بيان: تعود علينا، هذه الأيام، الذكرى السابعة و العشرون و الأربعمائة و الألف لحجة الوداع آخر حجة قام بها رسول الهجرة و الرحمة صلى الله عليه و آله و سلم. و هي الحجة التي علم فيها الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله سلم للناس مناسك حجهم و ألقى في المسلمين خطبته الوصية التي تعرضت لكبريات الحقوق و حددت الحرمات و أوصت بالمستضعفين خيرا.
تمر علينا الذكرى المجيدة و أمتنا تتعرض لمختلف انتهاكات الحقوق و الحرمات التي حرم نبي الرحمة في خطبة حجة وداعه و كل الفئات المستضعفة من نساء و أجراء يتعرضون للمنع من حقوقهم الأساسية في بلاد كثيرة خصوصا في أرض الحرمين الشريفين التي تحاول الأسرة السعودية الملعونة منذ قرابة ما يزيد على قرنين من تحريف حج المسلمين عن مقصده في تحقيق العبودية المطلقة لله و الإعداد النفسي و البدني للانتقال الروحي و مغادرة عوائد الأرض وروابط الطين لتحل محلها التقاليد الإبراهيمية المؤسسة للحج كمسار توحيدي يدور حول الكعبة بيت الله و يقف على صعيد واحد في عرفات حيث تتمازج الأجناس و اللغات و الطبقات و تذوب الفوارق في مسيرة التوبة ثم يقوم برمي الجمرات رمز الفتنة و الشياطين و الإغواء و الصد عن سبيل الله وابتغاء سبل المفسدين و المضلين.
و نحن في التجمع الموريتاني للدفاع عن القدس و دعم محور المقاومة البراق لا يمكن ألا نكون على مستوى الأحداث التي تمر بها اليوم الأمة في واحد من أحلك ظروفها بسبب بغي و انحطاط و تغول بعض "الأعراب" الذين يتطاولون في البنيان و يتبجحون بنعم النفط و المال و المكانة لدى مستكبري العالم و الملأ المترفين ليذيقوا الأمة و قواها الحية من مقاومة و ممانعة صنوف الحروب و أنواع التنكيل و تدبير المكائد و إشاعة الفتنة الطائفية و المذهبية و النفخ في أبواق الدعاية و التضليل و التزوير كما مارس ذلك السحرة في العهد الفرعوني. و في هذا المقام نشير لماما إلى المسائل التالية:
• إن قضية الحج و العمرة و حراسة الأماكن المقدسة أهم و أقدس و أنبل من أن تفوض إلى عاجزين و متخاذلين برهن التاريخ البعيد و القريب و الحالي على أنهم أضعف من بيت العنكبوت؛ و أن قضية أمن الحرمين و ضيوف الرحمن هي آخر اهتماماتهم كما أثبت تاريخهم مع الحجاج في بدء أمرهم في القرن الماضي (نهب، مذابح، إلخ)؛
• إن الفكرة المطروحة منذ سيطرتهم على الحرمين هي قيام هيئة من العلماء تمثل التعدد الديني و المذهبي للمسلمين و يكون تحت سلطتها جيش من جميع بلاد المسلمين مما يرسخ الوحدة و يوفر فرصة الشرف لإدارة و تأمين هذين الحرمين من طرف كل المسلمين و يحقق بالتالي أحد أهداف الحج في وحدة المسلمين و توجيه شعائرهم و مناسكهم إلى أهدافها الربانية؛ و معارضة هذه الفكرة ناتجة عن تجبر و كبرياء بغير حق ليبقى هذان الحرمان تحت إشراف من لا يستحق أن يقود قطيع أغنام أو ذود إبل فهم رعاة فاشلون بجميع المقاييس؛
• إن منع العديد من سكان البلدان التي لا يرضى حكام آل سعود عن مواقفها السياسية (الجمهورية الاسلامية ،اليمن، ، لبنان، سوريا، إلخ) هو أكبر دليل على عدم كفاءتهم في إدارة شؤون الحج فالله يقول للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم" و أذن في الناس بالحج"؛
• إن الأحداث المتتالية في السنوات الأخيرة (الرافعة في الحرم المكي، التفجير قرب المسجد النبوي، تدافع منى) هي دليل آخر على العجز إن لم يكن القصد في انتهاك الدم الحرام في الحرم الحرام لمحرمين و عدم التحقيق في الحدث دليل استهزاء بكل الأمة بصرف النظر عن توجهاتها المذهبية؛
• تم انعقاد مؤتمر هام في اغروزني حضره العديد من علماء الأمة من مجموع أهل السنة رسميين و غير رسميين ناقشوا مشاكل الأمة وركزوا على مظاهر التطرف و الغلو التي تمثل الدعوة الوهابية رافدها الأساسي و محركها الإيديولوجي و حاضنها السياسي و التي فرخت العديد من المجموعات الإرهابية عبر العالم شوهت الرسالة و فرقت المسلمين و قتلتهم و شردتهم لحساب و لصالح من؟ الإجابة واضحة.
