تتحول مدريد هذه الأيام إلى عاصمة أمنية شبه مغلقه، مايزيد على عشرة آلاف شرطي ورجل أمن يتوزعون في مختلف النقاط الحساسة في العاصمة .. رقابة على مدار أربعة وعشرين من الأرض والجو لتأمين أهم لقاء قمة تشهده إسبانيا خلال السنوات الأخيرة.. قمة حلف الشمال الأطلسي التي ستشهد حضور ثلاثين رئيس دولة وحكومة يتقدمها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
أوراق عدة ستكون على طاولة زعماء الحلف الأطلسي من حرب أوكرانيا والتحولات الاستراتيجية في أوروبا والعالم إلى مخاطر الإرهاب والهجرة والأمن في منطقة الساحل .
هنا في العاصمة مدريد سيوقع الحلف العسكري الأقوى في المنطقة علي خارطة طريق لرؤيته للعالم خلال العشر سنين القادمة في ملف سيحمل إسم ” تفاهم مدريد” .
وبما أن مدريد حاضرة من حيث احتضان القمة وخارطة الطريق التي ستحمل اسمها فإن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يسعى إلى الحصول على أكبر مكاسب ممكنة لصالح إسبانبا ضمن خارطة الطريق الجديدة فهو يسعى بجهود حثيثة إلى إقناع زعماء الحلف بمزيد التركيز على الجنوب حيث المنطقة المغاربية ودول الساحل هناك في الخاصرة الإسبانية الرخوة.
يعرف صناع القرار الإسبان أن تهديدات محدقة من بينها الهجرة والإرهاب والأمن وحتى الحضور الروسي المتزايد في إفريقيا.
نقاط وأهداف مهمة لصالح إسبانيا سيعمل الإسبان علي تسجيلها ضمن الرؤية الأطلسية للعالم من بينها:
1 إدخال سبته ومليليه ضمن حيز الدفاع الأمني لحلف الناتو وهو أمر أكده بشكل صريح وزير الخارجية الإسباني في تصريح لوسائل الإعلام
2 تصنيف استغلال المهاجرين غير النظاميين أو التلويح بالضغط عبر مصادر الطاقة باعتباره إعتداءً وعملاً غير قانوني ضد مصالح أوروبا والحلف الأطلسي.
3 الاهتمام بالتنسيق الأمني والشراكة مع دول الساحل وتقديم الدعم الأمني وللوجستي لهذه الدول لمواجة الأخطار المحدقة بالمنطقة وانعكاساتها علي إسبانيا.
ولايخفي علي أي متابع أن هذه النقاط الإسبانية الموجهة للحلف الأطلسي تأتي في سياق الأحداث الأخيرة وماشهدته العلاقات الإسبانية المغاربية من مد وجزر على وجه الخصوص مع المغرب والجزائر علاقات لعبت فيها الهجرة والطاقة ورقة الضغط الأهم ضد صناع القرار في مدريد.
ورقة يريد الإسبان عشية استضافتهم قمة الناتو أن تكون مواجهتها ضمن إستراتيجية مشتركة في سياق استدارة الحلف نحو الجنوب لتقوية البوابة الإسبانية وتوسيع مجال التدخل والشراكة الأمنية نحو المنطقة المغاربية ودول الساحل.