النائب السابق في الجمعية الوطنية، الاستاذ محمد فال ولد عيسى، هو أحد الاطر البارزين في المجتمع المدني ومقاطعة مقطع لحجار بالخصوص،.. دخل البرلمان في تشريعيات 2013 وكانت له آراء مهمة ومداخلات جريئة تحت قبة البرلمان.
وفي مسعاها الى إنارة الرأي العام حول القضايا الوطنية الهامة، اجرت جريدة السفير في عددها الصادر اليوم الخميس 15/04/2020، مقابلة مع النائب محمد فال تحدث فيها عن تموقعه السياسي، واستقرائه للمستقبل السياسي للبد.
وفي مايلي نص المقابلة:
ما تقييمكم لأداء حكومة المهندس اسماعيل ولد الشيخ سيديا؟
في البداية شكرا على إتاحة الفرصة، وهنيئا ليومية السفير العريقة، بالعودة إلى الساحة الإعلامية؛
في اعتقادي أن حكومة المهندس اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، تعمل بشكل جدًي بل واعتبرها من بين أحسن الحكومات التي تولت إدارة الشأن العام، وتجلي ذلك من خلال الخطط والبرامج الطموحة التي قامت وتقوم بإعدادها لحد الساعة،.. فالجميع لاحظ الأمر واضحا من خلال البرنامج الاستعجالي التي تنفذه الحكومة حاليا بهدف للحد من انتشار جائحة "كورونا" من جهة و مساعدة المواطنين على الانعكاسات السلبية للجائحة من جهة أخري.
هل تعتقدون أن حزب الاتحاد من اجل الجمهورية بتشكلته الجديدة قادر على مواكبة برنامج "تعهداتي" وهل ترون تقصيرا في أدائه خصوصا بعد جائحة كورونا؟
باعتقادي أن الحزب بتشكيلته الحالية غير قادر علي مواكبة برنامج تعهداتي، التي تبناه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ونال ثقة غالبية الموريتانيين، ومع ذلك يجب إنصافه لأنه لن يستطيع أن يساهم في المجهود الوطني بأكثر مما يملك، وهنا أشير إلى أنه ساهم على قدر استطاعته وإمكاناته..
فالحزب للأسف يعاني مشكلات عميقة، فمنذ انتسابي إلى الحزب في نهاية مأموريتي البرلمانية قبل عامين، ساهمت بشكل شفاف و معتبر في حملة الانتساب التي تم التلاعب بها كما يعلم الجميع، ومن ثم تحكمت فيه شخصيات اعتبارية وزراء ومسؤولين كبار، وهم من أشرفوا على تحضير المؤتمر العادي الثاني للحزب الذي تمخضت عنه التشكلة الجديدة .
وعلى كل حال فأنا شخصيا ادعم السيد الرئيس محمد ولد الغزواني وبرنامجه الانتخابي، ومن هذا المنطلق سأواصل دعمي لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية، باعتباره الجناح السياسي للرئيس، على الرغم من أنني لا أجد ذاتي فيه وليس لي فيه أي مركز أو صفة باستثناء العضوية التي أشرت إليها من قبل.
باعتباركم احد رموز المجتمع المدني، هل لعبتم دوركم فيما يتعلق بحملات التحسيس والتوعية حول فيروس كورونا، وأي دور لمنظمتكم في هذا الصدد؟
فعلا كما ذكرتم اعتبر نفسي أحد الفاعلين في المجتمع المدني من خلال جمعية أهلية أرأسها منذ سنوات.. هذه الجمعية لعبت و ما تزال تعلب دورا كبيرا في مجال التحسيس والتوعية على المواضيع التي تمس الوطن و المواطن، فيما يتعلق بسبل الوقاية وكذا العون الإنساني المتاح.
وهنا اذكر على سبيل المثال عمل التحسيس والتعبئة الواسع الذي قمنا به منذ ظهور كورونا، بالطرق المناسبة والملائمة لهذا الفيروس الذي اجتاح العالم دون رحمة وبسرعة مخيفة، بالإضافة إلي توزيع أكثر من 625 سلة غذائية على المحتاجين في ولايات: انواكشوط، لبراكنة و كوركول.
برأيكم هل نجحت الاجراءات الاحترازية التي قامت بها الحكومة، وكيف انعكست على وقف انتشار الفيروس؟
اعتقد أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية والهادفة إلى محاربة ومنع انتشار الجائحة نجحت بدرجة لا تصدق على الرغم من عامليْ المفاجأة وضعف الوسائل أصلا.. وكانت موريتانيا سباقة لأخذ احتياطاتها وأتباع سلسلة قرارات مهمة وحاسمة، مثل إغلاق أماكن التجمعات والمحلات التجارية وحظر التجوال؛ وهي كلها أمور تساعد علي التقليل من التلاقي بين المواطنين وبالتالي الحد من انتشار الوباء.
