وداعاً "أبو المجد" مطرب الأغنية اللبنانية ملحم بركات | صحيفة السفير

وداعاً "أبو المجد" مطرب الأغنية اللبنانية ملحم بركات

أحد, 30/10/2016 - 11:04

رحل عن عالمنا المطرب اللبنانى الملقب بـ”أبو المجد” ملحم بركات، مغني وملحن لبناني.. يعتبر من أشهر المطربين والملحنين اللبنانيين والعرب، تأثر بفن الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، ولد في قرية كفرشيما، وينتمي إلى طائفة الروم الأرثوذكس.
موهبته

ورث “ملحم بركات” حب الفن والموسيقى من والده الذي مارس الفن كهواية وتعلم منه العزف على العود، حيث كان يدندن وسط أصدقاؤه في البلدة حتى أُطلق علية لقب “مطرب الضيعة”.

ظهرت موهبته منذ كان في المدرسة، ففى إحدى الاحتفالات المدرسية، قام بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليومية وقام بغنائها، وكان هذا اللحن نشيدا للمدرسة.. والتحق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، وقام باختباره رواد الفن اللبناني الكبار، وقالوا عنه أنه موهبة لا مثيل لها لما يمتلكه من طبقات صوت عالية ذات مواصفات جيدة.

كان ملحم يستمتع بالغناء من جهة لعبد الوهاب، وأغاني أم كلثوم من جهة أخرى. اشتهر منذ صباه كمغنّ في بلدته، حتّى طُلب منه مرّة الغناء والعزف بين فصلَي مسرحية “جنفياف” التي كانت تُعرض في البلدة، فلفت انتباه الموسيقي حليم الرومي، الذي كان يسكن كفرشيما، فأثنى على موهبته وشجّعه.
وفي مطلع شبابه طلب ملحم من والده أن يسمح له بدراسة الموسيقى، فكان جواب الأب: “هناك عبد الوهاب في الساحة وتريد أن تصبح فنانًا؟!” ومع ذلك ترك ملحم المدرسة وكان في السادسة عشر من عمره، وقرر الالتحاق بالمعهد الوطني للموسيقى، فانتسب إليه دون معرفة أبيه، وكان يخبئ كتب المعهد في كيس ورقي أو تحت صخرة يخفيها أمام مدخل منزله، إلى أن اكتشف والده الأمر، وتقبله نظرًا لإصرار ابنه وموهبته الواعدة.

درس ملحم النظريات الموسيقيّة والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود مدّة أربع سنوات في المعهد الوطني للموسيقى (الكونسرفاتوار)، وكان من بين أساتذته، سليم الحلو وزكي ناصيف وتوفيق الباشا. ولكنه ما لبث أن ترك المعهد قبل إتمام دراسته فنصحه “فيلمون وهبي” بالتوجه إلي مسرح الرحابنة وهناك تعرف على الفنان “عصام رجي” الذي ساعده في الانضمام إلى فرقة الأخوين رحباني حيث شارك بالغناء في عدد من المسرحيات الغنائية.

زواجه
تزوج “ملحم بركات” عده مرات منها السيدة “سعاد فغالي” شقيقة المطربة صباح، والسيدة “رندا عازار” التي أنجب منها أولاده “مجد – وعد – غنوه”، كما تزوج من السيدة “مي حريري” التي أنجبت له ولد يدعي “ملحم جنيور”.
أعمالة 
كانت أغنية «الله كريم» بداية انطلاقته التي كتبها له الراحل توفيق بركات ولحنها له جاره الراحل أيضاً فيلمون وهبي والتي رسمت أولى بدايات ملحم الفنية، وكانت بداية مهمة لأن صوته كان ممتلئ وكامل والبعض كان يتوقع أن وديع الصافي هو الذي يغني الله كريم . إلا انه لم يقتنع بأغنية واحدة وعندما طالبهما بأغنية ثانية وكانت الأغنية الرائعة “سافر يا هوا” كلمات مصطفي محمود والحان فيلمون وهبي، وبعدها تعرف إلى مارون نصر وقدم له أغنية «يا أسمر» بعد أن دفع له مبلغ 32 ليرة لبنانية مقابل الحصول عليها. يومها طلب المبلغ من والده فوافقه رغم انه لم يكن يشجعه على الغناء. 
في الثانية والعشرين من عمره اشترك في الغناء مع فرقة الرحابنة في عدد من مسرحياتهم الغنائية وقام ببطولة مسرحية “الربيع السابع”، وبدأ مسيرته التلحينيّة لعدد كبير من المطربين، نذكر منهم: وديع الصافي، صباح، سميرة توفيق، ماجدة الرومي، وليد توفيق، بسكال صقر، ربيع الخولي، أحمد دوغان، ميشلين خليفة، إلخ. وكانت أولى ألحانه، “بلغي كل مواعيدي” (ثنائي بينه وبين جورجيت صايغ)، ثم ألحان مسرحية “حلوة كتير” للمطربة صباح، ومن بينها: “المجوز ألله يزيدو”، و”صادفني كحيل العين”، و”ليش لهلق سهرانين”..
كان أول عمل مسرحي قام ببطولته هو مسرحية بعنوان “الأميرة زمرد”، ومن ثمّ “الربيع السابع” و”ومشيت بطريقي”، كما خاض تجربة التمثيل السينمائي من خلال دور البطولة في فيلم “حبي لا يموت” مع النجمة “هلا عون”.
يعتبر الشاعر نزار فرنسيس توأم روحه، فهو كتب له معظم كلمات أغانيه. وإذا ما تطلب الأمر تعديل بعض هذه الكلمات فهو لا يتوانى عن القيام بذلك بكل طيبة خاطر من اجل عيني ملحم، كما حصل مثلاً في أغنية «جيت بوقتك» عندما قرر ملحم أن تحل كلمة «فرفح» مكان كلمة «فرَّح»، وكان له ما أراد، خصوصاً أن هذه الكلمة تذكره بابنه ملحم جونيور فهو كان يقول له دائماً: «بابا عندما اشاهدك على شاشة التلفزيون “بفرفح قلبي”.

وفاته  
توفى ملحم بركات عن عمر يناهز 71 عاما في 28 أكتوبر 2016, في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، لبنانK بعد صراع مع مرض السرطان.
وقال الشاعر نزار فرنسيس المقرب من الفنان الراحل لوكالة فرانس برس “أن الموسيقار ملحم بركات توفي عند الثالثة بعد ظهر الجمعة في غرفة العناية الفائقة في مستشفى اوتيل ديو” في بيروت.
ويعتبر الفنان “ملحم بركات” مجددًا في الأغنية العربية واللبنانية وأحد أبرز رواد الجيل القديم، إذ قدّم نماذج من الأغنية العربية الجديدة منذ ثمانينيات القرن الماضي.