بين قضية الجنوب والحوثية | صحيفة السفير

بين قضية الجنوب والحوثية

ثلاثاء, 04/09/2018 - 13:20
صالح بن عبدالله السليمان

اعلم ان ما أقوله لن يعجب الكثير، ولكني آليت على نفسي ان لا أقول الا ما اعلم انه الحق، لان الحق سيظهر وان طالت المدة  وبعدت المسافة.

قرأت في تويتر عن حراك بعض الاخوة من جنوب اليمن ولا اشك ان من بينهم الكثير من الذباب الإلكتروني المعادي للتحالف العربي الذي يعمل على إعادة الحكم الشرعي في اليمن حسب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 والذي صدر تحت البند السابع فغردت بما أرى انه تنبيه لأخوتنا الذين يطالبون منذ سنين بإعادة احياء دولتهم في الجنوب والتخلص من الوحدة الموجودة مع اليمن الشمالي وانهاء الجمهورية العربية اليمنية ويصبح جمهورية في الشمال وجمهورية في الجنوب.

لا اعترض على هذه المطالبات فهي الحقوق كما يراها مؤيدوها.

لكن السؤال هو، لماذا "الآن" تظهر هذه المطالبات؟ لماذا يريدون تنفيذها فورا. بل ويريدون الغاء " الشرعية اليمنية"؟

لماذا اختيرت هذه الفترة ليقوم بعض اليمنيين الجنوبين بزعزعة الأمن في الجنوب اليمني في عدن وسيئون وغيرها؟

لماذا في هذه الفترة وقد مضى الجزء الأكبر من القتال اليمني الحوثي وتخلصت أجزاء عديده من اليمن سيطرة مليشيات الحوثي وبقيت معه المدن الرئيسية فقط؟

لماذا الان وقد حررت أجزاء كبيرة من مران مسقط راس الحوثي؟

لماذا يقوم بعض ممن يقول انه ينتسب للحراك الجنوبي بما حاولت " القاعدة" القيام به من زعزعة الامن في المناطق المحررة وأثبات ان الشرعية والتحالف بدوله لا يستطيعون بسط الامن في مناطقهم؟

لماذا نرى تقارير مصورة عن الحراك الجنوبي وعمليات زعزعة الامن في مناطق الشرعية في القنوات المؤيدة للحوثي مثل الجزيرة والمسيرة والعالم والمنار وبلقيس والجديدة والميادين، تقارير ليست مصورة بالهاتف بل بكمرات (HD) ؟

أسئلة كثيرة تطرأ على كل عاقل يري ويتابع،

والاجابة الوحيدة لهذه التساؤلات هي ان ما يجري يأخذ دفعة قوية وتحريك من خلايا حوثية او متحوثة.

نشرت التغريدات لتنبيه العاقل من اخوتنا اليمنين الجنوبين وتنبيهم بان يأخذوا حذرهم. وبان ما يجري يخدم الحوثي أكثر مما ينفعهم، وان أي حراك في هذا الوقت هو مساعدة للحوثي وضد ما يطالبون به.

وانهم بهذا الحراك يستخدمون كمطية للحوثي ومن يؤيده.

انهالت علىّ التعليقات وأكثرها سب وشتم وتقريح بعضها يتهمني باني " اخونج" ولا اعلم كيف وصلوا لهذا (عبقرية ما بعدها عبقرية في تحليل ما اكتب وما أقول)، ولا تنسى الاتهام بالسرورية وغيرها من الاتهامات والأخر بالشتم البذيء وهذه عادة اعرفها من الذباب الالكتروني منذ ان كتبت مقالاتي ضد القذافي والفساد في بعض مراكز القوى.

لنعد الى الحراك الجنوبي.

انا لست مع/ضد الحراك الجنوبي، ولكني ضد الفساد والإهمال الذي عانى منه اخوتنا في الجنوب العربي، واكاد أقول ان تعامل على عبدالله صالح وشرذمته مع الجنوب العربي ينافي ابسط قواعد الإنسانية.

انا مع كل من يطالب بتطهير الشرعية من الفساد الظاهر البيّن المستشري في اوصاله، وتغيير الفاسدين من المسئولين في الشرعية،

أنا مع توفير الحد الأدنى من وسائل العيش الشريف للأخوة في الجنوب، من طعام وماء ووسائل عيش بالحد المناسب لظروف الحرب القائمة.

