الأسد يجيد التحالفات: بين الموصل وحلب.. أي مخرجات؟ | صحيفة السفير

الأسد يجيد التحالفات: بين الموصل وحلب.. أي مخرجات؟

أحد, 06/11/2016 - 10:22

في جزئية بناء التحالفات وتأسيس الحضور الوازن في المنظومة الاقليمية والدولية يبقى الأسد متقدماً بخطوة واسعة على خصومه، وفي كثير من المحطات بخطوات عدة، مرد ذلك إلى نجاح السياسة السورية منذ عقود في صياغة كل عوامل القوة وتمتين العلاقة مع جملة من الحلفاء، الذين كان ” عطاؤهم ” من العيار الاستراتيجي في ذروة الحرب السورية اليوم، وفي أكثر محطاتها حساسية بقي  معدن هذا التحالف ” أصيلاً ” مع الأسد، يسانده ويمضي معه حتى النهاية في معركة معقدة ومتداخلة جداً على عكس ماتغعله واشنطن في مسلسل التحالفات وما تلعبه من أدوار البطولة في مشاهد التخلي والخذلان.

من مصر ينجح محور موسكو في تثقيل ميزانه بالورقة المصرية، وبعيداً من أن السلوك المصري خلال الفترة القليلة الماضية وانجذابه لموسكو انما كان في سياق الرد على حملة واسعة تقودها دول الخليج ضد السيسي، والذي لنا تحفظات كثيرة على أدائه، إلا أن ماقيل عن إرسال مصر قوات عسكرية وأسلحة لسورية على قاعدة التنسيق مع الجيش العربي السوري في الحرب الدائرة على أرضه، إنما يشكل حصداً مضاعفاً للنقاط بالنسبة للدولة السورية ورداً نوعياً في حلبة الكباش المشتعلة اليوم في المنطقة.

( من يصل أولاً)، هو العنوان الأكثر الملاءمة لطبيعة الصدام الدولي الحاصل اليوم، من الموصل تمضي الولايات المتحدة في صياغة السيناريوهات وتصنيع جملة من المدخلات السياسية للحصول على ناتج سياسي مثالي في جبهة الرقة يشكل الرد القوي على كل ماتصيغه موسكو في حلب ولاسيما بعد نعية الهدنة الأخيرة وما كانت قد أعلنت عنه موسكو لجهة تأجيل العملية السياسية في سورية إلى أجل غير مسمى.

نقطتان رئيستان تشكلان الأساس في تحديد طبيعية وشكل ومستوى الصدام خلال الفترة القادمة:

– الأولى ماتم إعلانه من قبل قوات سورية الديمقراطية في مشاوراتها مع التحالف الدولي الأميركي عن حسم عدم مشاركة تركيا في عملية تحرير الرقة وهي من ستقودها وأنها تملك الامكانات للقيام بذلك ولكن لم يحدد تاريخ ذلك بعد، وتالياً كيف ستصرف هذه الجزئية وماهو شكل الرد الروسي والسوري.

الثانية : ماهية السلوك التركي ولاسيما بعد تناثر أوراق الحضور التركي في المعركة العسكرية سواء في الموصل او الرقة إضافة لما دعا إليه أبو بكر البغدادي لجهة غزو تركيا ومهاجمته لحزب العدالة والتنمية، وعليه كيف سيكون رد أردوغان؟ المضي قدماً فيما قد بدأه في ريف حلب والتدخل والصدام في الموصل، أم الانكفاء والالتفات لمهددات الجبهة الداخلية؟

بين حلب والموصل تواصل الرؤوس الحامية معركة التناطح التي لا يمكن لأحد معرفة تطور شكلها وشكل مخرجاتها السياسية، فالسباق في تشكيل المدخلات وتحشيد الارادات وفرد الامكانات على أشده، ولا صراخ إلا للمدنيين، لكن المؤكد أن الاسم الذي سيصل للبيت الأبيض سيحدد مسارات هذه المعركة العسكرية منها والتسووية.

 

د. محمد بكر