لقد تابعنا في وسائل الاعلام الوطنية بكل اندهاش تلك الخرجة الاعلامية المفاجئة التى نظمتها بعض الشخصيات ،ذات الأجندات المعروفة ،لإعلان موقفها إثر عملية التصدي لبعض المهربين الذين حاولو اختراق قرار إغلاق الحدود المقام به في إطار محا ربة كورونا والتي أدت للأسف الشديد إلى مقتل المواطن عباس جالو في مقاطعة امباني بولاية لبراكنه. وقد حصل الحادث المذكور ليلا، وفي ظروف ميدانية جد معقدة، أثناء تأدية الجيش الوطني لمهمة غاية في الصعوبة والأهمية إذ تتمثل في تأمين حدودنا من عمليات التهريب ومنع التسلل الا مشروع للأفراد وذلك في وقت تواجه فيه البلاد كارثة انتشار فيروس كورونا التي عجزت ارقي دول العالم واكثرها تطورا عن مواجهتها إلا من خلال تعاون الشعوب مع حكوماتها والتطبيق الصارم لكافة الإجراءات الاحترازية التي تقررها تلك الحكومات.
ان ظروفا كهذه تجعل كل وطني غيور على مصلحة بلده ملزما باحترام الإجراءات الإحترازية وحث الجميع على التقيد بها وبأن يبتعد كل البعد عن كل ما من شانه تهديد السلم الاهلي وتفكيك اللحمة الاجتماعية في هذا الظرف الدولي والوطني الحساس والخطير. وليس الوقت الآن مناسبا للإستغلال السياسوي أو لتسجيل مواقف أو خدمة أجندات ضيقة من شأنها أن تضعف الجبهة الوطنية الداخلية أو تشوش على معنويات أفراد قواتنا المسلحة وهم يقدمون أروع دروس التضحية من أجلنا جميعا بوقوفهم في الخطوط الأمامية في الحرب على كورونا.
اننا في منتدى الفاعلين غير الحكوميين بموريتانيا نترحم على روح المواطن عباس جالو ونتمنى له الجنة والغفران ولأسرته الصبر والسلوان كما نسجل بارتياح ما قامت به القوات المسلحة من تعزية و مواساة لذوي الضحية وما بادرت به الجهات المختصة بغية التحقيق في حيثيات الحادث المؤسف طبقا للقانون الموريتاني وللنصوص المعمول بها في هذا المجال.كما نطالب بتحييد الجيش كمؤسسة مكلفة بالسهر على استقرار وامن كل الموريتانيين عن التجاذبات السياسية والابتعاد عن كلما من شأنه أن يثير النعرات أو يمس بالوحدة الوطنية المقدسة ونعتبر من جهة أخرى أن الأمر يتعلق بشأن داخلي بحت وأن المنظومة الموريتانية القانونية والحقوقية جديرة بالتكفل بملف الحادث المؤسف الآنف الذكر.
اننا نمر اليوم بظروف غاية في الحساسية والتعقيد وهو ما يفرض علينا جميعا ان يشد كل منا على يد الاخر حتي نتجاوز هذه المحنة المحدقة.
نواكشوط 31 /05/2020
رئيس منتدى الفاعلين غير الحكوميين: محمدو ولد سيدي