قرار حظر التجوّل وإن كان خطوة مهمة اخرى في إطار الجهود التي تقوم بها السلطات من أجل حصر وباء "كورونا" الخطير، لكنه عطل مصالح غالبية ذوي الدخل المحدود وأخذ نصف يومهم بدون سابق إنذار.
هنالك العشرات بل المئات من معيلي ومعيلات الأسر يزاولون اعمالهم ليلاً، (بائعات الكسكس، و بائعي الرصيد المتجولين،.. ) ويمارسون مهنهم الى غاية ساعات الفجر الأولى ولن يكون قرار الحظر سوى بمثابة الحكم عليهم بالسجن ولأطفالهم بالجوع والمرض..
لا شك أن السلطات تعمل ليل نهار على تأمين المواطنين والحفاظ على السكينة، لكن بالمقابل لا يعقلُ أن لا تصاحب تلك الجهود تدخلات اجتماعية تعينُ الأسر وقت الأزمات وتخفف عليهم من اعباء الحياة الصعبة.
كان إعلان بعض رجال الاعمال عن تقديم تبرعات سخية لصالح السلطات الصحية، عملاً نبيلاً يستحق الإشادة والتنويه وهي مبالغ ستساهم دون شك، في توفير ما يلزم لمجابهة هذا الوباء العضال، في حين يمكن أن يستغلّ بعضها على شكل إعانات لصالح الفقراء والأسر الضعيفة التي تقطنُ في الاحياء المهمشة والمناطق النائية.