انتقد بعض منتسبي الاتحاد من أجل الجمهورية -حزب الرئيس محمد ولد الغزواني- الحضور الضعيف للمقربين من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في الفريق الحكومي بل إن بعضهم كان يعتقد أن الرئيس الجديد بصدد تشكيل حزبه الخاص.
من الواضح أن الاتحاد من أجل الجمهورية لم يكن مرتاحا لحكومة التكنوقراط التي تم تعيينها في 8 أغسطس والتي شغل فيها أشخاص همّشهم الرئيس السابق ولد عبد العزيز مناصب مهمة مثل رئيس الوزراء إسماعيل ولد بده ووزير الداخلية محمد سالم ولد مرزوك كما حصل فيها الحراطين على ست حقائب.
احتجاجات صامتة على تعيين عدد محدود من أنصار ولد عبد العزيز مثل محمد ولد عبد الفتاح (وزير النفط والمناجم والطاقة) وإسماعيل ولد الشيخ أحمد (الشؤون الخارجية) ومحمد سالم ولد البشير أمين عام الرئاسة. لكن هذا ليس مهمًا بل إن الأكثر إثارة للقلق هو أن الرئيس الجديد استقبل قادة المعارضة الذين كان سلفه يتجاهلهم بشكل مطلق.
في انتظار عودة ولد عبد العزيز
وكان هناك من يميل إلى الاعتقاد بأن محمد ولد الغزواني يفكر في إنشاء حزب خاص به يتم تعزيزه ببعض المعارضين. وهو ما أثار امتعاض أنصار ولد عبد العزيز. بل إن رئيسي الوزراء السابقين ولد محمد لغظف وولد حدمين نقل عنهما استياءهما مما تم تداوله. وهناك يهمس في ممرات الجمعية الوطنية أن اقتراح عدم الثقة بالحكومة يمكن أن يطرح من قبل الأغلبية!
لكن لقاء الرئيس ولد الغزواني مع منتخبي الاتحاد من أجل الجمهورية نقى الأجواء بين الطرفين حيث أكد لهم أنه ليست لديه قاعدة سياسية سواهم، كما عين المختار ولد اجاي وزير المالية السابق ورجل "عزيز" على رأس سنيم. وهو ما أدى إلى تبنى النواب لبرنامج رئيس الوزراء دون عقبات (128 صوتًا مؤيدًا مقابل 19 صوتًا مع امتناع عضوين عن التصويت).
ومع ذلك فإن بوصلة الاتحاد غير واضحة الاتجاه. فقد تعثّر التحضير لمؤتمره العام الذي كان منتظرا لتجديد هيئاته وانتخاب قيادة له. ولا يزال عدد من قياداته يلعبون على الوقت على أمل أن تسمح لهم عودة عبد العزيز من الخارج بأن يكون لهم قائد واستراتيجية. إلا أن رئيس الدولة السابق على الرغم من أنه يريد أن يلعب دورًا سياسيًا كرر أنه لن يكون رئيسًا للحزب. فمن سيكون رئيسه؟
ترجمة الصحراء