يوحنا انور داود يكتب: غزوة السفارات...والتحالف الصهيو اخواني! | صحيفة السفير

يوحنا انور داود يكتب: غزوة السفارات...والتحالف الصهيو اخواني!

أربعاء, 10/09/2025 - 11:57

لم يكن غريبًا أن تبدأ سلسلة من التجاوزات ضد السفارات المصرية في عدة عواصم أوروبية، بدءًا من هولندا وتصل إلى ذروتها في إنجلترا. الأولى من أكبر مراكز تجمع اليهود في العالم، ولا شك أن كثيرًا منهم صهاينة، والثانية ملتقى الإخوان والارهابيين المطرودين من بلادهم، ولجأوا إلى المملكة المتحدة، وهي بدورها فتحت ذراعيها لهم لحين استخدامهم في مخططات استخباراتية..

نحن لسنا سذج، ونفهم جيدًا معنى الحرية، لكن ليس من الحرية الاعتداء على أبواب السفارات وتلطيخها واقتحام بعضها والتصوير داخلها. هناك تعمد للتقصير الأمني وفتح الطريق للعناصر الإخوانية للتمادي في البذاءات أمام السفارات المصرية، بل وصل الأمر إلى حد اعتقال من يحاول أن يمنعهم من شباب مصريين وطنيين بالخارج.

يبقى السؤال البديهي: لماذا لا يتظاهر هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ناشطين أمام السفارات الإسرائيلية التي ترتكب حكوماتها الإبادة ضد الشعب الفلسطيني؟! ولماذا لا يكررون نفس البذاءات التي ينثرونها أمام السفارات المصرية في أوروبا؟ وهل لو فعلوا ذلك، هل ستتركهم حكومات الدول الغربية دون اعتقال بتهمة معاداة السامية؟!

كان موقف الخارجية المصرية قويًا ومليئًا بالعزة والكرامة والسيادة الوطنية، بالإعلان عن المعاملة بالمثل لسفارات الدول التي تمرر الاعتداء على السفارات المصرية بأراضيها، وفي مقدمتها السفارة الإنجليزية بجاردن سيتي.

المخطط واضح، وهو الضغط على مصر من قبل اللوبي الصهيوني في العالم لقبول تهجير الفلسطينيين في سيناء، في حين يخطط الإخوان لإقحام مصر وحدها في حرب ضد إسرائيل ومن ورائها، حتى تنهك الدولة من الداخل، ويتمهد الطريق لهم مرة أخرى للسيطرة على البلاد.

حرب عصية عليها الإخوان دائمًا عندما وصلوا إلى الحكم في أي بلد عربي، وليس ببعيد المثال السوري الذي سيطرت فيه أنصار هذه الجماعات، ولم نرَ مجرد تصريح ضد إسرائيل، في حين تحتل إسرائيل جزءًا كبيرًا من الأرض، والجو مفتوح دائمًا لها.

صمود مصر شبه وحيدة ضد تحالف قوى الشر الصهيوأخواني وأعداء الداخل والخارج ليس له إلا دلالة وحيدة، وهي أن مصر دولة قوية جدًا، أقوى مما يتخيل هؤلاء، وليس دولة في مهب الريح. ولو كانت دولة ضعيفة أو مترهلة، لاستباحت إسرائيل أرضها مرارًا وتكرارًا مثلما تفعل مع غالبية دول المنطقة، ولفرضت تهجير الفلسطينيين قسرًا عليها.

الحقيقة أن مصر، رغم أزماتها الاقتصادية والسياسية، كانت ولازالت عصية على الصهاينة والإخوان. مصر لم تفرط في كيلومتر واحد من أراضيها، واستعادت طابا في بداية عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم يستطع الإخوان، رغم محاولتهم المتكررة، السيطرة على مفاصل الدولة المصرية.

وبرغم ما تفعله إسرائيل من استباحة الهجوم على العواصم العربية شرقًا وغربًا وجنوبًا، وآخرها العاصمة القطرية الدوحة، التي ظنت أنها آمنة بالقواعد العسكرية الأمريكية وبتقديمها فروض الطاعة لترامب، فلولا وجود مصر وجيش مصر في المنطقة، لأعلنت إسرائيل علنًا قيام دولتها المزعومة من النيل إلى الفرات.