خطوة مغربية صحيحة.. | صحيفة السفير

خطوة مغربية صحيحة..

اثنين, 03/07/2017 - 12:33

تعيين المملكة المغربية لسفير لها في نواكشوط والترحيب الرسمي الموريتاني به يعتبران نقطة ضوء مهمة في العلاقات البينية داخل الفضاء المغاربي والساحة العربية التي يسودها ظرف حالك من التمزق والإنهاك مرشح في أي لحظة أن يفيض في جميع الاتجاهات، ومن خلال أسوء السيناريوهات المتداولة بين السياسيين والإستراتيجيين، وإن كانت جميعها سيناريوهات وليدة المتخيل الغربي وخادمة لمصالح دوله ومجتمعاته ومؤسسات نهبه التي تعتبر مصالحها الآنية والمستقبلية هي وحدها ما يحدد أفق قيمها وفكرها وثقافتها وعلاقتها بالآخرين.
هذه الخطوة الرسمية الإيجابية جاءت في زمن يطبق عليه التشاؤم والإحباط من كل ما يصدر من النظام الرسمي العربي، وينبغي العمل على جعلها بداية لتشجيع بروز إرادة شعبية متبادلة قائمة على الاختيار الحر، والرؤية المسؤولة للضغط على الحكومات المغاربية جميعا في اتجاه تعزيز التعاون والتضامن فيما بينها، ولو في حدوده الدنيا، واستغلال ما تحظى به دول الاتحاد في هذه الفترة من تاريخ المجتمع العربي من ثروات كبيرة في الوعي وما تختزنه من عنفوان حزبي وسياسي وما يزخر به شبابه ومجتمعاته المدنية من حيوية و تفيض به نخبه من انفتاح على قضايا العصر.. واستغلال كل ذلك للمساعدة للدفع بالتعاون والاندماج أو بتعبير أكثر دقة الدفاع عن الوجود وأسباب الوجود التي هي في الواقع تحسين البنية الانتاجية للأقطار و إسعاد ورفاهية المواطنين داخل فضاء للتعاون يؤسس تدريجيا لما يضمن استعادة كرامتهم المغدورة بالفقر والتخلف وغياب الحريات والقهر النفسي ويضع لبنات الإطار المرجعي الذي يحدد به المغاربيون علاقتهم بالعالم، وعلاقتهم فيما بينهم وحل مشاكلهم الكثيرة وفي مقدمتها مشكلة الصحراء وما انجر عنها من أزمات في الحدود البينية وتوتر دائم وتنافس محتدم بين أكبر دولتين في الاتحاد .
يجب ان تدرك المملكة المغربية أن تعاونها مع الشمال على أهميته لا يساوي من الناحية الاستراتيجة اهمية تعاونها مع حدودها الجنوبية، وأن التاريخ تؤكد وقائعه أن اللحظات التي اتجهت فيها جنوبا هي الأزمنة التي وضعتها في مصاف الامبراطوريات بمنطق ذلك الزمن ووسائله، كما هو حال دولة السعديين وغيرها من الدول والممالك...كما يجب في الوقت نفسه أن تدرك موريتانيا أن أهمية حدودها الجنوبية وما تنفتح عليه من فرص واحتمالات مهما بدت مغرية فلن تكون بحجم أهمية حدودها الشمالية، وأن حركة فاتحيها الأوائل شمالا بدأت مع عبد الله بن ياسين ويوسف بن تاشفين وهي التي وحدت بمنطق ذالك الزمن ووسائله منطقة المغرب العربي ومعها مناطق واسعة من غرب القارة الإفريقية وهي التي استجابت صولتها المعروفة لصريخ الأندلس وقررت عبور البحر بعد سقوط طليطله وعدوان ألفونسو السادس.
وسائل الزمن اليوم في التوحد والاندماج في الجانب الرسمي ليست شيئا آخر غير التعاون بين الحكومات واستخدام القوة الناعمة والمساعدة على تشبيك العلاقات بين مختلف مكونات مجتمعات الدول وقواعدها الشعبية لتكون هي مصدر الدفع الى التوحد والتكامل وممارسة نضالهما بوسائلها المختلفة.. نضال ينبغي أن يكون هدفه الاسمى هو تحقيق حلم استراتيجي يسمى اتحاد المغرب العربي، حلم مهما بدت العوائق امامه والإخفاقات في إنجازه تلاحق حكومات دوله لا ينبغي أن نقبل التنازل عنه.

 

افتتاحية حزب الصواب: الاثنين 03 يوليو 2017