• و بالتالي نثمن في التجمع هذا الإعلان و التشخيص الذي صدر عن هؤلاء العلماء و ندين الأصوات النشاز التي هاجمته لخروجه عن سيطرة الإيديولوجيا الوهابية التي اعتادت بفضل بترودولاراتها أن تدجن و تعيق كل تجمع للمسلمين يخرج عن سياقها و فهمها البدوي الابتدائي لقضايا الدين و المجتمع و الأخلاق.
• و نحن إذ نذكر بهذه الأحداث نود أن نستنهض همم الأمة و شعوبها لتقف بالمرصاد لكل من يحاول أن يصدها عن وصايا نبيهاالأكرم عليه وآله افضل الصلاة والسلام أو ينتهك حقوقها الراسخة في الدين و الشرائع و القوانين التي اعتمدت الإنسانية عبر تاريخها الطويل؛
• ندين بكل قوة و قناعة التصريحات الصبيانية التي صدرت من عمي البصر و البصيرة و من صبية لا يتقون فنون القول و لا يعرفون التاريخ و لا يعتبرون به؛ و التي وجهت بكثير من الصفاقة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية و قيادتها الرشيدة العالمة و التي تعالج الأمور بعقلية تختلف كثيرا عن عقلية "الأعراب" الممتلئة منا و أذى؛
• نطالب الشعوب بفرض وقف سيل الدماء المسلمة في كل من اليمن و سوريا و العراق و البحرين و جعل الحج مؤتمرا توحيديا للمسلمين تبحث فيه مشاكل العالم الإسلامي و ليست فرصة كرنفالية لتمجيد آل سعود و من لف لفهم.
نعلن تضامننا مع إرادة الشعب اليمني المتمثلة فيما يصدر عن الجهات السياسية الحائزة على شرعية الشعب اليمني البطل
ندعم بكل وضوح الشعب البحريني المظلوم فى وجه الطغاة من آل خليفة وآل سعود
• و نأمل في الأخير أن يؤدي المسلمون حجهم لهذا العام شعائر و مناسك طبقا لقناعاتهم الدينية و أن يعودوا إلى ديارهم و قد غفر لهم ذنبهم و برئت ذمتهم و أن يكونوا أكثر تدينا و أعمق إيمانا و أفضل سمتا.
• و لا ننسى و لا نمل أن نذكر بقضية القدس و فلسطين التي تتم مؤامرة كبرى على دفنها و جعلها في مؤخرة الأولويات و القضايا فمسار بيت المقدس مرتبط بمسار الكعبة لأن تلك هي دائرة الدور الإبراهيمي المؤسس للحج.
عن التجمع الموريتاني للدفاع عن القدس و دعم محور المقاومة (البراق)
المصطفى ولد اعبيد الرحمن، رئيس المكتب التنفيذي للتجمع