استفزاز عسكري صيني لتايوان | صحيفة السفير

استفزاز عسكري صيني لتايوان

أربعاء, 11/01/2017 - 16:57

دخلت حاملة الطائرات الصينية الوحيدة مضيق تايوان، فيما يعتبر استعراض قوة يكتسب رمزية كبرى، بينما شددت تايوان على ضرورة عدم "الذعر" والحفاظ على الهدوء مع تصاعد التوتر حول الوضع الدبلوماسي للجزيرة.
وكانت بكين قد كثفت مناوراتها العسكرية قرب الجزيرة في الأسابيع الماضية على خلفية استيائها من الاتصال الهاتفي للتهنئة بين رئيسة تايوان تساي انغ ون والرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وتوقف تساي أيضا في الولايات المتحدة خلال رحلة لها، حيث تعتبر الصين تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها. والولايات المتحدة هي الحليف الأقوى للجزيرة وأبرز مزود لها بالأسلحة رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما منذ الاعتراف ببكين في 1979.
 
وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية ان "لياوونينغ"، حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها بكين، لم تدخل المياه الإقليمية التايوانية ولكنها أبحرت داخل منطقة الدفاع الجوية التايوانية، وردت الصين بالقول إنه "امر طبيعي" أن تمر حاملة الطائرات لياوونينغ عبر ممر مياه دولية في إطار مناوراتها.
 
وأشار نائب وزير الخارجية الصيني ليو زينمين إلى أن البحرية الصينية ببضعة تدريبات في المياه القريبة ومناطق بحرية أخرى، في كل سنة وفي هذا الفصل، وأنها مناورات تهدف للتدريب.
 
الجيش التايواني أرسل، مساء يوم الثلاثاء، مقاتلات اف-16 لرصد مسار الحاملة، وفق وسائل إعلام الجزيرة، بينما لم تؤكد الوزارة في بيانها هذه المعلومة، ولكنها أكدت أن الجيش يراقب الوضع وسيتصرف بحسب الضرورة، ودعت شعب تايوان للتحلي بالهدوء.
وأوضح المتحدث باسم المكتب الرئاسي التايواني اليكس هوانغ أن الرئيسة تساي التي تزور حاليا اميركا الوسطى كانت تصدر الاوامر بانتظام لفريق الامن القومي ووزارة الدفاع عبر الهاتف.
 
وقد اعتبر خبراء المناورات التي تقوم بها حاملة الطائرات "لياوونينغ" السوفياتية الصنع، "رمزية" ولا تشكل تهديدا عسكريا فعليا.
ويأتي إبحار الحاملة في مضيق تايوان بعيد توقف رئيسة تايوان تساي انغ-وين في الولايات المتحدة حيث التقت السناتور الجمهوري تيد كروز في اجتماع اثار "احتجاجا شديدا" من جانب الصين، وإثر اللقاء الذي جرى، يوم الأحد، في هيوستن في ولاية تكساس أثناء توقف تساي في طريقها إلى اميركا الوسطى، قال كروز الذي خسر أمام الرئيس المنتخب دونالد تامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، أنه بحث مع رئيسة تايوان في مبيعات الأسلحة والتبادلات الدبلوماسية والعلاقات الاقتصادية.
 
وكانت بكين طلبت من واشنطن منع طائرة تساي من عبور الأجواء الاميركية في طريق الذهاب والعودة الى اميركا الوسطى، ذلك إن رئيسة تايوان تواجه انتقادات متزايدة من بكين منذ توليها منصبها في ايار/مايو لأنها رفضت الاعتراف بان تايوان تشكل جزءا من "الصين الواحدة"، وخفضت بكين كل الاتصالات الرسمية مع تايبه فيما تراجع عدد السياح مع ثني السلطات الصينية رعاياها عن السفر الى الجزيرة، وقالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية المعروفة بنهجها القومي ان بكين "مستعدة تماما" لقطع علاقاتها مع الولايات المتحدة في حال تخلى ترامب عن سياسة "الصين الواحدة".
 
وأثار ترامب غضب الصين، عندما قبل اتصالا هاتفيا من تساي لتهنئته بانتخابه، مخالفا بذلك تقاليد البيت الأبيض الذي تخلى عن التواصل مباشرة مع زعماء تايوان التي تعتبرها الصين جزءا منها، لكن الرئيس الأمريكي المنتخب استبعد لقاء تساي قائلا انه سيكون "من غير اللائق نوعا ما" ان يلتقي أيا كان قبل تسلم منصبه في 20 كانون الثاني/يناير.
 
ومن الجدير بالذكر أن الصين لم تتخل، يوما، عن امكانية استخدام القوة لفرض سيادتها على الجزيرة الي انفصلت سياسيا عن البر الصيني في 1949.