المركز المغربي يسدِلُ الستار على موسمه الثقافي بالصالون النسوي (صوًر) | صحيفة السفير

المركز المغربي يسدِلُ الستار على موسمه الثقافي بالصالون النسوي (صوًر)

ثلاثاء, 26/06/2018 - 14:41

وسط حضور العشرات من رواد الأدب والثقافة في موريتانيا، نظم المركز الثقافي المركز المغربي بانواكشوط، مساء أمس حفل اختتمام موسمه الثقافي للعام 2017/2018 .

وتميًز حفل اختتمام الموسم الثقافي للمركز بتنظيم ندوة ثقافية للصالون الأدبي النسوي الذي استحدثه المركز هذا العام تحت عنوان مضامين ودلالات الأدب النسائي في موريتانيا حول "التبراعْ" نموذجاً مع الدكتورة أبنةَ بنت الخالص، تلتها محاضرة أخرى تناولت أدب "السرد" عند المرأة الموريتانية قدمتها المهندسة ليلى محمد فاضل.

المتحدثة بإسم الصالون الأدبي النسوي الصحفية فاطم محمد فال شكرت في كلمة لها بالمناسبة المركز الثقافي المغربي، قبل أن تعبر عن امتنانهن للمدير جواد الرحموني الذي وضع فكرة إنشاء الصالون كتقدير للمرأة الموريتانية عموماً، ومحاولة لنفض الغبار عن أدب ناعم ظلً يعاني التهميش والتنكٌر بشكل خاص.

من جهته عبر مدير المركز الأستاذ جواد رحموني عن سروره بلقاء هذا اللفيف من الكتاب والأدباء في رحاب المركز الثقافي المغربي بمناسبة تنظيم الصالون الأدبي النسوي للقائه الثاني والذي يتزامن مع احتفالية نهاية السنة الثقافية، منوها بالدعمهم الدائم للمركز سواء من خلال الحضور وتلبيت الدعوات أو من خلال المشاركة في نشاطاته.

وأضاف: "إن الحديث عن المركز ومساهماته في الحقل الثقافي الموريتاني هو حديث تتعدد جوانبه، فأول هذه الجوانب هو حرصه الدائم والمتواصل على الحفاظ على العلاقة التي تربطه بالنخبة المثقفة الموريتانية وبرواده الأوفياء ومحاولته بكل ما أتيح له من الوسائل المادية واللوجستية لأجل توفير الجو الملائم لهم باعتبارهم أبناء المركز وعنصر فعال في تنشيطه دعما للحق الثقافي للبلد الشقيق الجمهورية الإسلامية الموريتانية فالمركز لهم ومنهم وبهم".

وأوضح إن مسيرة المركز الثقافي المغربي بانواكشوط التي وصلت إلى واحد وثلاثون سنة من التطور والعطاء، ودوره في خدمة المشهد الثقافي الموريتاني ودعمه لكل الأشكال التي من شأنها إغناؤه وتنويعه، لم تكتمل إلا بالجهود الجبارة التي تبذلها الدولة الموريتانية الشقيقة في هذا المجال.

وخلص إلى تقديم التهاني لعمال المركز وكل رواده، متمنياً للجميع مزيداً من التألق والعطاء.

فعاليات الندوة:

استهلت الدكتورة أبنة بنت الخالص، محاضرتها بقراءة في اسباب ظهور ما يعرف بالشعر الحساني النسائي  المعروف بالتبراع، مستلهمة عطاءات بعض اصحاب الإختصاص على غرار الأستاذة والصحفية المعروفة السالكة بنت اسنيد، بحكم اختصاصها العلمي، موضحة أن حديثها في هذا الموضوع لا يخرج عن مقولة "رمية من غير رامي" رغم ما يكتسيه هذا اللون الشعري الخاص بالشنقيطيات من جمال المعنى وقوة المبنى والصدق في التعبير عن المشاعر والبوح في مجتمع ذكوري يهيمن الرجل فيه على كل شيء..

