قال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات محمد فال ولد بلال إنه "من المفيد إجراء نقاش عقلاني وهادئ حول ماضينا المشترك، خاصة فيما يتعلق بآثاره ومخلفاته التي ما زالت تسهم في إضعاف الحاضر".
وأضاف ولد بلال في مقال له، أنه" ليس هناك من سبب للإحراج أو الانزعاج أو الامتعاض لفتح مثل هذا النقاش أو المشاركة فيه، فما من مجتمع في العالم إلاّ وقد مرّ في حياته بحِقب مظلمة، ومن أحلك الحِقب في تاريخ البشرية: الرق، والاستعمار. ونحن عشناهما معًا بألم وشدّة، وما زلنا نعاني من آثارهما البشعة".
واعتبر ولد بلال أن "الإصلاح يبدأ بالاعتراف بوجود آثار العبودية و التراتبية والأضرار الناجمة عنهما. ما معنى أن نعالج مرضا إذا كنا ننكر وجوده أصلا؟ وما معنى أن نصلح أضرار الماضي، إذا كنا نتصرف كما لو أن هذا الماضي زال نهائيا، ولم يبق له أثر؟ فهذا غير منطقي. علينا أن نتحلى بالشجاعة، ونكون قادرين على رؤية ما تبقى من رواسب الماضي لمعالجتها والقضاء عليها".
وأكد ولد بلال أن "مفردات الإصلاح المطلوب وأركانه، هي: التعليم، ثم التعليم، ثم التعليم؛ والمِهن، والعمل المثمر، وتحصيل المال، وإدارة الأعمال، والمشاركة في دوائر صنع القرار. هذه هي ركائز التحرر والانعتاق الحقيقي. وتحتاج مواصلة العمل على توفير الخدمات الأساسية لسكان “آدوابه” و أحياء الصفيح، و انتشالهم من الفقر و الهشاشة و الإقصاء".
ودعا ولد بلال أبناء الفئات "المظلومة تاريخيا" إلى "التحرر شيئا فشيئا من ذلك الإحساس الزّائد بالاضطهاد والإقصاء الذي سكَنَهم لعقود، ليحلّ محلّه إحساس أكثر إيجابية بالمشاركة والمسؤولية بالنّظر إلى ما حصل من تقَدُّم. وعليهم الاعتراف بأنّهم اليَوم باتوا قوة وطنية كبرى ولاعبا حاضرا وشريكا في أعلى مستويات الدولة".