هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسي●نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفرا | صحيفة السفير

هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسي●نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفرا

سبت, 12/11/2022 - 15:44

تابعت في الأيام الماضية الجدل الحاد على وسائط التواصل الاجتماعي والذي تسبب فيه زواج بين شابين موريتانيين ينتميان لمكونة البيظان. هذا الزواج كان ينبغي أن يكون أمرا عاديا كما هو الحال في كل الزيجات لكن المكانة السيئة التي نحظى بها نحن ايگاون في مجتمعنا هي مكانة تعكس التهميش بل الاحتقار وتتجاهل الدور الريادي الذي بذل اجدادنا من أجل بناء هذا البلد وخاصة مجتمع البيظان الذي صنعنا وحافظنا على امجاده وجعلناها خالدة بكلماتنا شعرا ونثرا وانغامنا الجميلة واوتارنا المطربة إذ لولاها لما كان لمجتمع البيظان سمعته ولما حُفظت قيمه ولغته (الحسانية) ولما توارثت الاجيال تراثه ولإندثر ماضيه وجُهل تاريخه ولولانا لما مُثلت موريتانيا في المحافل الدولية والمهرجانات والمؤتمرات حيث تلعب الخصوصية دورها الكبير ورغم هذا الدور الكبير الذي اضطلع به أجدادنا ولازلنا نضطلع به إلا أننا لم نجني من وراء ذلك سوى التهميش والاحتقار حتى إن المواثيق الغليظة المحمية بقوة الدليل الشرعي أصبحت مستباحة عندما يكون طرفها أحد أبنائنا رغم أننا مسلمون نعيش بين مجتمع مسلم تربطنا به أواصر الأخوة والتاريخ الواحد والمصير المشترك وهو ما ورثته الدولة المعاصرة منذ تأسيسها من مجتمعنا فاصبحت تعاملنا بنفس المعاملة فلا نصيب لنا في التعيينات ولانمثل بالنسبة لها في المناصب الانتخابية ولاحق لنا عليها في الدعم والتشغيل ولاتهتم بتطوير مواهبنا وتحسين الظروف الاقتصادية لاجيالنا الحاضرة من خلال تثمين مانقوم به في اطار الثقافة والفنون من جهة ومن جهة اخرى في الحفاظ على موروثنا وخصوصيتنا وتماسكنا الاجتماعي بل وفوق ذلك امجاد ماضينا التي نحن من صنعها وحافظ عليها ولم نترك للاجيال فرصة جهلها او تجاوزها كل ذلك لم يكن محل تثمين ولا تقدير لامن طرف الدولة ولا من طرف القوى الحية في المجتمع ( العلماء،السياسيين،قادة وصناع الرأي،الوجهاء…) بل قوبلت جهودنا التي ذكرنا بعضها على سبيل المثال لا الحصر بالتقليل من شأننا والسخرية منا ونعتنا بابشع الصور والأمثال حتى إن بعض علماء وأئمة هذا البلد أفتى بعدم الصلاة على موتانا وهو أمر يحز في النفس ويجعل ضحية مثل هذا النوع من الممارسات يشعر بعدم الانتساب لهذا المجتمع بل يعيش غربة حقيقة واقصاء ممنهجا داخل بلده لذلك أنا الموقع أسفله أطالب من هذا المنبر :

1- بضرورة احترام ايگاون والتعامل معهم بندية كباقي الشرائح الموريتانية

2- أطالب الدولة ممثلة في صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني العمل على تجسيد قيم المواطنة والانصاف والعدالة الواردة في خطاب وادان التاريخي وانصاف الطبقات المهمشة كايگاون ولمعلمين ولحراطين…

3- أطالب الجيل الجديد من أبناء ايگاون الاعتزاز بانفسهم كفنانين يقدمون رسالتهم النبيلة باساليبهم الابداعية بعيدا عن الطمع في ما في ايدي الناس حرصا على فرض احترامهم وتقديرهم واحداث قطيعة تامة مع ما يعرف في ثقافتنا الاجتماعية بالتهيدين لانه يتسبب في تأخير المجتمع من جهة ومن جهة أخرى في المزيد من احتقارنا

4- اطالب علمائنا الاجلاء بعدم السكوت على احتقار المسلمين من الطبقات المهمشة واستباحة اعراضهم والتقليل من شأنهم التي حرمها ديننا حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم:
لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه.

---------------
الفنان: محفوظ ولد بوب جدو
رئيس اتحاد الفنانين الموسيقيين الموريتانيين.