وفيما يخص عملية الحجر الصحي على كل القادمين من الخارج والمشتبه فيهم والتكفل بهم طيلة فترة الحجر، كانت كلها إجراءات سليمة وناجعة.
ينضاف أيضا لما سبق إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية والتحكم قدر المستطاع في الدخول والخروج، وهي كلها إجراءات أساسية ومهمة واتخذتها السلطات العمومية في الوقت المناسب.
ولأنه كان لتلك الإجراءات انعكاسات على الاحوال المعيشية للمواطنين، خاصة المواطن الضعيف وصاحب الدخل المحدود بادرت السلطات إلي وضع خطة استعجالية لمساعدة المتضررين من خلال توزيعات معتبرة للمؤن الغذائية .
ولله الحمد والمنة فقد ساعدت هذه الإجراءات في وقف انتشار الجائحة بين المواطنين إلى حد الساعة، وأنتم تعلمون أن عدد الإصابات لم يتجاوز سبعة أشخاص من بينهم حالة وفاة واحدة واثنتين تماثلتا للشفاء، في حين يتلقى الاربعة الآخرين العلاج في ظروف جيدة.
وهنا أشيد بإنشاء وتجهيز جناح خاص بهذا الوباء بقدرة 20 سرير، وهو إجراء يذكر فيشكر لوزارة الصحة، بقي أن نلتزم كمواطنين بإجراءات الحظر وأن نلتزم بيوتنا إلى أن يمنً الله علينا بإختفاء هذا الوباء ويحفظ بلادنا من كل سوء.
ماذا يمثل لكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وبم تصفون العشرية التي حكم فيها البلد؟
الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز هو رئيس سابق للجمهورية الإسلامية الموريتانية نجح في أشياء واخفق في أخرى.
ما لا أتقاسمه مع البعض بخصوصه، علي الرغم من أنني ظلمت في عهده علي أيدي بعض معاونيه وهم لا يزالون للأسف الشديد في الواجهة، هو انه جاء لجمع وتكديس المال ونهب خيرات الشعب فهذا أمر بالنسبة لي غير صحيح البتة،.. لقد أنجز عديد المشاريع الخدمية الهامة التي لا يمكن بحال من الأحوال تجاهلها (طرق، مستشفيات، حرية الفضاء السمعي البصري وحرية الصحافة، حوانيت أمل.....)
ماذا تنتظرون من المأمورية الاولى للرئيس غزواني، وهل تعتقدون أنه قادر على الوفاء بتعداته؟
انتظر الى المأمورية الأولي للرئيس غزواني بالكثير من التفاؤل والأمل بتصحيح الإخفاقات التي حصلت في عهد سلفه، في أن يضع سكة قطار التنمية كما ينبغي بادئا بإنصاف المظلومين والمهمشين والمحرومين من هذا الشعب الموريتاني العظيم وأن يتجه نحو الزراعة فبها نؤمن لشعبنا قوته اليومي وبالتالي نضمن أمننا الغذائي واكتفائنا الذاتي..
وأن يضع أيضا خططا وطنية خاصة بالصيد والاقتصاد البحري ويقوم بتأميم الشركات العاملة في الصيد والتي تستنزف خيراتنا دون أن تكون لها مردودية علي الشعب الفقير المحتاج.
بخصوص اللجنة البرلمانية المكلفة بملفات العشرية، ماذا عن شرعيتها أولاً، وهل هي قادرة على فضح الفساد ومحاسبة المفسدين؟
هي لجنة شرعية بكل المقاييس، واتبعت في إنشاءها جميع القوانين الخاصة بالجمعية التي تخول إنشاء اللجان البرلمانية، لا جدال في ذلك..، أي فريق برلماني يريد أن يحقق في أي ملفات محددة له كامل الحق في ذلك،
وعن قدرتها، فهي تملك القدرة التامة على إبراز الحقيقة في كل الملفات التي أسندت لها المساطر القانونية، لكنها بالمقابل ليست جهة قضائية، دورها هو المسائلة أما البت في تلك الملفات فهو من اختصاص القضاء، وعلى الجميع أن يدرك بأنها ليست لجنة "محاسبة".
حاوره: سيدي محمد صمب باي