التداعيًات النًفسية لفيروس "كورنا" على الموريتانيين (تقرير) | صحيفة السفير

التداعيًات النًفسية لفيروس "كورنا" على الموريتانيين (تقرير)

خميس, 04/06/2020 - 17:21

تداعيات نفسية خلفها الحديث عن انتشار فيروس غامض وقاتل بين سكان العالم بدء انتشاره من الصين، أنباء تلقفها الموريتانيون بمستوي كبير من الاستهتار وتارة من التكذيب المبطن بجهل عالم لا يرى بالعين المجردة، هو عالم الفيروسات والوبائية التي من بينها فيروس ( كوف 2 المسبب المسبب بدوره لمرض كوفيد 19 ).

وازدادت التداعيات النفسية بعد الحديث عن تسجيل حالات في دول المغرب والعربي  وزادت أكثر عندما سجلت حالات مؤكدة من الفيروس في دول الجوار القريب من موريتانيا، لتبلغ ذروتها بعد تسجيل أول حالة في موريتانيا منتصف شهر مارس الماضي وما أعقبها من حالات مؤكدة و حتى وفيات ارتفع معدلها في بعض الأحيان على حالات التعافي..!

اليوم وبعد تسجيل حصيلة معتبرة من الوفيات والإصابات المؤكدة رغم اتخاذ السلطات لجملة من الإجراءات الاحترازية استبقت ظهور الفيروس، يزداد مستوي التداعيات النفسية للمصابين إصابات مؤكدة ؛ كما يزداد بالنسبة لغيرهم من الذين يُفترض بأنهم سليمين ...

التباعد الاجتماعي  والحظر ... ونفسية المواطن

شكلت خطط الحكومة لمجابهة جائحة كورنا وما صاحبها من قرارات تتعلق بحظر التجوال وفرض التباعد الاجتماعي وإغلاق الحدود في وجه المواطنين العائدين وكذا المتسللين ؛ كل ذلك مثًل بعبعا مخيفا كان له بالغ الأثر في نفوس المواطنين اللذين تأثر أغلبهم بما آلت إليه وضعيتهم الاقتصادية ودورتهم الإنتاجية وما زاد مستوي المخاوف المتعلقة بدخل المواطن وقوته اليومي وكذا التخطيط لمستقبل مشاريعه المستقبلية وتطويرها ...

إن فكرة التباعد الاجتماعي فكرة مربكة بالنسبة للمجتمع الموريتاني المفتوح أصلا أمام الزوار والأقرباء والذي يتميز بمستوى كبير من التكافل الاجتماعي .

التباعد الاجتماعي هو ببساطة تجنُّب التجمعات والاتصال الوثيق بالآخرين. ويعتبره الخبراء في مجال الصحة أمرًا بالغ الأهمية لإبطاء وتيرة انتشار الفيروس، وتفادي إرهاق نظم الرعاية الصحية، وربما حمايتها من الانهيار في حالة ارتفاع عدد الحالات ...

التواصل الإلكتروني بدل التواصل الإجتماعي!

 بعد أن شكلت وسائط التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة مؤشرا سلبيا علي فكرة التواصل الاجتماعي حيث بات جميع أفراد الأسرة الواحدة منهمكون في شاشات هواتفهم ما غيب فكرة الحديث والحوار ( شد لخبار ) بين أفراد العائلة وكذا أفراد المجتمع .

لكنها اليوم باتت بديلا بعد  إقرار ضرورة التباعد الاجتماعي لمجابهة تفشي فيروس كورونا ؛ ضرورة ولدت مستوي من التداعيات النفسية ( الإحباط ) و ( الملل ) بسبب التفكير في نهاية محتملة للوباء وعودة الحياة إلي سابق عهدها .

لقد " سارع العديد من الباحثين لدراسة الأمر من جميع جوانبه، خاصةً فيما يتعلق بدراسة الاضطرابات التي يمكن أن يُحدثها ذلك الفيروس وتأثيراتها على حياتنا اليومية، ومن ذلك التأثيرات الاجتماعية والنفسية وكيفية التخفيف من الآثار السلبية لذلك.

