هل قُبضَ على ولد أجاي من حيث لا يدري؟! | صحيفة السفير

هل قُبضَ على ولد أجاي من حيث لا يدري؟!

ثلاثاء, 10/09/2019 - 10:51

بقدرما تفاجأ الرأي العام بقرار تعيين ولد أجاي على عملاق الاقتصاد الوطني، بعد استبعاده و خروجه من جميع الحسابات، لن يكون لدى الرئيس ولا وزيره الاول ادنى شك بأن ردة الفعل ستكون بحجم الصدمة إن لم تكن أشدّ وقعاً، في وقت كان الجميع ينتشي فرحا بحكومة خالفت التوقعات وضربت الحزب واباطرة النظام من تحت الحزام.

لن استوعبَ فرضية ضغط نواب حزب الرئيس المنصرف و احزاب الاغلبية الاخرى، ومعزوفة سحب الثقة، لأنه لا وجود لها كاحزاب تمتلك إطارا مؤسسيا ولا فكريا، بقدرما هي تجمعات نفعيّة تتغير باستمرار و تتغنى بكل جديد، كما انها لا تمتلك "الفضل" او المشروعية حتى في إيصال غزواني الى سُدة الحكم.. فالرجل أسس لنظام انصهرت فيه جميع القوى السياسية والمرجعيات الروحية بإيعاز ومباركة من مؤسسة عسكرية رصينة ومنضبطة.

بالمقابل لم يكون تعريضُ الوزير المختار ولد أجاي بنفسه، من خلال التصريح بممتلكاته ومن ثمّ التكشير عن انيابه في وجه كلّ من أتهمه او شهّر به والتهديد بمقاضاته، حدثاً عابراً ولا قرارا فردياً من إطار سامي في الدولة اراد أن يجمّل صورته في لحظة فارقة دون خوف او طمع..!

طبعاً لا يتحمّل ولد أجاي وزرَ عشرية عزيز، فهو مجرد موظف كان ينفذ الاوامر بحذافرها ويعمل بإخلاص، لكنه بالمقابل ليس كأي موظف عادي فكل شيء مرّ عليه او مرره بمعرفته.. خمس سنوات او تزيد لا توجد في هذا البلد شاردة ولا واردة، إلا وكانت من اقتراح الشاب الطموح او بمباركة منه، كان بحق الصندوق الأسود للرئيس المنصرف.

وليس بمعزل عن كل ذلك لم يكن غزواني، ببعيد جدا من كل ما يحدث وإن غيّبت عنه بعض التفاصيل في بعض الاحيان، خصوصا ما يتعلق منها بصفقات كبرى ظلّت محصورة بين الرئيس ووزيره المدلّل وهنا مربطُ الفرس!

من السذاجة بمكان أن ترمي ذاكرة حيّة تحمل في جعبتها ما يمكن أن يضرّك في غمضة عين، أو أن تُبعدها فينالَ منها الإهمال والتهميش قبل أن تستفيد منها و تأخذ ما تريد.. بل من الحكمة أن تستدرجها شيئا فشيئاً وتمنحها الإجلال والتقدير ما استطعت حتى تأمن بأسك وتهاب بطشك، فمع الوقت ستقلب المعادلة وتصبح أنت السيّد الأول وبدون منازع. وفي غضون ذلك تفرّغُ الذاكرة ويصبح كل شيء تحت السيطرة.

ربما وبحكم تعودنا على تلاحق الاحداث واختلافها، استبقنا الحكم على المسار الجديد، لكن إذا ما تمهلنا قليلاً واستخلصنا العبر، فقد نرى في المستقبل القريب تقلبات تعكس كل التوقعات وتعيد الأمور الى نصابها.

 

سيدي محمد صمب باي