تعمل وسائل الإعلام الحكومية والخاصة والمدونون على القيام بحملات توعية واسعة ضد فيروس (كورونا) تستهدف عموم المواطنين.
بيد أن فئة الصم لم تحظ بتوعية مناسبة باستثناء ما تتابعه من النشرة الرئيسية على شاشة "الموريتانية" من خلال ترجمة له بلغة الإشارة.
نقص الظروف المناسبة لتوعية هذه الفئة هو ما جعل خبير لغة الإشارة والأمين العام السابق لمنتدى الصم "أعل الشيخ ولد بيدي" يقوم بتقديم معلومات فورية وسريعة عن جائحة (كوفيدـ 19) لشريحة واسعة من الصم في موريتانيا بحسب ما أوضحه في مقابلة مع "الشعب".
في منزله يمتلك "ولد بيدي" استديوها صغيرا يضم أدوات تصوير ومونتاج؛ يقوم من خلاله بتسجيل ومضات تحسيس عن فيروس كورونا وأهمية النظافة والتباعد الجسدي، كما يشرح أسباب انتقال العدوى وطرق الوقاية.
ينتظر الخبير ولد بيدي المؤتمر الصحفي المسائي لمدير الصحة "ولد الزحاف" للحصول على المعلومات الرسمية من مصادرها، خاصة وأن هذه الفئة معرضة كثيرا للشائعات .
بعد التسجيل وعملية المونتاج يرسل المادة عبر منصات التواصل وقائمة الواتساب المخزنة على هاتفه من ذوي الإعاقة السمعية الذين لا يمتلك معظمهم معلومات عن هذا المرض.
وأكد أن المساهمة في التوعية بهذه الجائحة واجب وطني، خاصة بالنسبة لشريحة الصم حيث تغيب المستجدات والتفاصيل عن خطورة الفيروس
وأشار إلى أنه يحث متابعيه على البقاء في المنازل وتوخي الحيطة اللازمة للنجاة ووضع الكمامات وعدم المصافحة والحذر من ملامسة الأسطح.
تقدر منظمة (ستار كي) الأمريكية المهتمة بشريحة الصم وضعاف السمع في إحصائية حديثة أن عددهم بموريتانيا يقدر بـ (2500 شخص)
ضيفنا أستاذ في لغة الإشارة متخرج من جامعة في جنوب إفريقيا ضمن اختصاص "علوم التربية"
حاصل على دورات في دول عديدة ضمن مجالات تخصص الإشارة بدول عديدة منها المغرب وقطر وجنوب أفريقيا..
وله مهارات في المعلوماتية والتصوير الفوتوغرافي وساهم في إعداد القاموس الإشاري لدول العالم الإسلامي في دولة قطر.
يعيش حياة اجتماعية سعيدة وله منزل عامر بأهله.
توحي صورته بأنه صبور وذكي وطموح وصارم، قسمات وجهه ترسم لوحة تفاؤل وتشي بكياسة العارف .
يتقن ( 3 لغات)عالمية هي العربية والانجليزية والفرنسية ويضيف لها لغة الإشارة .
يقولون: "الإعاقة طاقة كامنة" وهو ما يجد مصادقه في واقع ضيفنا حيث لم تمنعه إعاقته من الدراسة والتخرج والعمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير: محمد ولد سيدناعمر