ماذا لو فازت مرشحة اليمين المتشدد بالرئاسة الفرنسية؟ | صحيفة السفير

ماذا لو فازت مرشحة اليمين المتشدد بالرئاسة الفرنسية؟

ثلاثاء, 11/04/2017 - 14:52

ما العمل إن فازت مرشحة اليمين المتشدد الفرنسي بالرئاسة؟ قبل أسبوعين على موعد الاستحقاق يشغل هذا السؤال أذهان الناخبين المعارضين بالكامل لليمين المتشدد، في حين تتوقع استطلاعات الرأي تأهل مارين لوبن للدورة الثانية.
فرغم توقع هزيمة رئيسة حزب الجبهة الوطنية الرافض للهجرة والاتحاد الاوروبي، في الدورة الثانية للاستحقاق في 7 أيار/مايو أيا كان خصمها، تبقى الاحتمالات مفتوحة بشأن لوبن التي تريد “إعادة ترتيب شؤون فرنسا”، خصوصا بعد مفاجأتي انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي (بريكست) وانتخاب دونالد ترامب رئيسا في الولايات المتحدة. هذا ناهيك عن أن حوالى ثلث الناخبين لم يحسموا خيارهم حتى الساعة.
ومنذ اشهر تتوالى في وسائل الإعلام والصحف والمكتبات الفرنسية المقالات والأعمال التي تتخيل تبعات رئاسة خاضعة لحزب الجبهة الوطنية الذي شهدت أفكاره انتشارا لا يمكن نكرانه في فرنسا في السنوات الأخيرة.
وهذا “خطر ملموس″ بحسب ماتيو كرواساندو مدير أسبوعية “لوبسرفاتور” التي خصصت ملفا في آذار/مارس عن “سيناريو الأيام المئة الأولى الأسود” في ولاية خمسية لمارين لوبن.
اما عالم الثقافة فيشهد تعبئة مكثفة.
وكتب حوالى مئة فنان بينهم الممثلتان جان مورو وليا سيدو هذا الاسبوع ان “الجبهة الوطنية على أبواب السلطة. لذلك ندعو الى التصدي لمارين لوبن (باسم) حرية الفكر والابداع″.
كما أكد البعض أنهم سيختارون المنفى، على غرار الاميركيين المناهضين لترامب الذين تغريهم المغادرة الى كندا.
وكتب الفكاهي غي بيدوس (82 عاما) الناشط اليساري في كتابه الأخير “تحسبا، سأستعد للرحيل إلى كيبيك”، وقال لوكالة فرانس برس “أشعر بنفور مطلق حيال عائلة لوبن”.
اما الفرنسي الموريسي جان ماري غوستاف لوكليزيو الحائز على نوبل الاداب فأعلن في 2015 أنه سيتخلى عن جوازه الفرنسي إن تربعت لوبن على كرسي الرئاسة.
وأكد آخرون انهم سينظمون مقاومة، بما فيها في الوظيفة العامة.
– “ناقوس الخطر” –
أعلن السفير الفرنسي في اليابان تييري دانا انه “سيتحفظ عن أي مهمة دبلوماسية” ضمن هذا الاحتمال، رافضا خدمة دولة تحمل لواء الجبهة الوطنية. وأكد في مقالة نشرت في اذار/مارس ان “فرنسا سخية، وانتم تريدون تحويلها الى دكان منغلق على ذاته”.
كذلك يواجه الجسم التعليمي المعضلة نفسها.
وقال فرنسوا دوربير أحد مؤلفي قصة الرسوم المصورة “الرئيسة” التي تتخيل فرنسا تحت حكم الجبهة الوطنية “اعتبارا من الغد سيترتب علي بصفتي استاذا للعلوم التربوية طرح السؤال التالي +كيف نمارس التعليم (…) في فرنسا لوبن؟+”.
واكد الاستاذ المجاز في التاريخ لوكالة فرانس برس “بالنسبة الي المسألة محسومة، احترم التصويت الديموقراطي لكنني أقاوم خطوة بخطوة اي إجراء مناقض لقوانين فرنسا”، ذاكرا سعي لوبن إلى فرض “فترة انتظار” من عامين قبل السماح للأجانب الاستفادة من مجانية الدراسة.
واضاف “سيصبح ممكنا بدء حركة مقاومة، ليس على المستوى الأخلاقي فحسب، بل امام القضاء أيضا. فالمتصدون لدونالد ترامب لا يقتصرون على ناشطين من اليسار المتشدد بل في صفوفهم قضاة”. ونقضت محاكم أميركية مرسومين مثيرين للجدل حول الهجرة اصدرهما ترامب لمنع دخول اللاجئين والرعايا الوافدين من ستة بلدان مسلمة.
كذلك قال رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ديمتريس خريستوبولوس المدافع عن حقوق المهاجرين والمقيم بين فرنسا واليونان ان “رئاسة لوبن ستنطوي على هزيمة سياسية لحقوق الانسان، لكننا سنواصل النضال”. وأضاف في حديث مع وكالة فرانس برس ان “هذه المعركة الايديولوجية ستصبح أولوية وجودية لمجتمعاتنا”.
واكد مدير التحرير في صحيفة ليبراسيون اليسارية لوران جوفران “سندق ناقوس الخطر” في حال انتخاب لوبن.
فمنذ انتخاب ترامب رئيسا “أطلقت الصحافة الأميركية حركة مقاومة في مواجهة الرئيس الجديد. إنهم متيقظون جدا ويناضلون خطوة بخطوة (…) سنفعل المثل هنا”، على ما اضاف.
“لكن الفاشية لن تسود بين ليلة وضحاها” على ما اكد جوفران. فإقرار القوانين “يتطلب أكثرية في الجمعية الوطنية، لذلك ستبدأ المعركة التالية على الفور بهدف تفادي فوز الجبهة الوطنية بالأكثرية اللازمة لتنفيذ برنامجها” واحداث “حالة مساكنة”.

 

AFP