لاحظ مراقبون غياب أي نوع من التضامن والمساندة من لدن السلطان الموريتانية مع السعودية في مواجهة ما أسمته الأخيرة؛ محاولات إيران لـ"تسييس الحج" هذا العام، وما أثارته تلك الاتهامات من تصاعد الحرب الكلامية بين طهران والرياض.
وكانت العديد من الدول العربية والإسلامية قد أدانت تهديدات مسؤولي طهران للمملكة العربية السعودية والتي كان آخرها تصريح الرئيس روحاني الذي توعد بالانتقام من الرياض على خلفية حادث التدافع الذي شهده جسر الجمرات في مشعر منى العام الماضي والذي خلف مئات القتلى والجرحى الإيرانيين.
واستغرب المراقبون إحجام نواكشوط ـ هذه المرة ـ عن التضامن مع الرياض، خصوصاً وأنها كانت سباقة لإعلان استنكارها وشجبها لأعمال الشغب التي تعرضت لها السفارة السعودية بطهران في شهر يناير الماضي، من خلال بيان أصدرته وزارة الخارجية الموريتانية جاء في نصه: " تندد الجمهورية الإسلامية الموريتانية بأعمال الشغب الموجهة ضد البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وما أسفرت عنه من أضرار مختلفة .
وتذكر بان احترام السيادة والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول تبقى مبادئ أساسية في القانون الدولي و في الاعتراف الدبلوماسية المعهودة"."
غير أن مصادر مطلعة تحدثت "للسفير" رجًحت وجود أزمة صامتة في العلاقات الموريتانية السعودية تجلت في ما اعتبرته المصادر، تخلي السعودية عن بعض التزاماتها إبان تحضير نواكشوط لقمة العرب، وهو ما تبيًن جلياً من خلال تحاشي وزير الخارجية السعودي استقبال نظيره الموريتاني في الرياض، والاكتفاء باستقباله من قبل نائبه في جدة، رغم كونه محملاً بدعوة رسمية إلى خادم الحرمين الشريفين لحضور أعمال القمة العربية السابعة والعشرين، وما تبعه من تجاهل المسؤولين السعوديين لوزير المالية الموريتاني خلال زيارة قام بها في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، وهو ما أحرج السلطات الموريتانية ودفع بالوكالة الرسمية للتكتم على إعلان خبر مغادرة الوزير وعودته كذلك.
المصادر اعتبرت أن تراجع حماس السعودية في دعم قمة نواكشوط وخفض تمثيلها في اللحظات الأخيرة، جاء على خلفية حملات إعلامية شنها محسوبون على الحزب الحاكم ووزارة الخارجية الموريتانية على شخص الملك سلمان وخاصة إبان تواجده في مدينة طنجة المغربية.