أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بانفعالات غير لائقة وهجمات تمييزية بغيضة وشاملة ضد السياسيين وقادة الرأي وأعضاء الحكومة وحتى الموريتانيين العاديين. وتبرز هذه الأراجيف من خلال صفحات الفيس بوك ومجموعات الواتساب وبعض مصادر الاتصال الأخرى، حيث يتبادل البيضان والزنوج الموريتانيون والحراطين الشتائم والانفعالات العاطفية المهينة ويسعى كل مواطن ليفرض رأيه وأفكاره ورؤاه من جانب واحد ليشكك في كل شيء ودون تقديم أي بديل.
إنني أطلق هذه الصرخة من أعماق قلبي كردة فعل على ما تنشره هذه الشبكات التي لا تنفك عن توجيه الشتائم في كل اتجاه للأشخاص العاديين والأطر والموظفين وقادة الرأي، الذين يعملون جاهدين لتعبيد طريق المصالحة الوطنية والعدالة والمساواة في موريتانيا.
إنه من الأهمية بمكان أن تعرف أنه لا يمكن بناء موريتانيا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي تعكس أحيانًا جنون بعض الأفراد وعواطفهم المريضة. كم طالعتنا هذه الشبكات برسائل صوتية تتحكم فيها العاطفة وتتعمد الإهانة والتجريح دون أي عقلانية أو برهان، فتتعاطاها مجموعات الواتساب عبر موريتانيا وبين الجاليات في الخارج ومن جميع المكونات المجتمعة الموريتانية.
وعلى الرغم من الانتقادات البغيضة الموجهة لبعض السياسيين في صفوف المعارضة وداخل دوائر السلطة، فثمة قادة رأي من جميع المكونات الوطنية يواصلون العمل من أجل غد أفضل ولتتقدم موريتانيا بشكل إيجابي وتتخلص من ماضيها الحزين.
ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة تدشين حملة عشواء رخيصة، تتميز بالعنصرية البغيضة ضجت بها هذه الشبكات واستهدفت الدكتور محمد سالم ولد مرزوك وزير الداخلية واللامركزية. تلك الشخصية الوطنية المشهود لها بعمق المعرفة والخبرة والانفتاح وقبول الاختلاف والتسامح وهي صفات تشكل أساسا لتكوين هذه الشخصية.
لقد ترك الدكتور مرزوك أثرا عميقا في نفوس معظم الطلاب الذين التقوا به في جامعة نواكشوط في الفترة ما بين عامي 1986 و2002.
وهذا العيار من الشخصيات يعتبر عنصر مصالحة أساسي، تحتاجه موريتانيا في هذه المرحلة، كما يحتاجه المواطن العادي وكذلك الحكومة من أجل ترسيخ السلم والوئام والوحدة الوطنية. إنها شخصية تتمتع بنفوذ في كل مكونات المجتمع الموريتاني من بيضان وحراطين و بولار وسونينكي وولوف.
وإذا كنا اليوم جادين في وضع سياسة تقدمية ونسعى إلى تغيير واقعنا وتطوير وطننا نحو الأفضل، فإنه لا بد لنا من الاعتماد على شخصيات مثل الدكتور مرزوك لتساهم في إحداث التغيير المنشود في هذا البلد نظرا لماضيه المشرف وعمق تجاربه وما يقدمه الآن من أعمال ويضعه من برامج ويظهره من انفتاح دون تمييز أو إيثار لطبقة دون أخرى. ولن نتمكن من تطبيق سياسة كهذه إلا من خلال بعض أطرنا الوطنية وأعضاء الحكومة والزعماء السياسيين وقادة الرأي.
إن الفرصة متاحة لنا لتطوير نشاطات سياسية ستكون الأكبر والأكثر ديناميكية في تاريخ موريتانيا السياسي، بالاستفادة من مهارات جميع إفراد مكونات النسيج الوطني المستعدين للحوار من أجل موريتانيا أفضل.
إن المواطن المخلص هو من يحب بلده ويتشبث بكل المكونات الوطنية ويسعى لأن يلعب دوراً في بناء وطننا والدفاع عن القيم التي نتقاسمها جميعاً مثل الانفتاح وصهر الجهود والوئام والإنصاف، بعيدا عن سوء الظن والعواطف المريضة والأنانية. و يجدر بنا رفع مستوى الوعي وتعبئة المواطنين الموريتانيين حول قيم المصالحة الوطنية من خلال تجنب حملات الكراهية هذه والتمييز ضد مسؤولي الدولة الموريتانية الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل موريتانيا أفضل.
ومن دون شك فإن الدكتور ولد مرزوك يعتبر نموذجا للزعيم الموريتاني الذي استطاع أن يتعالى على الانتماءات الطائفية والعرقية ويسعى بجد للمساهمة في بناء موريتانيا الغد المزدهرة.