وهنالك العديد من التساؤلات تحتاج إلى إجابات شافية على وجه السرعة ذاتها التي يعتمدها هذا الفيروس الغريب الخفي في اجتياز الحواجز الدولية وجميع الدفاعات البشرية. ومن ذلك: هل من دور حقيقي لأنماط التواصل الإلكتروني التي تجتاح كل مكان في العالم الآن في هذه المعركة غير المتكافئة؟ وهل يمكن للتكنولوجيا المساعدة على تعويض بعض سلبيات التباعد الاجتماعي؟"

فكرة التعايش مع الفيروس (هروب نفسي إلى الأمام)..

بعد ما يزيد علي 3 أشهر ومتابعة الحالة الوبائية في البلاد وفي دول الجوار باتت فكرة التعايش مع الحالة الوبائية ( الجائحة ) واردة في ظل انهيار المنظومات الصحية العالمية وتأخر مراكز البحث العلمية عن توفير عقار ناجع للفيروس، وكذلك ظهور أكثر من 80 في مائة من المصابين  بدون أعراض حادة بل وبدون أعراض نهائيا في بعض الأحيان ؛ وتخفيف عديد الدول من إجراءات الحظر والإغلاق  كل ذلك جعل فكرة التعايش مع الفيروس واردة، بل ضرورية في ظل الوضع الاقتصادي والنفسي .

نصائح للتحكم في مشاعر القلق والتوتر بسبب انتشار الفيروس:

ينصح عديد النفسيين والسلوكيين خلال هذه الفترة بوصفة يجب التحلي بها من أجل التقليل من التداعيات النفسية لانتشار جائحة "كورونا" وما خلفته من موجات رعب وجودية ونفسية تعيدنا للتفكير في الخوف من انقراض الجنس البشري وهي :

ـ التقليل من التعرض للأخبار السلبية، التي قد تؤدي إلى زيادة الإحساس بالهلع.

 ـ وضع حد أقصى لمعرفة الأخبار عن تطور الفيروس، وليكن 30 دقيقة في اليوم كمثال.

ـ ضرورة الاستمرار في الحفاظ على الروتين اليومي، مثل الاستيقاظ في الموعد نفسه.

ـ  محاولة الفصل بين الالتزامات العائلية والتزامات العمل في أثناء العمل في المنزل.

ـ محاولة تعلُّم هوايات جديدة أو خلق روتين جديد حتى انتهاء هذه الفترة، أو أداء بعض المهمات المؤجلة.

ـ اختيار الانحياز إلى التفاؤل، بالرغم من الوضع الحالي.

ـ الالتفات إلى قيمة اللحظة الحالية وإلى قيمة الصحة.

ـ محاولة البُعد عن الأشخاص السلبيين والبعد عن مصادر التوتر.

ـ مساعدة الآخرين، والخروج خارج الذات.

ـ من الممكن تسجيل مقاطع من الفيديو مع أفراد العائلة والتحدث عن كيفية مواجهة العائلة لهذه الأزمة، فمثل هذه الطرق تعطي الإنسان نوعًا من التحكم والأمل.

ـ طلب المساعدة من الآخرين، سواء من المقربين أو طلب المساعدة النفسية من خلال العلاج السلوكي أو المعرفي، ومن الممكن أن يتم ذلك عبر الإنترنت، خاصةً مع توافر وسائل التواصل من خلال الفيديو.

ـ التعبير عن مشاعر الغضب أو الآلام النفسية والتحدث عنها؛ لأن الكبت قد يؤدي إلى الاكتئاب أو زيادة الأمراض النفسية التي قد لا تظهر آثارها الآن.

ـ ممارسة تمارين التأمل من خلال تطبيقات الموبايل أو ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية في المنزل.

 

 من عدد "السفير" رقم 1164 الصادر الاربعاء 3 يونيو 2020