أعلنت الجيش السوري النظامي الثلاثاء إسقاطه طائرتين عسكريتين اسرائيليتين الأولى حربية في ريف القنيطرة جنوبي البلاد والثانية طائرة استطلاع غرب مدينة سعسع، ردّا على غارة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، وهو خبر سارع الجيش الإسرائيلي إلى نفيه بشكل قاطع
ويأتي تطور المشهد على الجبهة السورية الاسرائيلية في وقت تشهد فيه جبهات القتال السورية الداخلية بين قوات النظام والمعارضة المسلحة هدوءا حذرا لتنفيذا للهدنة التي أقرها اتفاق أميركي-روسي قبل ايام، ودخلت حيز التنفيذ منذ ساعات قليلة.
وفي دمشق قال بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية العامة أوردته قناة "الإخبارية" التلفزيونية أن الطيران الإسرائيلي "قام عند الساعة الواحدة صباح يوم 13-9-2016 بالاعتداء على أحد مواقعنا العسكرية بريف القنيطرة فتصدت وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت له طائرة حربية جنوب غرب القنيطرة وطائرة استطلاع غرب سعسع (بريف دمشق المحاذي لريف القنيطرة)".
ولاحقا، نفت مصادر في الجيش الاسرائيلي نفيا قاطعا ما وصفته بـ"ادعاء" الجيش السوري بأنه أسقط طائرة حربية وطائرة استطلاع إسرائيليتين، خلال الغارة التي شنتها طائرات من سلاح الجو الاسرائيلي فجر الثلاثاء على موقع سوري في منطقة القنيطرة.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن أحد المصادر قوله لمراسل الشؤون العسكرية بالإذاعة، إن الصاروخين اللذين أطلقتهما القوات السورية لم يصبا أيا من الطائرات المغيرة.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف موقع عسكري تابع لقوات الأسد وسط هضبة الجولان، ردّا على سقوط قذيفة صاروخية بالخطأ على الجزء المحتل من الهضبة.
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء "ردّا على انزلاق القذيفة الصاروخية في هضبة الجولان، أغارت قواتنا من خلال طائرة لسلاح الجو، خلال ساعات الليل (ليل الإثنين-الثلاثاء) على مدافع تابعة للنظام السوري في وسط هضبة الجولان السورية".
وتكررت خلال الأشهر الماضية حوادث سقوط قذائف على هضبة الجولان المحتلة مصدرها الجانب السوري من الحدود جراء القتال الدائر هناك بين المعارضة والنظام السوري، فيما يرد الجيش الإسرائيلي أحيانا على مواقع تابعة للنظام السوري.
ولفت أدرعي إلى أن سقوط القذيفة "لم يؤد إلى وقوع إصابات"، مشيرا إلى أنها "ناتجة عن الحرب الداخلية في سوريا".
وأضاف "يعتبر الجيش الإسرائيلي، النظام السوري مسؤولا عما يجري داخل أراضيه، ولن يحتمل أية محاولة للمس بسيادة دولته وسلامة سكانها".
وفي الداخل السوري، أفادت مصادر إعلامية وناشطون مدنيون بأن هدوءا ساد في سوريا بعد ساعات من بدء تنفيذ الهدنة بموجب اتفاق اميركي-روسي.
ودخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السابعة مساء الاثنين (16:00 ت غ)، وكانت الليلة هادئة، بحسب هذه المصادر.
وقال حسان ابو نوح الناشط المعارض في بلدة تلبيسة (ريف حمص)، "في العادة نسهر طوال الليل مع الطائرات، لكن نشكر الله، نمنا هذه الليلة"".
وبحسب شهود عيان في شطري حلب المنقسمة منذ تموز/يوليو 2012 بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة وأحياء غربية يسيطر عليها الجيش السوري، فقد كانت الليلة هادئة بشكل عام وتوقف فيها القصف والغارات.
وتمكن السكان القاطنون في القطاع الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة في حلب، ثاني مدن البلاد وأبرز جبهة حرب في سوريا، من السهر لغاية منتصف الليل للاحتفال بعيد الاضحى الذي صادف أول أيّامه الاثنين.
وسُمعت آخر طلقة مصدرها المنطقة الخاضعة للفصائل المعارضة عند الساعة 18:55 (15:55 ت غ)، اي قبل خمس دقائق من بدء الهدنة، بحسب شاهد عيان كان متواجدا في المنطقة الواقعة تحت سيطرة النظام.
وعبر الناشط في مدينة سلقين (ريف ادلب) عن ارتياحه لأن "النوم كان مريحا هذه المرة، والليلة كانت مميزة". وأضاف "يتوقع الناس أن يستمر الهدوء خلال فترة العيد فقط".
وأعلنت دمشق موافقتها على الاتفاق الذي توصلت اليه موسكو وواشنطن الجمعة والتزامها بتطبيق "نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام".
ولم تعلن المعارضة والفصائل المقاتلة التي تكبدت خسائر ميدانية خلال الفترة الاخيرة، موقفا حاسما من الهدنة، وطلبت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضمم ممثلين عن اطياف واسعة من المعارضة السياسية والمسلحة، "بضمانات" من حليفها الاميركي حول تطبيق الاتفاق، مبدية "تحفظها" على "الاتفاق المجحف".
ويستثني الاتفاق الجماعات الجهادية من تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد، على غرار الاتفاق السابق الذي تم التوصل اليه شباط/فبراير واستمر لأسابيع.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان الاتفاق الروسي-الأميركي "قد يكون الفرصة الاخيرة المتوافرة لإنقاذ سوريا موحدة".
المصدر : ميدل ايست أونلاين