المحاضرة وهي تغوص في اسباب ظهور أدب "التبراع"، نبّهت إلى أن المرأة الموريتانية استطاعت أن تتجاوز الحواجز الاجتماعية بأدب راقِ وجزل تماما كما واكبت وساهمت في النهضة الأدبية والعلمية التي عرفتها بلاد شنقيط، واستطاعت ان تجد لنفسها متنفساً تعبر من خلاله عن ما بداخلها بابتكار وحدة تعبيرية متكاملة. بل وتحملت تبعاته النفسية، رغم أن "التبراع" في أغلبه ظلً مجهول المصدر والهدف.

واضافت: "لقد عكس هذا اللون الغزلي الجميل قدرة المرأة الموريتانية على الإبداع الأدبي من خلال دقة التعبير وسط كبتٍ للمشاعر لا بد أن يرافق المرأة في مجتمعنا حتى وهي تزفٌ لزوجها".

وقالت المحاضرة إن "التبراع" وليد معاناة اجتماعية تعانيها المرأة الموريتانية منذ نعومة اظافرها، وهو تهكم على المجمع لعجزه عن فهم ما تكنه المرأة، و نتاج التعتيم الذي تلقاه بشكل يومي، ما جعلها تبوحُ عن مشاعرها بهذه الطريقة لمن تثقُ به فقط شرط أن تكون أمرأة مثلها.

واوضحت منت الخالص أن المنتوج الأدبي النسوي في موريتانيا موجود منذ عقود لكنه عانى هو الآخر مما تعرضت له الثقافة الشنقيطية عموما بسبب الترحال وغياب التدوين، غير أن العديد من الأديبات والكاتبات بزغ نجمهن في اغراض ادبية أخرى كالتوسل والرثاء والمديح.

 

من جهتها تحدثت المهندسة ليلى محمد فاضل عن المراحل التاريخية للأدب النسوي أو النسائي فيما يخص الكتابة السردية، الذي قالت أنه ظهر في اوروبا مع بدايات القرن التاسع عشر، على الرغم من وجود معايير "جنسية" هناك لمن يمارس هذا اللون الثقافي ما جعل بعضهن مدعاة للسخرية والتندر.

وأضافت أن الاوربيين في تلك الفترة وصفوا الأدب النسائي بـ"الثغرات" باعتباره خارج عن كل ما هو رجالي. ونعته البعض بموسم كتابة البنات، قبل أن تجد المرأة مكانتها بعد عقود من النضال.

وأشارت بنت محمد فاضل إلى أن ظهور الأدب النسائي كان بمثابة ثورة نسوية على العادات والتقاليد على أمل حصولها على حرية الرأي والتعبير حالها كحال أخيها الرجل واستطاعت العديد من الكاتبات إظهار ما تعانيه المرأة من استغلال ونظرة دونية.

أما في المشرق والبلدان العربية الأخرى فقد وصلت المرأة متأخرة بفعل "القمع" التاريخي والنظرة الذكورية المتجذرة ما جعل جل أدبها لا يخرج عن الرثاء والتوسل، رغم هامش الحرية الذي حصلت عليه في الأندلس قبل أن يضيّق الخناق عليها في العصر العثماني حيث تلقت أقصى رواتب الدونية والتهميش الممنهج،

وأوضحت أنه وبحسب المختصين لم يوجد قبل 1899 اكثر من خمس روايات فقط كتبتها نساء، مؤكدة بأنه ومنذ أن تجاوزت المرأة العربية تلك المحن وهي تبرز قدراتها على الخلق والإبداع وفي مختلف المجالات.

وشمل برنامج الأمسية كذلك:

منح شهادة تقديرية وجائزة مالية للطفل علي رضى بمناسبة مشاركته المتميزة في ورشة حفظ القرآن الكريم التي ينظمها المركز الثقافي المغربي بانواكشوط وإتمامه لحفظ كتاب الله. الورشة يشرف عليها الأستاذ الشيخ بن المحبوبي الذي نتقدم له بجزيل الشكر والامتنان على المجهودات التي يبذلها في تحفيظ كتاب الله.
منح شهادة تقديرية للسيدة الناصرة يا مختار أم الطفل علي رضى وذلك تقديرا لها على المجهودات القيمة والتضحيات الكبيرة التي تبذلها من أجل تربية وتكوين أبنائها.