تنفرد الْيَوْم السلطات الرسمية لدولة فرنسا من بين جميع سلطات دول العالم بالإساءة الوقحة العلنية لمليار ونصف مسلم، من بينهم سبعة ملايين من حاملي جنسيتها، غير مكترثة بالمعطى الحقوقي ولا السياسي ولا الثقافي التعددي الذي تنتظم في سياقاته الْيَوْم كل المجتمعات المتعددة والمختلفة، وتحت قوانينه المزعومة تُحرم فرنسا نفسها التشكيك في كلما له علاقة بما تسميه( المحرقة) وتاريخ اصحابها المحشو برماد جرائم القتل والحرق المتواصل في فلسطين السليبة، والمجدول تاريخيا باحتقار وتسفيه عقائد الامم قاطبة ومنظوماتها التفكيرية .
ما كانت فرنسا الدولة لتقوم بجريمتها الرسمية الدنيئة وتعلق الرسوم المسيئة على مباني الدولة العامة ويواصل رئيسها فحيح لغته الكريهة اتجاه الاسلام والمسلمين لو لم تكن على يقين أن منتجات رونو وبيجو وزيوت توتال و الف والعطور والأزياء الباريزية وأدوات الزينة ستواصل تصدرها المحلات التجارية وأسواق التداول في اغلب بلاد المسلمين وان الواجهات الرسمية والتجارية لبعض هذه الدول ستواصل ( ترصيع) واجهاتها بلغة هذه الدولة ويباهي مسؤولها بعضهم بعضا بالرطانة بكلماتها في خطبهم ومكاتباتهم الرسمية.
ما كانت لتسيئ على هذا النحو الرسمي الوقح لو كانت لديها ذرة شك ان أنظمة دول المليار ونصف مسلم يمتلك واحد منها ذرة من بقايا الشعور باهمية الدفاع عن الجناب ونصرة نبينا صلى الله عليه وسلم والحفاظ على العزة والكرامة والبعد عن الخنوع وتبخيس الذات، ما كان لفرنسا الدولة ان تقوم بهذا الفعل الدنيئ لو لم تشاهد النظام الرسمي العربي وخلفه العالم الاسلامي يتسابق للتطبيع مع مغتصب ارض العرب ومقدسات المسلمين، ويلوذ رؤساؤه وأمراؤه بأخذ صور المذلة جنبا الى جنب مع معتوه البيت الأبيض الذي تحدى مشاعر العالم العربي والاسلامي ونقل عاصمته لإحدى مدن المسلمين المقدسة المحتلة التي يحتلها الصهاينة ولا تعترف بها حتى دولة بلفور .
ما كان لموظف راتشيلد المساهمة في قيام الكيان الصهيوني، ماكرون القذر ان يقوم باستثماره الانتخابي بين اليمين الفرنسي المتطرف لو كان يخشى مجرد صدور بيان او تنديد رسمي واحد، احرى ان يخاف أقل رد فعل مناسب على هذه الجريمة وهو المقاطعة الرسمية لفرنسا من دولة واحدة من دول العالم الاسلامي الغنية الكثيرة، لأن ذلك يعني إغلاق اهم الأسواق التجارية امام بلده وتهديده بالكساد اثناء ازمةً عالمية حادة.
من اساء الى المسلمين الْيَوْم هو انظمتهم الرسمية وحدها هي انظمتهم الجاثمة الفاقدة للشرعية والمشروعية و تبحث عن العطف والحماية من مصدر الخطر الاول على المسلمين، ماكرون واترامب والكيان الصهيوني.
___________________________________
حزب الصواب: افتتاحية السبت 24/102020