في إطار انفتاحها الأكاديمي : إطلاق اولى لقاءات “ملتقى الإيسيسكو الثقافى” | صحيفة السفير

في إطار انفتاحها الأكاديمي : إطلاق اولى لقاءات “ملتقى الإيسيسكو الثقافى”

اثنين, 28/10/2019 - 14:26

 

احتضن مقر الإيسيسكو بالرباط يوم 22 أكتوبر 2019 أول اللقاءات الفكرية، التى أعلنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عن تنظيمها دوريا تحت مسمى “ملتقى الإيسيسكو الثقافى”.

وتستضيف فى كل مرة أحد قادة الفكر من داخل العالم الإسلامى أو من خارجه لطرح أبرز القضايا الفكرية والثقافية، وذلك ضمن التوجهات الجديدة للإيسيسكو. وكان  الدكتور عباس الجرارى، عميد الأدب المغربى، ضيف اللقاء الأول، الذي ألقى محاضرة مفتوحة حول “التحديات الثقافية المستقبلية في العالم الإسلامي”. وتهدف الإيسيسكو من تنظيم هذا الملتقى إلى أن يصبح منصة للنخب الفكرية، وحاضنا للكفاءات الثقافية لتدارس قضايا الشأن الثقافي ذات الأولوية على الساحة العربية والإسلامية والدولية، واستكشاف الاتجاهات الفكرية والثقافية والتربوية لدى صناع القرار في هذه المجالات، واستشراف المستقبل من خلال رؤية ضيوف الملتقى من النخب الفكرية.

الاستثمار في القوة الناعمة للثقافة رهان رابح على جميع الصعد
     

وسط حضور رسمي وأكاديمي وإعلامي رفيع المستوى ، افتتح الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، الملتقى بكلمة رحب فيها بالضيوف، وأوضح أن عنوان المحاضرة يراهن على أمرين: على المستقبل ويتوجه إليه، وعلى الثقافة بما هي قوة ناعمة لها من الأثر والتأثير ما يجعلها فاعلة لا منفعلة. وذكر أن النخب في عالمنا اليوم ذاتَ التأثير والأثر، هي عناصرُ القوة الناعمة في الثقافة والفكر، وفي الرياضة وفنون العصر. وقال"علينا أن نكون قادرين على استثمار هذه القوة الناعمة فيما يخدم المصالح العليا للعالم الإسلامي، ويحقق التنمية الشاملة المستدامة، ويوفر السعادة والرخاء، ويضمن الأمن والصفاء، ويحقق الاستقرار والوئام والأمان والسلام" وأضاف أننا نريد في رؤية الإيسيسكو الجديدة المنفتحة على عصرنا هذا الحافل بالمتغيرات، أن نخرج إلى ساحات الإبداع والتميز والعولمة والتمركز، وإلى العوالم الإنسانية الرحبة، مشيراً إلى أن الاستثمار في القوة الناعمة للثقافة، رهانٌ رابحٌ على الصعدِ جميعاً.
   

ولفت الدكتور سالم المالك إلى أن من التحديات الثقافية التي تواجهنا، قضايا الهوية، والعيش المشترك، ونشر ثقافة الحياة والأمل والإبداع، ومواجهة ثقافة الكراهية والعنصرية والإقصاء، والاهتمام بقضايا التراث واللغة، وتأكيد الحق في الثقافة والاستفادةِ منها للمواطنين كافة، وقضايا الحق في امتلاك وسائل العصر من تقنيات ووسائط وتكنولوجيا حديثة لبناء محتويات ومضامين جديدة، وقضايا التأسيس لثقافة رقمية مواكبة تعكس تاريخنا وهويتنا وحضارتنا وشخصيتنا التاريخية، وتنفتح على العصر بكل مكتسباته وإنجازاته دون عقد أو مركبات نقص، وتستشرف المستقبل بأمل وثقة بالنفس وبعزيمة واطمئنان.
    وقال إن محاضرة الدكتور عباس الجراري ستلامس هذه القضايا، وستجيب عن تساؤلاتنا، بفضل ما له من غنى التجربة، وعمقِ المعرفة، وواسع الاطلاع، وطول الممارسة في حقول الجامعة وفي ميادين الثقافة وفي مضمار المعرفة والمجالات الأخرى. واختتم المدير العام كلمته بقوله: إن العقل البشري واحد في خلقته، وروح الإنسان من نفحة إلاهية واحدة، وهذا يحتم تقاسمَ وحدة المصير والمشترك الإنساني الواحد، من أجل التعارف الإنساني وحفظ الكرامة لجميع البشر.

نحتاج إلى تشخيص دقيق لتراثنا وماضينا لنفرز الصالح منه فنأخذه ونتمسك به، ونتجنب الطالح منه، في كلمته الرئيسة قال الدكتور عباس الجراري إن لنا كعالم إسلامي ماض مجيد، وبرعنا في العديد من العلوم والفنون، وهذا مسجل في تاريخنا، واستفاد من حضارتنا وثقافتنا الغرب ليحمل المشعل، ونحن اﻵن مطالبون بأن نواكب العصر، ونعود لنحمل مشعل الحضارة من جديد. وأضاف في محاضرته إن هذه هي المعادلة الصعبة، ولن تحل إﻻ بالتوفيق بين الأصالة التي نعتز بها، والمعاصرة التي نسعى لمواكبتها. فنحن نتحدث بفخر عن ماضينا وتراثنا العريق ولكننا ﻻ نحلله وﻻ نسعى لتصفيته من الشوائب، فنحن نحتاج إلى تشخيص دقيق لتراثنا وماضينا لنفرز الصالح منه فنأخذه ونتمسك به، ونتجنب الطالح منه، وبنفس الطريقة يجب علينا التعامل مع الحداثة الغربية التي نشأت في بيئة مغايرة، مع النظر لها من مختلف الجوانب، وﻻ نقصر نظرتنا إليها من جانب القيم فقط، فهذا جزء واحد من أجزاء عديدة.

واستطرد الدكتور الجراري قائلا نحن أمة تعلي قيمة الحوار مع اﻵخر، وﻻ شك أن التربية والتعليم عاملان أساسيان في نشر هذه الثقافة وبث الوعي بها، واﻷمر الثاني هو العلم، فاﻵخر تقدم بالعلم، ورغم أن الجامعات في العالم الإسلامي أكثر من أن تعد، ولكن ما هو أثرها في المجتمع، وما هو أثرها في حل المعضلات التي تواجهه. وأشار الدكتور الجراري أنه رغم سيطرة الحداثة الغربية إﻻ أن العالم الإسلامي انفتح على عوالم أخرى باتت مؤثرة في عالمنا المعاصر، ورغم أن العالم الإسلامي يكتظ بالكفاءات، إﻻ أن هذه الكفاءات تهاجر لدعم تطور اﻵخر، وهذا يطرح تحديا آخر، فكيف نستطيع أن نسترد كفاءاتنا التي تدعم تقدم اﻵخر، وتنتج للآخر. واختتم الدكتور الجراري محاضرته قائلا إنه عن طريق الثقافة والوعي والمصارحة نستطيع حل المعضلات التي تواجهنا، وأن نحقق ما نسعى إليه.