الشاعر سالم المالك يحتفي بيوم التأسيس | صحيفة السفير

الشاعر سالم المالك يحتفي بيوم التأسيس

جمعة, 23/02/2024 - 17:42

الشعر الوطني نوع حديث من أنواع الشعر العربي تدور مواضيعه بشكل أساسي حول الوطن، فيتغنى الشاعر به من حيث جماله وجلاله، ويبكيه رثاءً لمآسيه، ويخلد أبطاله، ويفضح أعداءه، ويتجاوز مجرد الترابط المكاني إلى الترابط الروحي والوجداني..
ويتميز الشعر الوطني بأسلوبه الحماسي ، ولغته القوية ، وصوره البيانية التي تثير في النفوس مشاعر الحب والاعتزاز بالوطن . ومن أهداف إثارة الحس الوطني لدى الشعوب وتعزيز الانتماء للوطن ، وترسيخ قيم المواطنة الصالحة لديهم . كما يستعمل هذا النوع من الشعر من أجل الدعوة إلى الوحدة الوطنية وتخليد البطولات الوطنية. وعندما يتغنى الشاعر بوطنه فإنه لا ينافق أو يكذب ، بل يعبر عن عواطف قوية صادقة نحو بلاده تترجم غيرته عليها والدفاع عن مصلحتها .
ومن أشهر رواد الشعر الوطني في العالم العربي تحضر أسماء فطاحلة الشعر ومنهم محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وحافظ ابراهيم، ومحمد عبد المطلب، وفاروق جويدة، وأمل دنقل ، وأبو القاسم الشابي، و نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وصلاح عبد الصبور، و محمود درويش، وفدوى طوقان، ونزار قباني ، وعلال الفاسي ، وابراهيم السولامي وغيرهم.
وفي يوم 22 فبرايرمن هذا العام احتفلت المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس . وهو مناسبة وطنية للاحتفاء بذكرى تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود منذ ثلاثة قرون . وفي هذه السنة تم اختيار شعار «يوم بدينا» ، لتعزز القيم والمعاني المرتبطة بهذه الذكرى الوطنية المميزة .
وبهذه المناسبة نظم الشاعر الدكتور سالم بن محمد المالك ، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة- إيسيسكو- قصيدة شعرية بعنوان ( ومضات في يوم الـتأسيس) قال في مطلعها :

نهــــرٌ مـن الحـبِّ لا وادٍ من الكذِبِ
تَسـقيـهِ مملكـــــةٌ من خيـــرِهـا العـذِبِ
و لا تُـبـالـي بغربـــانِ العـــداءِ لهــا
مهمـــا تطـاولــــت الأحـقـــــادُ بالرِّيـَبِ

وأبرز الشاعر المكانة الحضارية لبلده ودورها في الوحدة العربية الإسلامية والتزامها بالدين الإسلامي ، وحرصها على ترسيخ قيم العدالة والحق قائلا :

شـعارُها أن يكـونَ السِّـلـمُ منهجَنـا
فـلا تنـــــاحــــرَ بيــن الأخــــوةِ العـربِ
يقـودُهـــا مَن بديـــنِ اللـــهِ ملـتـــزمٌ
فلـيـس يسـعـى بغيــر الحــقِّ كالشُّهبِ
فيـوم تأســـيسُــــهـا يـــومٌ لأمّتــنـــا
يُســطَّــرُ المجــــــــدَ في زاهٍ من الكتبِ
فيه تجللـت الآمــــــــــالُ و ازدهـرت
و أشـــرقَ الحبُّ فالتــــاريخُ في عجَبِ
و منه قامـت على التـوحيـــدِ مملكـةٌ
قـوامُهــــــا العــزِّ في عــــالٍ من الرُّتبِ

ثم انتقل ليصف نضال الشعب والتحامه القوي حول قيادته في السراء والضراء ، والتضامن في دحر الطامعين من الغزاة والطغاة والمفسدين ، وفي البناء والعمل الجاد قائلا :

تجاسرَ الشـرُّ و الأشرارُ و اجتمعوا
فهالـهـــــم مــا رأوا من لُحْمـــةِ النّسَبِ
ألم يـروا كيـف أن الشـعـبَ بايـعهـم
و قــال قـولــتَــــــــه في موقـــفِ الكُرَبِ
نحن الفـــــداءُ لهـم بالصّبــرِ نُثبتـــه
لا نشـــتكي من عـنــــــاءٍ فيــه أو تعبِ
هذي الســعوديةُ الشــــمـــاءُ مفخرةٌ
تحنــو على الكـلِّ مهمــا كـان من عتبِ
و ترتـقي في سـيـاســـاتٍ تـُؤكـدهــا
في موقفِ الجدِّ لا تخشى من الغضَبِ
فإنهـا الدولــــةُ البُشــــرى لإخوتِهـــا
و أنهــا الـدولــةُ الكبــرى لــدى النُّخَبِ

وختم القصيدة بالتعبير عن الاعتزاز بهويته واستعداده للدفاع عن وطنه وحمايته من الأخطار التي تتربص به بجرأة وشجاعة وإقدام ، مفتخرا أن بلده أكرمها الله بخدمة الحرمين الشريفين وبقيادة متلاحمة وولاية عهد حكيمة تستشرف المستقبل الزاهر الرحب .

أنا السعوديُّ لا أرضى الهوانَ و لي
عهـدٌ مع المجـــدِ بين الأفــقِ و السُّحبِ
نــذرتُ نفسي بأن أحميكَ يــا وطني
و لـســتُ مثـل جــبــــــــانٍ لاذ بالهرَبِ
عيشـي بــــلادي فـربُّ البيتِ أكرمَنـا
بخــــادمِ الحرميـــن الثــابـــتِ الطُّنبِ
و في وليٍ لتـــــاج العهــــدِ ذي كـرمٍ
وافـي الدرايــــــة بالمســــتقبلِ الرَّحِبِ
بحر من الشوق بي..أهواك مملكتي
و قلبــيَ الصـبّ مــــــوارٌ من الوصَبِ
و فيضُ فخرٍ من الأمجـادِ يعبـرُ بي
في زاخــر من عـلاه الشــامخ اللَّجِبِ
فإن ذا يومـك الســــاري على ألـــقٍ
يشــــدو به العمر أنغامــًا من الطرب

__________
المحجوب بنسعيد
الشبكة الدولية للصحافيين العرب والأفارقة