بدأت المؤشرات السياسية في موريتانيا تكشف عن وجود إخطبوط سياسي بات يتحكم في أهم مفاصل صنع القرار ويسيطر على آليات توجيه سياسات الدولة وفق أجندات خاصة ومآرب مشبوهة.
معلومات خاصة حصلت عليها "السفير" تؤكد وجود جماعة ضغط يزيد عدد أفراها على الثلاثين من الشخصيات السياسية داخل الحكومة وبعض دوائر السلطة الأخرى وفي مراكز قيادية في الأغلبية الرئاسية المحسوبة (نظريا) على الرئيس محمد ولد عبد العزيز. تقوم إستراتيجيتها على عدة محاور من أبرزها:
ـ التنسيق الوثيق مع قيادات سياسية داخل أوساط المعارضة الموسومة بالراديكالية، وتزويد تلك القيادات بكل الملفات والمعلومات ذات الحساسية البالغة بهدف تمكينها من إجهاض أي توجه تنموي أو سياسي ناجح يعتمده رئيس الجمهورية خدمة للصالح العام وضمان التفاف غالبية الموريتانيين حول برامجه وخياراته.
ـ العمل على دفع مركز صنع القرار الوطني؛ ممثلا في شخص الرئيس، إلى ارتكاب أكثر الأخطاء فداحة من خلال تقارير مغلوطة وتوجيهات تصبٌ في تأليب الرأي العام ضد السلطة؛ وكذا خلق مناخ ملائم لإشعال الصدام بين القوة العمومية ونشطاء المطالب الشبابية والحقوقية؛ سبيلاً إلى إقحام القضاء في ملفات جانبية وأخرى وهمية بما يزيد من حالة الاحتقان في الشارع وداخل أوساط الرأي العام الوطني؛ فضلاً عما ينجر عن ذلك من ضرر بالغ بصورة وسمعة النظام الحاكم والبلد عموما، وبالتالي الإضرار بعلاقات موريتانيا مع شركائها الدوليين ومع الهيئات والمنظمات العالمية المتخصصة.
ـ الحرص على تقويض أي انفراج في مسار الحوار السياسي المرتقب بين السلطة والمعارضة، من خلال اقتناص فرص هذا الانفراج لافتعال أزمة أو صراع داخل مكونات الأغلبية وزرع الريبة والشك لدى "شركائهم" في المعارضة ليلعب هؤلاء بقية الدور داخل معسكرهم السياسي.
ومن هنا يمكن فهم سرً تراجع المعارضة عن الحوار كلما تم قطع خطوات مهمة على طريق انطلاقه، وبروز بوادر قرب اتفاق تام بين قيادة المنتدى والجهة المكلفة من قبل الرئيس ولد عبد العزيز بإدارة ملف الحوار.
ـ العمل بشكل دؤوب على تأزيم أجواء العلاقات الأخوية الوثيقة بين موريتانيا ودول محيط جوارها المباشر؛ في مسعى مكشوف لشغل الرئيس عن كل الورشات الوطنية الكبرى المشار إليها أعلاه، وبالتالي إبقاؤه رهينة لابتزاز هذا الإخطبوط السياسي متعدد الأذرع، خاصة على الصعيد الإعلامي والإداري والجمعوي...
وتعكف "السفير" على إعداد ملف متكامل حول هذا الموضوع مع التحفظ على ذكر الأسماء والصفات لحين الانتهاء من ذاك قريبا بحول الله.