ألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، كلمة في الجلسة الختامية لمؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية بتونس يوم أمس الخميس، أعلن فيها أن من أهمّ القرارات التي اتخذها مؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية، اعتماده لمشروع (استراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي) في صيغتها المعدلة، التي تواكب المتغيّرات المتسارعة في مجالات التربية، وتستوعبُ التطورات التي تعرفها القضايا التربوية في الدول الأعضاء.
وقال إن هذه الاستراتيجية التي تـمَّ تجديدها، تهدف إلى تطوير مجال التربية، من خلال تحسين طرائق التدريس المعتمدة على مؤشرات الأداء، وقياس النتائـج، وتقييم الآثـار، والاستخدام الأمثـل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من منطلق تعزيز وحدات التخطيط التربوي، وإعداد البرامج والمناهج، والمتابعة والتقييم، والأدلة والخرائـط المدرسية، واعتماد الحكامة الجيّـدة في التسييـر الإداري والمالي والمهني للمؤسسات التعليمية.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية هي رؤية الإيسيسكو الجديدة إلى التربية الجيّـدة، اجتمع فيها العنصران الرئيسَان الجدة والجودة، موضحاً أنها بمثابة خريطة طريق نحو ضمان الحكامة الرشيدة من النواحي كافة، التي تعزّز التطوير التربوي والتقدم التعليمي اللذين هما الأساس المتين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة المستدامة.
وذكر المدير العام للإسيسيسكو أن الحركة الفاعلة والمؤثرة لتطوير العمل الإسلامي المشترك في هذه المجالات الحيويةً والأقوى تأثيراً في إنماء المجتمعات والنهوض بها، قد انطلقت مع هذا المؤتمر، لافتاً إلى أن الأفكار البانية والاقتراحات الوجيهة والتحليلات العميقة التي طرحت في المائدة الوزارية المستديرة التي نظمت في اليوم الأول للمؤتمر حول المقاربات الاستراتيجية لتطوير التنمية والعيش المشترك، تعـدُّ إطاراً عاماً للعمل الكبير الذي نحن بصدد إنجازه، وأن العروض التي قدمت حول جهود الدول الأعضاء لتطوير التربية، قد ساهمت في تقديم تصوّرات عامة حول الواقع التربوي في العالم الإسلامي الذي صممنا العزم بتوفيق الله تعالى، على مواصلة الإسهام في تطويره وتجديد مضامينه.
>> وبيَّـن أن مشروع إعلان تونس حول تفعيل الأدوار التربوية للشباب لترسيخ قيم التسامح المشترك، الذي اعتمده المؤتمر، يَـتَـكَامَـل في مضامينه العميقة التي تأسس عليها، وفي الآفاق الواسعة التي يفتحها أمامنا، مع إعلان تونس حول تعزيز العمل التربوي الإسلامي المشترك، في أهدافه التي رسمها، وفي امتداداته التي استشرفها، خصوصاً في البند السابع عشر منه، الذي يدعو إلى تحصين الشباب ضد النزوع إلى العنف والتطرف، من خلال تمكينهم من التأهيل التربوي المناسب لتطلعاتهم ولأدوارهم الجديدة في التنمية، ومن المعارف والمهارات الكفيلة بالحدّ من البطالة في صفوفهم وتيسير ولوجهم سوق العمل، واندماجهم في مجتمع المعرفة، وتحفيزهم للمساهمة في تنمية مجتمعاتهم.
وأكد أن هذه النتائج المهمّة التي أسفر عنها المؤتمر الموقر، جاءت متكاملةًً ومنسجمةً تصبُّ جميعُها في تحقيق أهداف استراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي.
وقال الدكتور عبد العزيز التويجري إنَّ نجاح المؤتمر هو إضافةٌ مهمة لما حققته الايسيسكو من نجاحات في مجالات اختصاصها، شاكراً أعضاء المؤتمر على الدعم الذي قدموه للإيسيسكو باعتمادهم القرارات التي وصفها بالبالغة الأهمية والعالية القيمة، داعياً إياهم إلى أن يسعوا لدى حكومات بلدانهم، من أجل العمل باستراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي، وبذل الجهود وتضافرها في سبيل تعزيز العمل التربوي الإسلامي المشترك.