من غير المنطقي أن تعبثَ ثلّة من القوم في مصير أمة وبلد بأكمله، وأن يتحكموا في مفاصل الدولة ويضيعوا الوقت على رئيس لقيّ ما لقيه من إجماع وطني وعلقَ عليه شعبه كل الآمال، قبل أن يؤكد هو نفسه بأن الأمور تحت السيطرة.
بالعكس فخامة الرئيس غزواني، فالأمور خرجت عن السيطرة، وعليك أن تفيق من سُباتك فمن حولك خلايا نائمة عبثت بمكتسباتك في لمح البصر، تحرّك واشرعَ فوراً في قلبِ الطاولة عليهم كي تتدارك مافات قبل فوات الأوان؛
إنهم يعملون على تسفيه جهود الدولة و التشويش عليها والمساس حتى بسيادتها، فمن وزعوا نتائج مسابقة الباكالويا قبل إعلانها رسمياً ومن سربوا مواد شهادة "كونكور" ما زالوا يسرحون ويمرحون دون عقاب، رغم التعرّف عليهم بالأسماء والصفات...!
البلد يعيشُ ركودا اقتصاديا غير مسبوق، ورجال الاعمال ساهموا في ضرب السوق وتجميد السيولة المالية، فهم اليوم ما بين مُراوغ فضّل الإنزواء، ومُتهم بالضلوع في ملفات فسّاد هرّب امواله إلى الخارج وجلس في انتظار ما سيؤول إليه "تحقيق" لا يبشرُ بحسم بُعبعِ ولد عبد العزيز وبقية الجماعة التي أتت في غضون سنوات قليلة على الأخضر واليابس..
فخامة الرئيس؛ مضى أكثر عام على إمساككم بزمام الأمور، لم يتغيّر شيء، الوجوه هي نفسها، البطالة كما هي و الفقر والحرمان والتهميش ما يزال كعادته يصول ويجول بين مختلف مكونات المجتمع، فبغضّ النظر عن كورونا وما سببته من مشاكل بنيويّة، فقد شابَ تسيير الحكومة لتلك الجائحة الكثير من الفضائح وانكشفت أقنعة البعض، من خلال الصفقات المشبوهة والإدارة الساذجة في بعض القطاعات.
صاحب الفخامة؛ بطانة السوء هي اكثر ما يضرٌ الأنظمة، وتهميش الكفاءات هو أساس أنهيار الأمم، فحاول أن تصحح الوضعيّة وتعيد الأمور إلى نصابها، فالبلد أمانة في عنقك ولا تسمح لأولئك بتضيّيع أمانتك.