نتألَّم لِما يقاسيه اليومَ شعبُنا الموريتانيُّ من ظروف معيشية ونفسية صعبة، وما تعانيه الدولة من ضعف وارتباك، زاد من حاجتنا إلى إصلاح سياسي ومبادرات وطنية أصيلة.
فزيادةً على التردٍّي الفظيع لسائر الخدمات العمومية، من تعليم وصحة ونقل واتصالات وماء وكهرباء، وتزايدِ البطالة وهجرةِ الشباب والكفاءات، وضعفِ القوة الشرائية وارتفاعِ الأسعار، ها هو الفساد يتمدد أفقيا، وأهلُه يتقلَّبون في المناصب العليا، فضلا عن ظاهرة "كوفيد بيزنس" المَقيتة.
النظامُ القائم وشركاؤُه لا يرسلون أي إشارة للتغيير، ولم يُقَدِّموا - حتى الآن - حلولا جدية أو رؤيةً مستقبليةً واضحة. بل إنهم لا يعترفون بالأزمة أصلا.
ضميرُ الشَّعب مرهونٌ لدى موالاةٍ فاقدةِ الإرادة، ومعارضةٍ يتراجع أداؤها، وتعرف تحوُّلا جِيليًّا لم تُحَضِّر له جيدا. والحوارُ بين الفئتين محصورٌ في مشاركة هذا وتنازل ذاك، ولا أحدَ يعلق عليه أملا.
لقد أُقحِم المجتمعُ والدولةُ والجيشُ، قبل ثلاثين سنة، في صَنْعَةٍ ديمقراطية مُشوَّهة، ونظامٍ دستوري أرعنَ، ومفاهيمَ وأشكالٍ سياسية رديئة، أتت على الإدارة والاقتصاد والقانون والقيم.
ولم تزَل خيباتُ الأمل والإحباطاتُ السياسيةُ تتوالى وتفعل أفاعيلَها برجال الدولة والنُخَب والشباب وتُبعدُهم عن الشأن العام والتأثيرِ فيه. وهذا هو المصدر الأول لقلقنا، وتلك الفئات هي، بعينها، رهانُنا.
لذلك ندعوهم، وكافةَ الموريتانيين، إلى تلبية النداء ومشاركتِنا هذا الطرحَ السياسيَ الجديد.
إن في التاريخ دائما، وفي أحلك أوقاته، سُلَّمًا تصاعُدِيًّا ينبغي البحثُ عنه والصعود معه. والأمورُ ميسَّرةٌ اليومَ أكثر من ذي قبل. وفي موريتانيا من قابلية الإصلاح والتطوير، وفي أبنائها من الكفاءة والمسؤولية والشجاعة ما لا يُخفيه إلا الجمودُ والقنوط. فهل نريد دولة؟
لقد استطعنا - خلال نَظَرنا في الحالة الوطنية الراهنة - أن نقف على ثلاثة مطالب كبرى:
- سلطة قوية منظمة؛
- مشاركة فعالة للمجتمع وقواه الحية؛
- إيجاد الضمانات الكفيلة بإجراء انتخابات متكافئة بعيدة عن تأثير الدولة والمال العام؛
نواكشوط يوم الأربعاء 8 سبتمبر 2021م.
أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا
[email protected]
عبد الله ولد أحمد ولد المنير
[email protected]
الشيخ ولد سيدي ولد حننا
[email protected]