ألتمس العذر من الشعب الموريتاني في التعليق على موضوع تناولته وسائل التواصل الإجتماعي، قيل إنه منقول عن وكالة (وكيليكس موريتانيا) يستهدف شريحة لحراطين ويرميها بوجود علاقة بينها وبين إسرائيل ، وأنها تعتمد على الموساد الإسرائيلي وتحاول السيطرة على الحكم بالسلاح... وهي أمور لايمكن أن يصدقها العقل ولا يتقبلها من يعرف هذه الشريحة جيدا، وتاريخ نضالها السلمي الذي تحلى به قادة حركاتها وسارت عليه الأجيال من بعدهم، والذي لايمكن أن يقاس بنضال أية حركة أخرى في موريتاتيا مهما كانت فكرا وطبيعة- مع الاحترام التام لها - .
ولا أود من خلال تناول هذا الموضوع التغلقل في الشرائحية، أو إثارة النعرات، ولا حتى رد اعتبارات معنوية لي شخصيا، أما غيري فهو في غنى عن ذلك.
لذلك سأستخدم الضمير (نحن) في ثلاث مناسبات :
أما (نحن) الأولى فأتحدث فيها بإسم شريحة لحراطين المخلصين لوطنهم، والفخورين بالإنتماء إليه. وهم أوفياء المجتمع الموريتاني وحبل مشيمته الذي يتغذى من خلاله، وعلى عاتقنا تقع المحافظة عليه وعلى كيانه، وعلينا ان لانسقط تصرفات مجتمعات أخرى لها طببعتها ونمط حياتها على مجتمعنا المسلم، كما علينا أن لا نربط بعض الأحداث العنصرية بواقعنا الذي يتطلب منا اليقظة ووضع الأمور في نصابها.
أما (نحن) الثانية فأتحدث فيها باسم البيظان عموما كمجتمع واحد مسلم، لا فرق فيه بين أبيض وأسود إلا بالتقوى.
وكشريان الأمان لهذا الشعب الأبي، نحافظ على وحدته وكيانه ونصونه من الإختلالات والنعرات التي يحاول أصحابها زرع التفرقة ونشر الكراهية بين صفوفه.
كما علينا أن لا نصدق إشاعات واتهامات ذات طابع وفكر استعماريين، يسعى أصحابها الى تطبيق سياسة فرق تسد. وأن لا نأخذ أية شريحة أو فئة من المجتمع المويتاني، ولا نحاسبها بما يفعله أو يقوله الخارجون عن فكرها ونضالها السلمي.
أما (نحن) الأخيرة، فنعني بها نحن( الموريتانيون )حملة كتاب الله وسدنة الثقافة العربية والإفريقية، وأصحاب الأخلاق العالية ومرتع العلم والكرم، ونحن من يؤمن بضرورة تكاتف الجهود من أجل بناء وطن موحد يقوم على ركائز وأسس متينة، وذلك بالسعي الجاد الى إعطاء كل ذي حق حقه، والنهوض بالدولة الموريتانية بالمساواة والعدالة بين مختلف اجناسها.
وإذا ما نظرنا الى استخدامات (نحن) فسنجد أنها لم تخرج عن نطاق الدولة والمجتمع والمحافظة عليهما، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون...( .نحن)