تل أبيب: فرق شاسعُ بين تهديدات ترامب وبين الحقيقة على أرض الواقع | صحيفة السفير

تل أبيب: فرق شاسعُ بين تهديدات ترامب وبين الحقيقة على أرض الواقع

ثلاثاء, 07/02/2017 - 13:39

“رأي اليوم” بشكلٍ أوْ بآخر، تمكّن رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، من صرف أنظار الرأي العّام في بلاده عن قضايا الفساد التي بحسب الاشتباه تورطّ فيها، هو وزوجته وابنه يائير، وتحولّ النقاش في تل أبيب إلى بورصةٍ جديدةٍ للتقديرات حول ما سيفعله الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، ضدّ إيران، التي وصفها بالدولة الإرهابيّة رقم واحد في العالم.
ويُستشّف من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أنّ قادة تل أبيب يُعوّلون على قيام واشنطن بهجومٍ عسكريٍّ ضدّ إيران، أوْ على الأقّل إلغاء الاتفاق النوويّ الموقّع مها، والإمكانية الثالثة، الأقّل نفعًا لإسرائيل، تتمثل في تجديد العقوبات الاقتصاديّة والسياسيّة على الجمهوريّة الإسلاميّة لعزلها دوليًا وخنقها اقتصاديًا.
وفي خضّم هذا الجدال، قلل على سبيل الذكر لا الحصر، مُحلل الشؤون الخارجيّة في القناة الثانية بالتلفزيون العبريّ، عراد نير، من إمكانية ترجمة تهديدات ترامب ضدّ إيران إلى لغة الأفعال. وقال إنّ البون شاسع بين تغريدات الرئيس الأمريكيّ على “تويتر” وبين الحقائق على أرض الواقع، لافتًا إلى أنّ إلغاء الاتفاق النوويّ هو ليس قرارًا أمريكيًا، ذلك أنّ هناك قوى أخرى وقعّت على الاتفاق، ولن تُوافق بأيّ حالٍ من الأحوال على إلغائه، مثل روسيا والصين.
كما أنّه استبعد كثيرًا لجوء واشنطن إلى الخيار العسكريّ، مُوضحًا أنّ التجربة الصاروخيّة الإيرانيّة لا تُعتبر انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدوليّ، وبالتالي لن تسمح روسيا، التي تربط رئيسها بوتن علاقاتٍ وطيدةٍ بترامب، بإخراج هذه الخطّة إلى حيّز التنفيذ.
أمّا فيما يتعلّق بالعقوبات الاقتصاديّة، فنقل المُحلل عن مصادر إسرائيليّة وغربيّة قولها إنّ الدول الأوروبيّة بحاجةٍ ماسّةٍ لإيران، لكي تستثمر هناك وتجني الأرباح الماليّة، وبالتالي فإنّ القارّة العجوز، أكّدت المصادر عينها، لن تؤيّد إعادة فرض العقوبات على إيران، بحسب تعبيرها.
في السياق عينه، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إنّ تأخير تعيين السفير الأمريكيّ الجديد، ديفيد فريدمان، لم يأت من فراغ، بل بسبب دعمه المُعلن للاستيطان في الضفّة الغربيّة، كما أنّ تأخير نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، ناتج عن قرارٍ سياسيٍّ من صنّاع القرار في واشنطن.
ولفت مُراسل الشؤون العسكريّة، إليكس فيشمان، في تقرير له من واشنطن، إلى أنّ البيت الأبيض وجّه رسائل لنتنياهو مفادها أنّه من الأفض له الحضور للاجتماع مع ترامب مع أفكارٍ جديدةٍ حول حلّ الدولتين لشعبين، ذلك لأنّ الرئيس الأمريكيّ الجديد، بدعمٍ من وزيري الخارجيّة والدفاع، يؤمن بهذا الحلّ، كما أنّ عرض الأفكار الجديدة، نقل فيشمان عن مصادره في البيت الأبيض، سيجعل اللقاء مثمرًا ويُتيح لترامب ونتنياهو الخروج ببيانٍ مشتركٍ ومتوافقٍ عليه بينهما، بُعيد انتهاء اللقاء بينهما في الخامس عشر من الشهر الجاري.
إلى ذلك، أجرى رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، مع مستشار الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب للأمن القوميّ، مايكل فلين اجتماعًا سريًا في واشنطن قبل أسبوعين، كما كشفت صحيفة “هآرتس″ التي أضافت أنّ الاجتماع عُقد في واشنطن قبل يومين من تنصيب ترامب، وحضره إلى جانب رئيس الموساد كوهين وفلين، القائم بأعمال مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ يعقوب ناغل والسفير الإسرائيليّ في الولايات المتحدّة رون دريمر، وعدد من المسؤولين الأمريكيين في إدارة ترامب، الذين لم تذكر الصحيفة أسماؤهم.
وبحسبها، كان الاجتماع جزءً من الجهود بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيليّة لوضع سياساتٍ مشتركةٍ بشأن عدد من القضايا التي من المتوقع أنْ يتم التعاون بشأنها بشكل وثيق في السنوات القادمة، ومنها ملفات إيران والحرب في سوريّة والصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ. من جهته أكّد ديوان نتنياهو لـ”هآرتس″ أنّ كوهين وناغل التقيا بالمستشار فلين خلال رحلتهما إلى واشنطن، ولكن دون الكشف عن تفاصيل اللقاء.
من ناحيته، قال نتنياهو بُعيد انتهاء زيارته للندن والاجتماع مع رئيس الوزراء، إنّه على الولايات المتحدّة، بريطانيا، وإسرائيل تشكيل جبهة موحدة لمواجهة العداء الاستثنائيّ من قبل إيران. وتابع أنّ طهران تحاول اختبار حدود الإدارات في واشنطن ولندن بعداءٍ استثنائيٍّ وبوقاحةٍ غيرُ عاديةٍ، على حدّ قوله.
ولكن، قالت المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب، كما أفاد موقع (تايمز أوف أزرائيل)، إنّه خلافًا لإسرائيل والولايات المتحدة، تقيم بريطانيا علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ كاملةٍ مع إيران، ومن ضمن ذلك سفارة في طهران. كما أنمّ الخارجية البريطانيّة، تابعت المصادر عينها، بقيت صامتةً إزّاء التجارب الصاروخيّة التي تُجريها طهران. ولهذا، خلُصت إلى القول، إنّه ما زال من غير الواضح إنْ كان نتنياهو قد نجح بجعل بريطانيا تتحالف مع إسرائيل وأمريكا في تبنّي موقف معادٍ لإيران.
صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أكّدت على أنّ نتنياهو فشل في إقناع رئيسة الوزراء البريطانيّة بقضية المُستوطنات، لافتةً إلى أنّها أكّدت له التزام دولتها بحلّ الدولتين ومعارضتها للاستطيان.