع الهندسيّ في هذا المجال بالإضافة لاستقبال الطّلبة الموريتانيّين للدّراسة بكليّات الهندسة في الجامعات المصريّة.

وكلّ هذا بالتّأكيد سيعود بثماره على جناحي قارّة أفريقيا الشّرقيّ والغربيّ مصر وموريتانيا.