كانت هذه الحقبة هي بداية الفترة الذهبية بالنسبة للنظام حيث خطا خطوات هامة على طريق التنمية الاقتصادية بإنجاز مشاريع أسهمت في تعزيز مكانته السياسية شملت البنوك والتأمين والأشغال العامة وبعض الصناعات الخفيفة وإنشاء بعض الشركات العاملة في مجالات الصيد والزراعة وغيرها لاسيما بعد أن أخذ يمد جسور التقارب مع المعارضة الجديدة تمهيدا لضمها في إطار الحزب اقتداء بتجربته السابقة.
وتكريسا للنهج هذا جرى تنظيم تجمع عام لأهم الفعاليات السياسية تمخض عنه دخول مجموعة من الأطر المطالبين بالتغيير في الحكومة، وتزامن ذلك مع مراجعة العلاقة مع فرنسا سبيلا إلى توطيد التقارب الجديد مع المعارضة.
لعل العامل الحاسم وراء نجاحات الرئيس المختار في تلك الفترة هو ما تحقق من مكاسب عملت فعلا على تعزيز الاستقلال والسيادة الوطنية ومن تلك المكاسب ذات الأثر الإيجابي ظهور عملة وطنية وتأميم "ميفرما" التي ظلت خاضعة لسيطرة رأس المال الفرنسي حتى سنة 1974م.
لقد توجت هذه الإنجازات عملية مصالحة مع التيار اليساري من خلال المؤتمر الذي عقده الحزب في الفترة ما بين 15-20 من أغسطس 1975 وهو المؤتمر الذي دعي بـ"مؤتمر التوضيح" وأعرب فيه زعماء الكادحين عن نيتهم على الانضمام إلى حزب الشعب وهو ما تحقق فعلا وأدى إلى دخول مجموعة من عناصرهم في الحكومة والبرلمان.