أرسل لي المحتجون على تغريداتي صور من الجنوب لشوارع وحارات قذره، ولكن هذه الصور عليهم لا لهم، فمن رمي تلك المخلفات؟ لماذا لا يقوم أبناء كل حي او شارع بنظافة حيهم؟ هل ينتظرون من دولة تقاتل عدو شرس القيام بالنظافة نيابة عنهم؟

المشاركة مهمة جدا في هذا الموضوع والعيب الأكبر يقع على المجتمع وان كان لا يخلي مسئولية الحكومة الا ان الحكومة لها عذر فما هو عذر المجتمع؟

أرسل لي المحتجون صور أطفال جياع، وان المساعدات التي ترسلها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت تسرق ولا توزع على المحتاجين. هذا موضوع يمكن حله ليس بزعزعة الامن ولكن بالتواصل مع الدول المانحة، واهلنها في جنوب اليمن لهم الكثير من الأقارب والأصدقاء ممن يعمل ويقيم في دول التحالف لحل مشكلة المساعدات، وهذا الحل الأسرع والأفضل.

يشتكي الاخوة الذين أرسلوا لي من تدهور قيمة الريال اليمني الى مستويات متدنية، وارد: التدني على اليمن كله شماله وجنوبه وليس الجنوب وحده والحوثي هو المسئول الأول عن هذا التدهور وليست الشرعية التي تحاول جاهدة للحفاظ على قيمة الريال اليمني، أي ان المسئول عنه هو الحوثي الذي يمدون له يد المساعدة في حراكهم هذا. والشرعية حاولت جاهدة حل هذه المشكلة وما زيادة الرواتب ب 30% والتي أعلن عنها فخامة الرئيس منصور هادي الا جزء مما نراه والذي لا نراه أكثر.

يشتكي من ارسل لي من سيطرة الإخوان المسلمين واتباع على عبدالله صالح على الشرعية, وأقول تمايزت ردة فعل قادة واتباع حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي من الاحتلال الحوثي الإيراني لليمن, فالأكثرية نابذته ووقفت ضده, وبعضهم وقف معه, ولا يجوز ان نأخذ المحسن بجريرة المسيء, فها هي توكل كرمان هربت الى تركيا معقل الاخوان المسلمين وقناتها بلقيس أصبحت قناة للحوثي وغيرهم نبذ الاحتلال الحوثي وموجود في دول الخليج, ودول الخليج لها من قوة المخابرات والاستخبارات ما تجعلهم يعرفون هل هو مع او ضد الحوثي, فلا يجوز اتهام اشخاص بالخيانة الا بأدلة واضحة بينة. وعند تحرر اليمن بإذن الله يمكن محاسبة أي شخص عن الجرائم التي قام بها بقضاء يمني عادل.

الخلاصة

حقوق اليمينيين سواء جنوب او شمال حقوق مقدسة لا غبار عليهم في المطالبة بها، ولكن يجب ان لا تكون المطالبة بها بغير الطريق الذي تتحقق به، ومطالبتهم به اليوم بطرق تؤدي الى زعزعة الامن هو خدمة لعدوهم وليس هم، فبإزالة الشرعية لن تكون للتحالف الغطاء القانوني للحرب ضد الحوثي، وستقسم اليمن بين الحوثي والجنوبي وسيكون صراع شمالي جنوبي ولن يحمد عقباه، وان كان السذج من هنا او هناك يستحضر الشجاعة والبطولة، ولكن هي قولة زهير بن ابي سلمى

وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم..... وما هو عنها بالحديث المرجم

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة.......وتضر إذا ضريتموها فتضرم

فتعرككم عرك الرحى بثفالها ......وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم

فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ........ كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم

يجب على الجنوب تحديد مطالبه الانية المستعجلة مثل الطعام والدواء والتواصل مع الدول المانحة مباشرة وتحديد الاحتياج.

المطالبة بالدولة الجنوبية مطلب عادل ولكن هذا ليس وقته او موعده. فبعد التخلص من الحوثي سيكون هنالك فترة انتقالية يمكن للحراك الجنوبي التحرك والمطالبة والاعلان ولكن ليس الان وليس اليوم.

من يزعزع الامن في عدن او سيئون او غيرها من المناطق المحررة يقف في خندق واحد مع إيران والحوثي، ويستعمل مطالب محقة في غرض لن يوصله لمطالبه.

إيران وكل عدو للإسلام وللعروبة تتمنى ان تكون منطقة اليمن جنوبه وشمالة منطقة حرب وغير مستقرة وان يحترق فيها الشيخ والمرأة والطفل حتى تمد سيطرتها عليه. وحينها لن يجد الجنوبي او الشمالي المأوى والسقف والوجبة، وانظروا الى العراق وسوريا ولكم فيها دليل بل وانظروا الى إيران نفسها. ذلك الأخطبوط الذي مد ذراعه ولكن لا تعطوا لهذا الذراع الاستقواء والسيطرة، حينها ستقول لكم يداك اوكتا وفوك نفخ، وفي الصيف ضيعت اللبن